هزات ارتدادية

هزات ارتدادية

مهند أبو فلاح

الزلزال العنيف الذي أحدثه إسقاط نظام بشار الأسد الحاكم في دمشق و ما تبعه من هزات ارتدادية على مستوى الوطن العربي بأسره و خاصة في الأقطار المجاورة لسورية قلب العروبة النابض بالمحبة لأمته المجيدة بعد سنين طويلة من القهر و الكبت و الإرهاب بحق شعبها الاصيل حملت في طياتها مخاوف عميقة لدى مجمل القوى الإقليمية و الدولية الفاعلة المؤثرة من خروج الوضع عن نطاق السيطرة و تحول هذا القطر المحاذي لفلسطين المحتلة إلى قاعدة انطلاق لتحريرها ، و في هذا السياق يمكن قراءة مشهد الغارات الجوية الصهيونية المكثفة و العنيفة المركزة على الترسانة العسكرية التي خلفتها الطغمة الأسدية الحاكمة سابقا في سورية .

لقد سارع العدو الصهيوني إلى شن العديد من الغارات على أهداف متنوعة في طول البلاد و عرضها محاولا القضاء على أية إمكانية محتملة مستقبلية لاستخدام هذه الأسلحة في مواجهته و دعم و إسناد المقاومة الفلسطينية الباسلة في فلسطين المحتلة على نحو يقلب موازين الصراع العربي الصهيوني لاسيما أن هنالك أرضا سورية مازالت في قبضة الدويلة العبرية المسخ إلا و هي هضبة الجولان قلب بلاد الشام من الناحية الجغرافية و التي تشكل أهمية استراتيجية بالغة لجهة ارتفاعها عن مستوى سطح البحر و إطلالتها على مناطق شاسعة لا في سورية فحسب بل و في فلسطين المحتلة و لبنان و الاردن .

لذا لم يكن مستغربا أن يمتلك حكام تل أبيب زمام المبادرة و يبذلوا مجهودا عسكريا مضاعفا في تدمير كل ما تطاله طائراتهم المقاتلة و القاذفة من أسلحة كانت بحوزة النظام المخلوع في سبيل تأجيل ساعة الحقيقة التي أخبر عنها الرسول العربي الكريم سيدنا محمد بن عبد الله عليه افضل الصلاة و اتم التسليم القائل في الحديث الشريف الذي أخرجه الائمة الحفاظ احمد بن حنبل في مسنده و ابن ماجة في سننه و الحاكم في المستدرك على الصحيحين ناهيك عن ابن عساكر في تاريخ دمشق إذ يقول رسول الله ” اذا وقعت الملاحم بعث الله من دمشق بعثا من الموالي هم أكرم العرب فرساً و أجودهم سلاحاً يؤيد الله بهم الدين ” .

إن كل الرسائل التطمينية التي أرسلها قادة و زعماء الفصائل الثورية التي سيطرت على دمشق الفيحاء مؤخرا لم تسهم في طمأنة حكام تل أبيب و لو إلى حين و هذا ما يقودنا إلى إدراك أن الجهة التي لا ترغب في استقرار سورية و ازدهارها حقيقة هي الكيان الصهيوني الغاصب لارضنا المقدسة الطاهرة و هو ما يجب أن يدركه حكام دمشق الجدد جيدا و يسعوا حثيثا إلى إيجاد علاج جذري نهائي لهذا الورم السرطاني الخبيث و استئصاله إلى ابد الابدين .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى