هل سيتراجع الفلسطينيون عن مقاطعتهم؟!

هل سيتراجع الفلسطينيون عن مقاطعتهم؟!
ماهر ابو طير

في المعلومات أن ھناك اتصالات سریة مع الفلسطینیین، من أجل اقناعھم، العودة عن مقاطعة مؤتمر البحرین الاقتصادي، الذي یناقش ملف إقامة مشاریع اقتصادیة في الضفة الغربیة، وبما یعد توطئة للتسویة السیاسیة التي تعدھا الإدارة الأمیركیة.

تقول المصادر المطلعة، إن تجاوب الفلسطینیین، لا یبدو واردا، حتى الآن، وفقا لنتائج الاتصالات، وإن الرئیس الفلسطیني، وكما ھو ملاحظ قام بالتصعید مجددا ضد صفقة القرن، في تصریحاتھ الأخیرة التي وصف عبرھا صفقة القرن بالعار.

إحدى غایات ھذه الاتصالات البحث عن ”مخرج نجاة“ أمام غیاب الطرف الأھم، أي الطرف الفلسطیني، الذي تجاوزه الامیركیون، أساسا، خلال إعداد صفقة القرن، أو حتى ترتیبات مؤتمر البحرین، وكان من الصیغ التي تم الحدیث عنھا، استرضاء الجانب الفلسطیني، وإجراء اتصالات علنیة مع الفلسطینیین، ووضعھم بصورة المستجدات السیاسیة والاقتصادیة، من أجل التخفیف من حدة موقفھم، بمقاطعة مؤتمر البحرین، وھو اقتراح وظیفي غایتھ استیعاب الفلسطینیین، الذین یغیبون عن مؤتمر یخصھم، بما یترك أثرا حادا على نجاح المؤتمر، بل ویحرج بقیة الأطراف.

مقالات ذات صلة

ھذه المعلومات تؤكد أن جھات عدة، بدأت تقرأ غیاب الفلسطینیین بطریقة ثانیة، ھذا على الرغم من مضي واشنطن في مؤتمرھا، في ظل الإعلان الفلسطیني الرسمي، عن مقاطعة المؤتمر، وھو اعلان لم تأبھ لھ واشنطن، في البدایات، لكن التقییمات الأمیركیة حالیا تتحدث عن كلفة كبیرة لغیابھم، وتأثیر على نتائج المؤتمر.

في كل الأحوال یبدو المؤتمر الذي دعا الیھ الامیركیون، مھددا، لعدة اعتبارات أبرزھا غیاب الفلسطینیین، ولا تعرف كیف یمكن تنفیذ مشاریع اقتصادیة عنوة في الضفة الغربیة بدون موافقة السلطة الوطنیة، وكیف یمكن قطف ثمن سیاسي من الفلسطینیین، أیضا، دون موافقتھم، فیما الكل یدرك أن القصة لدى السلطة، لیست قصة بطولات، بقدر كونھا تعبر عن ادراك عمیق ان لا فلسطینیا یجرؤ في الأساس على التورط في حلول من ھذا الطراز، حتى لو كان مؤمنا بھذه الحلول التي تحول القضیة الفلسطینیة من قضیة وطن مغتصب، الى قضیة اقتصاد بحاجة الى تحسین؟

إضافة الى ما سبق، فإن التطورات في كیان الاحتلال، بخصوص تشكیل الحكومة الإسرائیلیة، وما یواجھھ بنیامین نتنیاھو من أزمات، یجعل كل مشروع صفقة القرن، مؤجلا، او مھددا، والكل یعرف أن سبب تأجیل الإعلان عن الصفقة، كان الرغبة بإجراء الانتخابات الإسرائیلیة، وتشكیل حكومة إسرائیلیة، وھو تشكیل كان متوقعا ھذه الأیام، لولا أن حدثت الخلافات داخل كیان الاحتلال، بما یجعلھ امام سیناریوھات مختلفة، مثل إجراء انتخابات مبكرة، وتأجیل تشكیل
الحكومة، وغیر ذلك من قضایا، ترتد مباشرة على الجھد الأمیركي لإعلان صفقة القرن، وبما یجعلھا مؤجلة او مھددة، او غیر قابلة للنقاش في ظل ھذا الوضع.

من ناحیة تحلیلیة لا یمكن للفلسطینیین التراجع عن موقفھم بمقاطعة مؤتمر البحرین، لأن التراجع ھنا مھما تم تبریره، سیؤدي الى سقوط السلطة الوطنیة، كلیا، بحیث تظھر بصورة الذي یتراجع عن موقفھ، ویقدم غطاء لواشنطن من اجل تمریر الصفقة عبر البوابة الاقتصادیة، ثم السیاسیة، لكن علینا ان نعترف أیضا، ان وضع الفلسطینیین یعاني من صعوبات كبیرة جدا، لكن بیدھم الورقة الأھم، أي تمثیل الفلسطینیین، وھي ورقة لا یمكن انتزاعھا، او البحث عن بدیل عنھا، او وكیل، في سیاقات الذي نراه من السعي لتصفیة القضیة الفلسطینیة ، كلیا، بعد سبعین عاما من القضم التدریجي لفلسطین، وبما یمكن اعتباره تنفیذا مبكرا للصفقة منذ العام 1948 وما قبلھ، فیما نحن الآن في مرحلة التشطیبات النھائیة.

أخیراً ماذا عن مشاركة الإسرائیلیین في مؤتمر البحرین، في ظل ما تواجھھ إسرائیل من أزمة بشأن تشكیل الحكومة، والكنیست، والانتخابات المبكرة، وھل سیكون الإسرائیلیون الطرف الثاني الغائب، ام سیحضرون لمجرد الحضور، دون أي صلاحیات أو مساحات فاعلة لقبول ھذا المقترح او ذاك، أو ھذا المشروع أو ذاك، وبحیث یكون ”طرفا الصراع“ وفقا للتعریف الأمیركي، یواجھان وضعا معقدا، ولكل طرف اعتباراتھ، التي تختلف عن اعتبارات الطرف الآخر؟!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى