ولد  عمي أسد ابو ذياب يبهر القضاء الأميركي!

ولد  عمي #أسد_ابو_ذياب يبهر #القضاء_الأميركي!

د. #ماجد_توهان_الزبيدي                                            

 “أسد أبو ذياب”  من أبناء عمومتي يسبقني بعام واحد مع اننا ولدنا في ديرة واحدة  وبعملية ولادة متشابهة في بيت من الشعر بين جبلين في منحدر سحيق ،منهما تروح وتجيء من حولنا عشرات الذئاب والضباع  نتعامل معها كأنها من مواشينا  الداجنة والأليفة ،التي كنا نتقاسم معها الحياة كما نتقاسمها مع اهلنا ،في مكان واحد في زمن مابعد النكبة ، عندما القي شعب باكمله خارج دياره في شتات الصحاري دون ذنب!

 وربما أخذنا ـ أسد وانا ـ من بعض مواشينا بعض طباعها الإيجابية ،إذ أخذنا مثلا من” الجدي ” كل صفات المغامرة والعناد والشموخ والتحدي والحركة المستمرة ،وحب تسلق الجبال والجري والمطاردة والرشاقة وحب النطنطة بكل أشكالها التي تخطر ببالك وتلك التي يتمناها دون ان يقدر عليها أمراء وشيوخ كثيرون! في طقس فظيع من القسوة والحرمان من مأكل وملبس وابسط الحاجات الإنسانية ، لو تمت كتابتها بلغة إنجليزية رشيقة، ربما لبكت نصف شعوب أوروبا!

مقالات ذات صلة

  كان أسد مرحا سهلا ممتنعا في حياته،لا يأبه، لأمر دنيوي ،شقي دائم الحركة ،مخاطر في كل حركاته ،تجده وسط قرية “عشيرستنان”  ثم بعد لحظات تصادفه في واحدة من زواياها اأربع! يعشق حب التجريبب  ولا يمل أبدا ،عنيد في حبه لملذات الحياة،ككبش سارح مع خمسمئة نعجة، يكاد أن يتحرش بها كلها،ثم يعاود التحرش وكأنه لم يتحرش من قبل!،فيه من عناد  تيوسه الشيء الكثير، وكأن الشاعر  المبدع “علي بن الجهم “كان يقصده ،لما قال:

 “أنت كالكلب في حفاظك للود. وكألتيس في قراع الخطوبِ” ! في مدحه للخليفة العباسي” المتوكل”.

تعارك مضطرا ذات يوم ولد عمي “أسد أبو ذياب” مع احد مدرسيه في الصف الثاني الثانوي ،فتم نقله لمدرسة ثانوية في بلدة بعيدة عن محل سكناه ،الأمر الذي كان يعني تركه للمدرسة والدراسة  بسبب ظروف اهله المادية التي هي الظروف ذاتها للكاتب ولكل جيله وقبيلته ،لكنه قبل التحدي واقام بمفرده في تلك البلدة الغريبة عليه، ولا يعرف أحدا من اهلها، وليفاجىء الجميع بعزيمة وصلابة إرادته وعناد التحدي لديه لما حصل على الترتيب الأول في مدرسته الجديدة وليحصل على بعثة دراسية في جامعة حكومية ويدرس الأدب الإنجليزي ويتفوق ايضا في البكالوريوس ثم تم تعيينه مدرسا في إحدى المدارس الثانوية !

  ذات يوم بعد زواجه  طلب منه ولد خالة له ـ  يعمل موظفا في بنك مشهور يود تقديم طلب للحصول على فيزة للولايات المتحدة ـ لو يرافقه للعاصمة، فوافق بعد تردد وإلحاح، ثم وافق ثانية بعد إلحاح ولد الخالة على حمل جواز سفره معه ليتم التقديم سوية مع عدم رغية ولدنا ابو ذياب بذلك ،إذ هو مرتاح في حياته ووظيفته لكنه رضخ لكثرة الإلحاح عليه!

  عند شباك طلب التأشيرات ،مد موظف البنك جواز سفره مع الطلب  ثم عرف عن نفسه للموظفة:”أنا موظف بالبنك من عدة سنوات ،ومتزوج وأرغب  في الوقوف على المعالم الحضارية في الولايات المتحدة”!

