هل يكره الأردنيون المرايا…؟.

هل يكره الأردنيون المرايا…؟.
ا.د #حسين_محادين*
(1)
لعل من اصعب انواع الدراسات العلمية واوجعها تلك التي تُعنى بدراسة الشخصية الوطنية وتحديد سماتها الاميز عند شعب ما، وشعبنا الاردني الحبيب واحد منها .
صحيح اني احب فيه قيم وخصال كثيرة ومميزة له عن غيرة من شعوبنا العربية المسلمة بجذورها الدينية والاجتماعية الحاثة على فضائل العلم والصدق مع النفس واحترام التعدديات التاريخية لمكونات مجتمعنا كمواطنيين وهذه كلها عوامل قوة معرفية وسلوكية مُتمناة لوقوفه بالضد من الجهل والانتقائية بأنواعهما.
( 2)
ان المجتمع الاردني هنا اقصد به مجموع الاردنيين بالمعنى الدستوري للمواطنة والمساواة ، بشرا وتواريخ وطنية ومؤسسات دولة وانجازات اجيال معترف بها دوليا هي في المحصلة المجتمع الاردني كشخص معنوي كما يوصف قانونيا واجتماعيا، ويقابله علميا وقانونيا تعبير موازِ هو الشخص العادي اي”الافراد” وكلاهما”المعنوي والفردي” عُرضة للانفعال المشاعري او حتى الغرور المبالغ فيه غالبا دون تمحيص احيانا، وهو ما يعبر عنه “بالراي العام” المتقلب ، وهذا ما قد نُصاب به كأفراد ومجتمع معا من غضب او اندفاع آني نحو موضوع ما، او جراء اختلاف مرحلي متوقع في مسيرة تطورنا الناهضة حول قضية تعليمية او حتى رياضية او فنية كي لا اقول انتخابية سياسية تحديدا…لكن المطلوب دائما النقد الايجابي ، مع عدم ممارسة او قبول. اي منا بالمواقف الازدواجية “اللامعيارية” فكرا وسلوكيات لانها ضارة بارواحنا وانجازات دولتنا التي تلج مئويتها الثانية بثقة ووسط اقليم رجراج ما يستدعي اردنيا تعظيم قيم التشاركية لا الفرقة لاسمح الله.
(3).
أتساءل،
ماذا لو وقفت الشخصية الاردنية بمجموعنا امام #المرآة_الحقيقية لمواقفها الظاهرة والباطنة معاً…فهل ستُحب المرآة التي تبين لها حقيقتها نزقها احيانا ،او احيانا أخرى ازدواجياتنا دون تورية او فهلوه ،ام ستقاطع شخصيتنا الجمعية هذه النظر الى تلك المرآة، ام ستمتنع حتى عن الاستعانة باي مرآة ولو لغايات التصويب والتقويم الذهني والسلوكي لكل منا كما يفترض،ام ان شخصياتنا وفي الحد الادنى ستقوم بتحطمها.. وتتريح.. كي لا تكتشف حقيقتها ؟.
( 4)
مقاربات/مفارقات اردنية تطالبنا بالنظر الى المرآة :-

  • ننفق ملايين الدنانير سنويا اثناء سياحتنا خارج الوطن في الدول العربية والاجنبية ونشارك ابناء تلك المجتمعات التي نزورها سلوكياتهم الترفيهية المتمردة على المالوف الاجتماعي والقيمي في مجتمعنا، ونُشيد ايضا بمواطني تلك البلدان لنجاحها السياحي عبر اعلانها الدقيق لاسعار سلعها ومطاعمها امام السائح والمواطن معا، بينما في بلدنا الصابر نطالب نحن الذين سافرنا وسوحنا على سبيل المثال فقط، باغلاق الخمارات و الملاهي الليلة و محلات المساج،والمزارع، وعندما يتعلق الامر بالعديدين منا نستغل السواح القادمين الينا عربا واجانب بشكل لا يليق ، ولا نعلن بدورنا اسعارنا الموحدة امام محلاتنا ومطاعمنا لكل السلع والخدمات، ما يجعل السائح عُرضة للاستغلال، ومع هذا مستمرون في الحديث عن دور وقيم السياحة وسبل استثمارها في زيادة الدخل القومي للاردن..؟.
  • نتحدث عن القيم وضرورة اختيار من يمثلنا بصورة فضلى في مجلس النواب مثلا ومع هذا يقوم “بعض” اصحاب الاصوات الطائرة والناشزة ببيع ضميره/ صوته لهذا او هذاك بحجة الفقر وموسمية صيد بعض المترشحين ..؟.
  • الواسطة دمار ، وازاحة للعدالة عن مسارها القانوني وتكافؤ الفرص بين الاردنيين…الخ .. تٓرى من يمارس الواسطة منا، وكم حجمهم من مجموع الأردنيين..أوليست نخرا مستداما للفرص امام اصحاب الكفاءة والاختصاص،مثلما هي تقويض لاهم اركان المساواة الدستورية والقانونية في مجتمعنا المتعلم النازع للتطور ، ومع هذا نرى ونسمع قلة من يرفضونها فعلا والكثرة الكثيرة يمارسونها على مختلف المستويات والعناوين…. ؟
    اخير….
    ربما لكل ما سبق وبالتفاعل معه لا نحب النظر في المرآة…وكأننا قوم لا نريد ان نكون ما نعلم .
    *استاذ علم الاجتماع -جامعة مؤتة -الأردن.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى