وما تزال الأغاني ممكنة (1) / #كامل #النصيرات
أنقل لكم ما كتبه صديق الروح والهرمونيكا وصنو الدفء الباكي الشاعر غازي الذيبة و الردّ عليه سيكون في مقالة الغد:-
خرجا .. اكرم الزعبي.. كامل النصيرات ..
ظهيرة ناعمة، التزمت فيها رفقة كامل النصيرات على طريق اربد عمان، وصولا الى اربد .. بالكلام مع رفيق ازلي، التقيته قبل اكثر من ربع قرن وما يزال يحفظ للقائنا الاول رغم ما كان يلتبس فيه من أسئلة، ودا باذخا، صحيح ان السخرية التي يصوغها كامل تتمنطق بسلاح لاذع، قد لايحتمله كثيرون، لكنني احبها واجدها من هذا الساحر عذبة ورائقة.
مضينا في طريقنا الجميل الى مدينة احبها ..اربد، تلمست السهول، الفضاء المديد برشاقته الهانئة في حقول الخضرة .. كان اكرم الزعبي الصديق الذي التقيته على «الفيس بوك» ينتظرنا، وأكرم، لمن لا يعرفه، استثنائي في صداقته، يمتلك ذلك الحس الفريد في الحفاظ على خيوط التواصل، بينه وبين المحبة، وله في اسمه كل النصيب، هو وعائلته الكريمة، وبالذات والده العذب ..الرحب.وشقيقه المطوق بالهدوء والشعر.
في حضرة كامل لا يمكن للحياة ان تبقى ساكنة، في حضرة أكرم، تتمدد الحياة باسترخاء على سرير المودة. مزيج من الشدو والعناق في رحاب بساتين اربد الخضراء..
مضينا الى خرجا، مهبط رأس اكرم وبلدته التي لمحتُ في حديثه عنها .. طيورا ترقص في الحب. كان يردد بامتنان للحياة. اربد اجمل المدن .. وسمعت نبضه يردد خرجا رايتي العالية في الريح..
وفي خرجا ..
كانت رائحة الزيتون تتعمشق الروح، فتقودها الى سحب الرغبة العارمة للانعتاق في هذا البر الفسيح من الجمال والمحبة ..
وهنا، عند مواطن ذاكرة اكرم العذبة، توقفنا، بيت جده المعتق بحجارة الجبال، بيت اسرته الوادع،دروب محبته الفارهة بالهدوء..
وعلى مشارف منزله الدافئ بأبنائه الاربعة الرائعين.. كانت المواسم تتعطر بحضور المودة الفياضة .. وكان والده الدكتور احمد، الباحث الدؤوب في التراث الشعبي، بشوشا فارعا باستقبالنا الحميم، يعرفنا كما لو اننا اصدقاء منذ اول زهرة في بستان الصلة.
لماذا اكتب عن هذا اليوم الحميم؟
لانه يوم من أيام المودة التي لا تنسى يا اكرم
يوم قرات فيه درسا جديدا في المحبة والجمال .. جمال المكان وجمال أصحابه
يوم اقتربت فيه من كامل كما ينبغي لصديقين ان يعيدا ترتيب الحياة من جديد
يوم احتفلت به باصدقاء من وفاء صاف.