بعد دقائق أرجعت الموظفة جواز سفر الرجل مع الجواب:ناسف منحك الفيزا!

بدوره مد صاحبنا  المغامر  ـ الذي ولد مع صياح الذئاب والضباع ومطارداتها التي لا تتوقف من حول بيت الشعر بين سفوح الجبال المظلمة ـ  جواز سفرة معرفا على ذاته بلغة واثقة :” أنا معلم للغة الإنجليزية بمدرسة ثانوية حاليا  ،ولم يسبق لي السفر .أرغب بزيارة الولايات المتحدة للوقوف على النطق السليم والصحيح ،كي اتمكن من فهم الأفلام السينمائية الأميركية  وكي أثري إمكاناتي الأدبية والفنية “!

غابت الموظفة بضعة دقائق ثم عادت بجواز سفر  المغامر ابو ذياب مع تأشيرة لخمس سنوات ولعدة سفرات!

  بعد سنة او يزيد او يقل قليلا،حدث للرجل  ماعكر صفو خاطره  في بيئته ،ثم تذكر ان لديه فيزة للولايات المتحدة صالحة للسفر،فقدم طلب  إجازة بدون راتب من التدريس إلا ان طلبه قوبل بالرفض لحاجة المدرسة الماسة له!

 ولما كان صاحبنا لا يستسلم أبدا للتحديات  ، قصد وزيرا عاملا كان قد عمل معه عن قرب في حملته الإنتخابية لعضوية البرلمان ،مما جعله يحصل على مبتغاه في الحال في اليوم ذاته من خلال إتصال هاتفي!

  اثبت صاحبنا حال وصوله الولايات المتحدة أنه” ذيب”حقيقي،لا تأخذه الدعة والراحة  والطيش في الملاهي،أو،العيش على صدقات قريب أو صديق، بل أخذ من الايام الأولى لوصوله لبلاد يموت فيها من لا يعمل! بالعمل في كل وظيفة ،او، مهنة تعرض عليه ،من العمل في “الكازيات” وسط أعاصير تقتلع الشجر من جذورها ، لإزالة الثلوج في الصباح الباكر من الشوارع، للحوانيت  ،وحمل صناديق المعلبات والزجاجات،للمطاعم ،لكل مايخطر ببالك من أشغال شاقة،مما ادى به أن يرسل كل ماكان قد إستلفه من الناس قبيل سفره في أقل من شهر! ولد ذيب ملعون حرسي،”الطايح عنده رايح”،لا مكان في قاموسه لكلمات من مثل:”آآخ”و”ياريت” و” إصرف مافي الجيب يأتيك مافي الغيب” وكان كثيرا مايردد قول “شكسبير”:”المتعب ينام على وسادة من الحجر ليستريح، أما الكسلان فلن يجد الراحة فوق وسادة من الريش”. وقول “ارنست همنغواي:.

 “عندما يمشي الكسل في الطريق فلا بد أن يلحقه الفقر”!

  ذات يوم ،وبينما كان بطلنا يعمل في أحد فروع شركة مطاعم “بيتزا هت” في إحدى المدن ألأميركية ـ وكانت وظيفته توصيل الطلبات للبيوت على متن دراجة نارية ـ اوصل طلبا لبيت مستقل حوله حديقه ،تمر من حولها أسراب من غزلان وأيائل ،،ومرتديا طاقية مكسيكية وقميص نصف كم على سواعد مملوءة وشعر مربوط في نهايته كأنه زعيم عصابة مكسيكية لتهريب البشر ،فتحت له الباب  شابة اميركية جميلة لم تستطع إخفاء دهشتها من بنية ولدنا الذيب وحيويته وحسن لكنته الأميركية للإنجليزية ووثوقه  من نفسه ومن قدراته وعدم إهتمامه بها،مما جعلها  تدعوه للضيافة السريعة،تمعنته خلالها كثيرا عن قرب ،وطالبة منه  تشريفها بضيافتها ، كلما حضر مع طلباتها للبيتزا ، لينتهي اللقاء بإعجاب متدفق ،منها ،والتواعد لاحقا،كلما إشتهت  هي طبق بيتزا بعد ان صارت تشتهي ذلك كي يوم !

   عرضت الشابة الأميركية التي تعيش ووالدتها في هذا البيت “السياح النياح”(كناية عن الإتساع) الزواج على ولدنا “أسد ابو ذياب”  بعد ان اكدت له أن ليس عليه سوى المجيء مع حقيبة ملابسه فقط!

لاحقا، قص علي ولد عمي الحكاية ،فقال :”ليس من عادتي  أن أظهر  شوقي او حبي  لشيء أو تلهفي عليه  إلا بعد أن يطيب ذلك الأمر لوحده صائعا، لي” ! ومن عادتي ـ يضيف ـ “ألا أهجم  على فريستي  إلا وقد إستوت على الخالص”!

 كان “أسد” صريحا مع الشابة الأميركية! وسرد لها كل تفاصيل حياته ،من ولادته في بيت من الشعر، في واد بين جبلين ،وسط حشد من ذئاب وضباع ،ثم النزوح لبلاد اخرى والعيش في خيمة لوكالة الغوث الدولية ثم براكية  وجوع وحرمان  وسط قبيلة لا تملك  امرها  ، ولاقرارها، أو ،لقمة عيشها!وانه لم ير الكهرباء إلا بعد العام 1980،وسط ذهول تام من الشابة المستمعة،التي تسمع لأول مرة في حياتها مثل هذا الكلام الخرافي في عجبه وبؤسه وظلمه وندرته ،مما زادها إعجابا بهذا الفحل الذي تستحق حياته وحياة قبيلته فيلما سينمائيا من اعمدة الدراما في هوليود! ذلك أن الأنثى مكتملة ألأنوثة لا يملأ عينيها سوى رجل مكتمل الرجولة كل عضو من أعضائه في حركة دائمة ولديه إرادة تفل الحديد مغامرة  لا تأبه لتقاليد رضوخ، او، وصايات ،او، خوف ،من أي من المؤثرات والضوابط  ضاغطة، او، على العلاقات الإجتماعية!

 كان ابو الذيب، وجيله من ولد، اواخر منتصف خمسينيات القرن الماضي كقطع صبار أنتزعت عن جذورها عنوة دون رحمة، او، لطف، وألقيت في متاهي الصحراء القاسية القاحلة دون ماء ،،أو حتى تربة حمراء او بيضاء ،بل على تربة من رمل  حار كالرمضاء نهارا، وباردا كالزمهرير ليلا،ثم نمت قطع الصبار تلك بفضل عاملين :إرادة حب الحياة فيها ، ثم بفضل الهواء المار بها سريعا ،فابقى على النفس فيها ،مع قطرات يسيرة من ندى الفجر المار من فوق تلك الصحاري،إذا ماجادت السماء بذرات من ماء المطر ،وقلما كانت تجود السماء!

  وقد كان جيل مابعد منتصف عقد الخمسينيات ذاك محظوظا لما عاش عليه من الحرمان من المسكن والملبس والمأكل والمشرب  إلا الجزء اليسير من أساسيات الحياة،فعاش الرجولة من الطفولة الأولى،لما وجد نفسه من الصف الرابع والخامس والسادس في معسكرات الثورة ، وملاعب مراكز الشباب الإجتماعية في مخيمات اللجوء والنزوح  ،وميادين التدريب على السلاح ،يمتشق الفتيان فيها الرشاشات  ويقفزون بأجسادهم الطرية من فوق نار مشتعلة على إرتفاع مترين أو ثلاثة أمتار ،ويعبرون بأجساهم من بين دوائر معدنية مشتعلة نارا ،قطرها 80 سم ،دون ان تمسسهم  السنة النيران ، ويمشون مسيرا ليليا في ظلام كالح لعشرة كيلو مترات ،او، يزيد قليلا في مناطق وعرة من وديان وسفوح وجبال وهم ينشدون “بين التل ،تحت التل ،إسأل عنا راح تندل”! و”جر المدفع فدائي ،لا تستنى سيارة”!

