هل يعود صالح لحكم اليمن؟ / عمر عياصرة

هل يعود صالح لحكم اليمن؟

الظروف والاكراهات التي ابقت بشار الاسد في قصره الدمشقي رئيسا للجمهورية، هي ذاتها، التي قد تعيد الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح وعائلته الى حكم اليمن.
صالح ليس بالشخص العادي، محنك، يرقص بمهارة فائقة على رؤوس الثعابين، يلتقط اللحظة المناسبة يصنعها، ويعرف كيف يبقى على قيد الحياة السياسية لأطول مدة ممكنة.
هو على قناعة ان لا مستقبل لعلاقته مع الحوثيين، فإما ان يبتلعوه او يبلعهم، فهم يحملون مشروع ايران، وهو لا يمكنه الاستمرار الى النهاية فيه.
كما يدرك صالح بذكائه السياسي، ان معركة اليمن وصلت الى طريق مسدود عنوانه «التدافع المتساوي»، والتحالف العربي في مأزق، والفرصة مواتية ليجعل نفسه (بيضة قبان) اضطرارية تعيده للحكم وتخلّصه من الحوثيين.
السعودية والامارات في ورطة في اليمن، وبعد صاروخ الحوثيين على الرياض، اصبحت قصة انهاء الملف اليمني اكثر حضورا في اذهان التحالف العربي.
اما الحسم العسكري المباشر، فأمره مستبعد، لذلك، لا بد من اعادة ترتيب جدول التحالفات والاصطفافات، بحيث يجلب صالح ومؤتمره الشعبي الى جانب التحالف، وتبدأ معركة حقيقية بين صالح والحوثيين.
خطوة ذكية، ومتوقعة، لمن يعرف حقيقة تركيبة العقلية السياسية لعبدالله صالح، فهو كالبضاعة في السوق، يحتكر نفسه حينا، ويعرضها للبيع حينا آخر، والمشتري المضطر كالرياض لن تتوانى هذه المرة عن اللجوء للشيطان من اجل الخلاص من جرح اليمن النازف.
لكن رغم تقديري لقيمة الخطوة، واهميتها في ضرب تماسك الحوثيين ومعسكرهم، لكن ثمة شكوك عميقة بتسليم ايران لهزيمة الحوثيين في اليمن.
كما اعتقد ان لا يستطيع صالح حسم الامور عسكريا بسرعة وبصورة صارمة اذا ما تحولت المناوشات الى مواجهة شاملة، فالرجل يريد تأمين نفسه، وسيلعب البيضة والحجر الى اخر مرحلة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى