هجوم غير مبرر على حماس
لا تستحق تصريحات رئيس المكتب السياسي لحماس، إسماعيل هنية، التي أدلى بها لوكالة “سبوتنيك” الروسية، كل هذا النقد من قبل بعض المقربين للحركة.
ما قاله هنية كان صوابا، فهو نفى أن تكون قد انخرطت في دعم الثورة السورية عسكريا، وهذا صحيح، فقد اعتزلت حماس المشهد ولم تدعم النظام السوري، ولم تعاديه.
أيضا ارفض شخصيا تقييمات بعض المنحازين للنظام السوري الذين اعتبروا ما قاله إسماعيل هنية بأنه اعتذار لنظام بشار، فهذا غير دقيق، بل يمكنني القول إن هنية وضح ما جرى، وأكد ثوابت حماس بعدم التدخل في شؤون الآخرين.
وحتى نكون أكثر وضوحا، علينا أن نطمئن بكل جوارحنا، إلى ثوابت حركة حماس المبدئية، فالخبرة والتاريخ يقولان بوضوح إن حماس تتقن فن الأداء السياسي البراغناتي غير المتداخل بتأثيره على المبادئ.
هذه حقيقة، ليست أمنيات أو انحيازات، وعلينا ألا نقلق من تحالفات الحركة واتجاهاتها، بل ازعم أن حماس تملك لمسة سحرية من خلال الجمع بين الثابت والمتحول.
نعود للأرض مرة أخرى، ونقول، ما هي خيارات حماس التحالفية اليوم، ألا يلوح في الأفق تحالف إقليمي دولي تقوده الولايات المتحدة الأميركية يريد تكسير حماس وتصفية القضية الفلسطينية.
من سيتبقى في الإقليم لتثق به حماس، تركيا مترددة، والدوحة غارقة في أزمتها الخليجية، إذا، بقي أن تفكر الحركة بإيران والنظام السوري وحزب الله.
تلك هي منطقية الأشياء، فترك الجميع، وزعم الاستقلالية، كلاهما يعني الموت السريع بعد البطيء، لذلك اعتقد أن ما قاله هنية للوكالة الإعلامية الروسية، كلام غارق في السياسة ولا علاقة له بمخاوف الايدولوجيا.
كلنا نعرف جريمة إيران وبشار في المنطقة، لكننا نعرف أيضا أن هناك مجرمين يشبهونهم في الشكل والمضمون، وبالتالي يجب أن نعذر بعضنا في السياسة، وان نثق ببعضنا في المبادئ.