وصفي .. الشمس المشرقة

وصفي .. الشمس المشرقة
بقلم .. محمد الاصغر محاسنة

ودرب الحر كدربك ياوصفي غير مامونه .. هكذا قال عرار والد وصفي له مرة .. وقال وصفي اما انا فتاتيني رصاصة فاموت واقفا …. الحديث عن وصفي التل له شجون والحديث عن شخصية مثل وصفي غير الشخصيات أو كلها على الإطلاق، فالذين عاشوا بالقرب منه يشهدون له بذلك وبشخصيته المميزة ، وصفي صاحب القيم النبيلة وصاحب الأخلاق..وهو صاحب الفقراء عندما كان يحثهم على الزراعة من الغور إلى الصحراء ، وصفي الشخصية الأردنية النادرة في كل ما تحمل وتجمع من الذكاء والشهامة والكرم، والخضوع لأدنى الناس، والسؤال عن أحوالهم عندما كان في موقع المسؤوليه. عندما كان يدرس في مدرسة السلط الثانوية كان من أوائل الطلبة المتميزين، فبعث إلى الجامعة الأمريكية ببيروت ليدرس الفلسفة والسياسة والاقتصاد، في زمن كانت التيارات القومية في أوج ازدهارها، وكانت الجامعة آنذاك تضم مجموعة كبيرة من الطلاب العرب، مما وفر بيئة ساهمت في صياغة طموحاته، فاتفق مع مجموعة من الطلاب في الانخراط في الجيش البريطاني، لإيمانه بان الملحمة لا محالة مع الصهاينة، فتعرف وقتها على الصحراء مما أدى إلى معرفته في الشؤون العسكرية، فشارك في حروب لبنان وفلسطين من عام 1948-1949. وصفي الذي لا يحتاج إلى مديح و شهادات الآخرين لإنصافه، كيف لا وهو ابن المدرسة القومية بلا منازع، وقد آمن بتطبيق الأفكار وتحويلها إلى واقع. وهو الذي قاتل على ارض لبنان وفلسطين إلى جانب صفوف جيش الإنقاذ، فقد كان يسعي دائما من أجل قضية واحدة لا غير، هي قضية فلسطين وآمن بان الجهد الأردني لا يكتمل إلا بالجهد الفلسطيني لأنهما في النهاية مكملان لبعضهما، كان يخاف على أن أي تكتل سياسي يهدف إلى فصل الضفة الغربية عن الشرقية هو تهويد لفلسطين.. فكان لوصفي موقفا وا ضحا وصريحا ومباشرا بإصراره على عدم دخول الأردن من حرب حزيران مهما كانت الأسباب ومهما كانت المبررات والدوافع فالظروف والمعطيات السياسية والعسكرية للدول العربية آنذاك كانت تؤكد بوقوع الهزيمة. وعلاوة على ذلك وبالنسبة للأردن ستكون الكارثة باحتلال الضفة الغربية والقدس العربية. ، كان وصفي ، ثائراً منفعلاً عصبي المزاج ، ولقد كان آنذاك رئيساً للديوان الملكي ، وكان يردد باستمرار: أن الخطر الداهم يزحف نحو أمتنا العربية وأن الهزيمة قادمة وأن الكارثة مقبلة على الأردن ، ولا سبيل لدفع كل ذلك عن الأردن إلا بعدم دخول الحرب. وكان يقول: “إذا دخلنا الحرب ، فإن الهزيمة والكارثة محققه.. فهم وصفي القطرية الحقيقية وفسرها باعتبارها الخطوة الأولى والأساسية لبناء الدولة العربية مثلما هي الطريق السليم والصحيح لتكون وحدة ثابتة تتقدم برؤىً ومفاهيـــم إنسانية قومية ، وترتكز على أسس قومية وشعبية واضحة ، وبحيث يكون هناك إصلاحات وتغييرات تطرأ على حياة الإنسان العربي وأما الهوية الوطنية الأردنية في فكر “وصفي التل فهي لا تقبل الانقسام أبداً فهي من معاني السمو والرفعة في الفكر والوجود وبقيادة هاشمية حكيمة ، وحياة أفضل ، وحرية. وقناعة. فالوطني هو من يصون أمن البلد والدولة والمجتمع ، وهو من يحرص كل الحرص وبروح المسؤولية والصدق مع مجتمع متماسك وأصيل.. فيا أبا مصطفي أن الذين قتلوك هم الذين ادعوا بحب فلسطين وهم الذين سعوا إلى تهويدها وتآمروا عليك وعليها، وحملوك مسؤولية الأحداث – أحداث أيلول- وهم بعيدون كل البعد، فقط شعارات وخطابات كاذبة لا تمت للمشروع العربي بشيء ولا بفلسطين وتخليصها، بل تهدمه ما دامت هناك مؤامرات وفتن… لم يعرف هؤلاء الخفافيش الذين لم يقدروا على مواجهة شمسك المشرقة بأنك كنت ملتزم بالعمل العربي وبقضية فلسطين قبل كل شيء وما قيل عنك وتعاونك مع البريطانيين فهذه حجة العاجز والممتلئ قلبه بالحقد ولأن هذا البلد طيب بكل رجاله فقد تعرض للكثير من الإساءة، فمثلما وقع الشهيد عبدا لله بن الحسين الملك المؤسس في القدس وقع وصفي في 28/11/1971م على يد جماعة تدعي أيلول الأسود في القاهرة وهو يؤدي واجبا قوميا. ستبقى شمسك يا أبا مصطفي مشرقة واسمك شعلة مضيئة في ضمائر الأردنيين والذين أمنوا بوحدة الرأي والمصير …

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى