
هل يسعى الرئيس #ترامب للتخلص من #نتنياهو و #اليمن_المتطرف – ورقة #مروان_البرغوثي القاصمة إنموذجا.
ا.د #حسين_طه_محادين*
(1)
في السياسة لا تحالفات دائمة امام تغيّر المصالح والأولويات الخاصة بين اطرافها المتحالفة. فبعد توقيع وقف اطلاق النار في شرم الشيخ للحرب في غزة والذي وافق عليه وغيب عنه مُكرها نتياهو المراوغ، وهو المتهم والمطلوب قضائيا للقضاء في اسرائيل، ولمحكمة العدل الدولية كمجرم حرب ، وبصفته ايضا رئيس ائتلاف حكومة اليمن المتطرف المؤمنة بتوراتية اسرائيل الكبرى، اقول وافق اليمين الإسرائيلي ولكن بضغط قوي من قِبل الرئيس الامريكي ترامب على وقف اطلاق النار استنادا وتكيفاً مرحليا لقولة الرئيس الامريكي الشهيرة والعلانية لنتنياهو، انك لن تستطيع محاربة العالم .
(2)
لاحظنا في الاسابيع القليلة الماضية اب بعد توقيع وقف اطلاق النار في غزة ظهور ملامح التبدل في تحالفهما”ترامب نتياهو” حيث اخذت علاقتهما منحى الافتراق العلني بينهما، خصوصا بعد اندلاع المظاهرات المليونية في الداخل الامريكي ضد سياسة ترامب ودعمه اللامحدود لعدوانية ودموية اسرائيل بقيادة نتنياهو الذي بدوره يتهرب عبر استمرار حروبه في غزة وغيرها،ساعيا بذلك الى تاخير وقوعه كرئيس وزراء في قفص الحكم القضائي الذي يُتوقع ان يدينه ، وبالتالي سقوط الائتلاف اليميني للحكومة معه حتما.
(3)
اما التصريحات والمواقف التي اتخذها الرئيس الامريكي للمسارعة في اسقاط حليفه نتنياهو وحكومة اليمين بالتدرج فقد تجلت فيما هو آت:-
أ- ارسال ممثليه ونائبه معا الى الاقامة في اسرائيل بحجة الحفاظ على وقف إطلاق النار في مرحلته الاولى والاستعداد لترتيب اوضاع غزة انطلاقا للمرحلة الثانية، وهي الاكثر تعقيدا من سابقاتها..الامر الذي جعل المسؤولين والمواطنيين الإسرائيليون يحتجون على الملأ بما فيهم وزراء اليمين، اي الرفاق في الائتلاف على خنوع نتياهو وعلى الشخصيات الامريكية المتواجدة في اسرائيل، قائلين وعبر الاعلام، هل نحن دولة ذات سيادة لابد ان نعرف من يحكمنا هل هم الامريكان..مما تسبب في بداية تصدع بالائتلاف الحكومي المتطرف، والاخطر كذلك ، هو موقف وزير الدفاع المعارض لما يُسميها تنازلات نتياهو امام طلبات الرئيس ترامب الكثيرة مثل؛ موافقة نتياهو على طلب ترامب ايقاف قرار الكنيست بضم الضفة الغربية التي وعد الرئيس الامريكي الرؤساء العرب بذلك كجزء من شروط اتفاقية وقف اطلاق كما صرح هو بذلك ،مقابل اصرار حلفاء نتياهو في الحكومة وفي الكنيست على عدم الموافقة فكرا وتصويت على طلب وتصريحات الرئيس ترامب بهذا الخصوص.
ولعل الشعرة التي ستقصُم ظهر نتنياهو وتُخلص ترامب منه باجتهادي، هو طلب ترامب-غير البريء- اخلاء سبيل المناضل مروان البرغوثي من السجن لِما يتمتع به من شعبية واسعة في كل ارجاء فلسطين ليكون قائدا لقطاع غزة وربما لغيرها ايضا ، علما بأن اسمه كان من ضمن قوائم تبادل الاسرى الذين طالبت حماس باخلاء سبيله مع اخرين حيث قوبل طلبها بالرفض المطلق، لكن اللافت كذلك انه بعيد اشهار طلب الرئيس الامريكي للافراج عن البرغوثي وسماعه الرفض الإسرائيلي الفوري قال -كما نُشر- أن عدم موافقة اسرائيل على طلبه -نتياهو وافق على طلب ترامب – قد يحرمها كليا من المساعدات والحماية الامريكية وهذه سابقة في تاريخ العلاقات العضوية بين البلدين لم تطرح مطلقا من قبل ، مع ملاحظة ردة الفعل السريعة والصريحة من قِبل عدد كبير من اعضاء الحكومة والكنيست معا، والذي جاء حرفيا -كما نُشر في وسائل الاعلام الاسرائيلية- اننا لن نوافق على طلبكما معا انت وترامب…رغم تحذيرات نتياهو لهما من خطورة وعواقب الاصرار على هذا الرفض، الامر الذي سيسارع ضمنا وعلى الارجح بسقوط الائتلاف الحكومي الحالي وبالتالي سقوط نتياهو ضمنا بيد حكم القضاء حيث سبق لترامب قد قال لنتنياهو وهو الذي احرج ترامب وامريكا بدهائه عندما ضرب دولة قطر الشقيقة اذ قال له ترامب “ان كنت واثقا ببرائتك سلم نفسك للقضاء”.
(4)
اخيرا.. ترابطا مع ماسبق ذكره اعتقد بان
هيبة الرئيس الامريكي وقوته امام العالم ستكون في حالة ترقب لابل تأرجح تماما كما هو واقع تأرجح ائتلاف الحكومة الاسرائلية اليمينية المتطرفة لحين رجحان كفة وقرار أيّ من الحليفين الامريكي بقيادة ترامب والصهيوني التوراتي برئاسة نتنياهو لان كل منهما على مفترق طرق
..ولا نملك نحن العرب واقعيا سوى انتظار قرار الأخرين الفاعلين في الاقليم المتأرجح والمترقب ايضا لماهية واقع ومآلات اعادة ترتيب الشرق الاوسط الجديد .