كل تلك الذكريات مارسها “اسد ابو ذياب ” وجيله، من ولد قبله وبعده بسنة او سنتين! ذكرها الرجل بصدق أمام الشابة الأميركية التي لم تكن لتصدق ماتسمعه ،لولا فصاحتها وتأكدها من صدق الرجل ومن معرفتها بعلم النفس الذي درسته في واحدة من ارقى كليات التربية في بلادها!

كل تلك القسوة كانت سلاح  ولد عمي ابو ذياب  الذي عرف الحياة التطبيقية  بكل تفاصيلها في دولة   تقود العالم  كل العالم  وتتحكم  في سياساته  وإقتصادياته  وثقافته  وفنونه،ثم اقبل يغب  من الحياة  فيها، كما يشتهي،  كحصان جامح  فلت من رباطه  وراح يهيج بين آلاف من “المهرات” البيضاء والشقراء والصفراء  والعسلية  من شتى الأحجام والأنواع والألوان والأ عراق ،يشبه في حياته الجديدة حياة بطل رواية “موسم الهجرة إلى الشمال” للطيب صالح ،لما راح “مصطفى سعيد” ينتقم من إحتلال الإنجليز لوطنه السودان من خلال الإنتقام من شرف بناتهم ونسائهم ، كجمل هائج من جمال قبائل “الشيلك” و”الوطاويط” !

 راح “اسد” في غربته  كغضنفر في صحراء إفريقية واسعة لا يوفر غزالة ،او، ضبية، او ،نعامة ،أو، عجلة، إلا ولوى عنقها وبطنها ،ثم اطاح بها ،وإعتلاها!وكان يقول لمن معه: ليتنا كعرب نفيق من غفلتنا وغفوتنا وضعفنا ونحتل بلاد اوروبا  ، فيكثر عددنا من خلال عودة زمن السبايا فيتزوج منا ، الرجل، من البلاد التي نفتحها عشرات وعشرات ،ونصبح كعرب في عقدين من الزمان في تعداد سكان الهند او الصين ، ونعود لحكم الأندلس وما حولها من جديد، وهو ماكان يردده أيضا مختار حمولتنا “صويلح المريعي” الذي تزوج من بنت خالته “سعدية” وبقي عليها إلى أن طقت وماتت!وبات أرمل بعد طرده من وظيفته بتهمة الإرتشاء!

  تنعم  ولدنا “أسد” في الحياة بمعية الشقراء الأميركية أيما تنعم ،وبات يمتلك بضعة سيارات من |كاديلاك” و”فورد”  و”كابريس” و”جي ام سي” وعدد من قطع السلاح من “أم 16″ و”مسدسات سميث” وأسلحة صيد متنوعة ،كامير عربي خليجي،سنوات طويلة،في بيت يطل على بحيرة ،تمر به وبها اسراب من غزلان وايائل محمية بموجب قانون فيدرالي جامع مانع لا يجرؤ احد على النيل من اي منها!

 لكن الجميل في إبن عمنا الغريب العجيب “ابو ذياب” أنه وسط كل ذلك النعيم الجسدي والروحي، لم يتخل لحظة عن اصدقائه ومعارفه من ابناء قبيلته ومن غيرها ،ذلك ان الذي تطرده زوجته ليلا، ولا تفتح له الباب ،يلجا للرجل وينام عنده،وذاك الذي يتخاصم مع أنسبائه في ولاية بعيدة ،يتصل، به فيرسل له تذكرة وينتظره في المطار أو محطة القطار ويأويه، ومن يأتي من وطنه  اباحثا عن عمل  بحث له عن عمل وانفق عليه .

 عاش ولدنا الذيب عقدا من الزمن عريسا وباشا ،فحلا، فارسا يكر ويكر إلى أن جاء يوم نحس ،عندما مرت زوجته الأميركية بحالة قاسية من الكآبة ، جراء وفاة امها ،فلم تعد بمسيطرة على لسانها وتفوهاتها،مما جعله يحسم امره ويقرر الإنفصال عنها ،بعد أن قال لها :”لو انتي بنت الرئيس الأميركي لن ابقى معك دقيقة واحدة “،على الرغم من توسلاتها وإعتذارها منه مرات عديدة إلا أنه  أفهمها بالقول” نحن عرب ، كرامتنا هي ألأساس!نحن لسنا كالمهاجرين لكم من اميركا الجنوبية ،او، غيرها ممن يرضخون ويهدرون كرامتهم من اجل لقمة خبزهم!انا مستعد ان اعيش في كراج بعد ان كنت أعيش في قصر”!

