سواليف – فادية مقدادي
مشهد وزير الداخلية سلامة حماد امس تحت القبة وهو يصرخ احتجاجا على تأجيل طرح الثقة به ، أثار تساؤلا لدى المتابعين حول وجود خلافات داخل حكومة الملقي ، وربما هو الاحتجاج العلني الوحيد الذي ظهر للعلن من قبل احد اعضاء الحكومة منذ تشكيلها.
وظهر في الصور التي تم التقاطها والفيديوهات التي تم تصويرها استغرابا ظاهرا من قبل حماد موجها الى وزير التربية والتعليم نائب رئيس الوزراء ، بعد قرار تأجيل طرح الثقة ، مما اعطى انطباعا بعدم وجود تنسيق مسبق بين الذنيبات وحماد .
وزير التربية والتعليم محمد الذنيبات الذي ناب عن رئيس الوزراء هاني الملقي المنشغل بعزاء والدته، طلب من رئيس مجلس النواب عاطف الطراونة تأجيل التصويت على مذكرة طرح الثقة بحماد، واعطاء الحكومة المهلة المتاحة وفق الدستور لمدة 10 أيام.
عندها لم يخف حماد امتعاضه واحتجاجه فور استخدام الذنيبات لحق الحكومة بطلب تأجيل التصويت على الثقة .
وحسب مراقبين، فإن حماد كان مستعدا لطرح الثقة به خلال الجلسة، وسط توقعات بأن يخرج من التصويت بثقة مع الفشل المتوقع لحصد اصوات 60 نائبا يؤيدون الحجب.
الكاتب الصحفي فهد الخيطان كتب مقالا في صحيفة “الغد” بعنوان “هل يرضى الملقي بهذه المهزلة؟” جاء فيه :
حتى أيام قليلة ماضية، كان الشغل الشاغل للحكومة ووسطاء من النواب والأعيان، هو إقناع النواب الـ48 الموقعين على مذكرة طرح الثقة في وزير الداخلية سلامة حماد، سحب طلبهم أو تأجيله.
وما إن نجحت الجاهات والوجاهات في “تليين” موقف النواب، وتفكيك النواة الصلبة لطالبي طرح الثقة، حتى برزت مشكلة لم تكن في الحسبان؛ الوزير المخضرم حماد مصمم على طرح الثقة فيه تحت القبة!
المشهد تحت القبة في جلسة البرلمان يوم أمس كان كاريكاتوريا بحق؛ فبعد أن كانت المذكرة النيابية عنوانا لأزمة تلوح في الأفق بين البرلمان والحكومة، تحولت بقدرة قادر إلى مشكلة داخلية للحكومة التي انقسمت على مرأى ومسمع من الجميع بين مؤيد لطرح الثقة في الوزير ومعارض للفكرة.
واضاف الخيطان : إن كان لهذه الحادثة تحت قبة البرلمان من دلالات، فأهمها ما ظهر من حالة ارتباك وخلاف في صفوف فريق الملقي الوزاري، وأن ما يقال -وهو في الغالب دقيق- عن خلافات مستشرية بين فريقين في الحكومة، تبدّى أمس حقيقة واقعة، وعلى الهواء مباشرة، فكانت رسالة مباشرة للنواب تحت القبة، وللرأي العام من بعده.
وأشار الخيطان الى أن ما حصل ليس بسبب سوء تنسيق بين الوزراء، بل لأن الخلافات تجاوزت هذا الحد في أوساط الحكومة. وبسبب غياب الحسم والحزم في معالجتها، تقترب الحكومة من أن تكون مثالا على القول الشعبي الدارج: “حارة كل من إيدو إلو”.
ولم يستبعد الخيطان في مقاله فيما إذا ما استمرت هذه الحال طويلا، أن تنتقل عدوى الطوشات النيابية إلى صفوف الحكومة؛ فتساءل ..هل سنقرأ في الصحف عن “طوشة حكومية” تحت القبة: “الرئيس الملقي يتدخل لفك الاشتباك بين وزيرين في الحكومة”.