 حمل بطل قصتنا اليوم، حقائبه وإنطلق من جديد ، يعيش كأنه وفد بالأمس للولايات المتحدة،وأخذ يعمل في اليوم التالي في محطة وقود 18 ساعة يوميا ،ثم تاجرا للسيارات المستعملة في الوقت ذاه ،لكنه لما حضر  جلسة المحكمة للتفريق بينه وبين زوجته قال له القاضي: أنت تستحق بموجب القانون ألأميركي بوصفك مواطنا اميركيا  نصف قيمة بيت زوجتك !

 رد ابن عمي “اسد ابو ذياب”:سيادة القاضي انا بكامل الوعي  أقول لسيادتكم أنا لن أستلم سنتا واحدا من نصف قيمة البيت!

قال القاضي وسط ذهوله التام :انت تعرف كم قيمة نصف البيت؟

رد ولدنا : لا أريد ان أعرف سيدي !

قال القاضي: وفق أقل التقديرات انت تستحق مليون دولار اميركي  عدا ونقدا كثمن لنصف قيمة البيت السوقية حاليا!

رد ابو ذياب بكل عنفوان العربي الواعي الحر :أنا اتنازل عن كل ذلك من اجل سنوات العشرة الجميلة التي عشتها مع زوجتي! أستأذنك سيدي القاضي بالإنصراف!

 صدم القاضي وذهل وصار ينظر يمنة ويسرة ثم همس في أذن  الزوجة السابقة لولدنا: “كيف تضيعين رجلا شهما حرا فارسا مثل هذا؟ انتي لو جربتي كل رجالات الولايات المتحدة لن تجدين شبيها له”! فوقعت المسكينة ارضا وإنهارت وإنهارت معها دموعها مبللة طاولة القاضي!

عاد فارسنا ليعيش في كراج بضعة شهور إلى ان تماسك ،وإشترى لاحقا اول محطة وقود ثم الثانية  وعبثا ذهبت ادراج الرياح كل وساطات زوجته السابقة من خلال بعض اقاربها وصديقاتها ممن هم على علاقة ب”اسد” كي يعود ومعه كل شروطه ،لكنه كان كتيوس مواشي قبيلته  في العناد والرفض، ثم مضى يشق حياته من جديد بإرادة فولاذية مستفيدا من بعض أخطاءه السابقة .

  أخيرا ،آن للفارس أن يترجل! ويعود السندباد لدياره ،فاشترى المهاجر المغامر ارضا وبنى بيتا قرب ذويه في لواء بني عبيد ، وعاد لأصدقاءه من جديد بعد عدة عقود من الزمن يشاركهم أفراحهم واتراحهم ومسراتهم وآلامهم

  لكن المثير في المسألة أن مختار حمولتنا سالف الذكر الوكيل المتقاعد الارمل لما علم بقصة تخلي ولد عمنا عن المليون دولار ، ونص القانون ألأميركي بإقتسام البيت بين الزوجين حال إنفصالهما ،حزم أمره وتقدم للسفارة الأميركية  طالبا تأشيرة  سفر، لكن طلبه جوبه بالرفض مرات ومرات مما حدا به أن يبيع كل أصوله من بيت وارض  وعفش ،وينضم لمجموعة من المهربين لأوروبا ومنها للمكسيك ثم التسلل للولايات المتحدة لينتهي به المقام في أيدي حرس الحدود الأميركية ويتم إرجاعه للمكسيك التي بات فيها دون مصروف ،يفترش الشوارع ويطلب صدقة طعام من المارة ،دون أن يستغفر ربه على ماكان يرتشى به من  مال اقرباءه الفقراء ويكذب عليهم  كلما تم حجز ولد لهم لدى مركز امني، أو، حاكم إداري بحجة انه كان وكيلا في المكتب الإداري لمدير الشرطة!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى