هآرتس: الرياح في واشنطن تغيرت ونتنياهو سيواجه ضغوطا لإنهاء الحرب

#سواليف

يستعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين #نتنياهو -المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية لارتكابه #جرائم_حرب في #غزة- للقاء صعب مرتقب مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب في البيت الأبيض -غدا الاثنين- بعد طرح الخطة الأميركية المكونة من 21 نقطة لإنهاء حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة.

ويرى التقرير الذي نشرته موفدة صحيفة “هآرتس” إلى نيويورك -ليزا روزوفسكي- أن #الرياح_السياسية في #العاصمة_الأميركية قد تغيّرت، ما يعني أن #نتنياهو سيضطر هذه المرة إلى التعامل مع ضغوط علنية وحقيقية لإيجاد مخرج للحرب.

وتقول روزوفسكي إن اللقاء سيستمر 3 ساعات تقريبا، ليعود نتنياهو بعدها مباشرة إلى إسرائيل قبل حلول يوم الغفران، ورغم أن لقاءاته السابقة مع ترامب اتسمت بالمناورات التكتيكية والعروض المسرحية، فإن “حبكة المسرحية هذه المرة، على الأقل من الجانب الإسرائيلي، بعيدة عن أن تكون مكتوبة مسبقًا”.


الطموحات الإسرائيلية

المعطيات الجديدة في واشنطن تتمثل في صياغة #البيت_الأبيض لخطة من 21 نقطة تهدف إلى إنهاء الحرب في غزة وفتح مسار سياسي جديد مع الفلسطينيين، وتنص الخطة -بحسب مسؤول أميركي بارز تحدث إلى الصحيفة- على وقف إطلاق النار وبدء عملية سلام، وتشمل حتى بندا يتحدث عن إمكانية إقامة دولة فلسطينية مستقبلية.

هذه الرؤية تتعارض مع مقاربة نتنياهو ووزير الشؤون الإستراتيجية رون ديرمر، اللذين يرفضان أي حديث عن دولة فلسطينية أو تسوية سياسية مع السلطة الفلسطينية، ومع ذلك، ترى روزوفسكي أن تراكم الضغوط من الدول العربية وتركيا وإندونيسيا، إضافة إلى المزاج الجديد في #واشنطن، قد يغيّر ميزان القوى في الاجتماع المرتقب.

في المقابل، ينقل التقرير عن سياسي إسرائيلي رفيع المستوى قوله لوسائل الإعلام الأجنبية في نيويورك إن “الدول العربية نفسها تطلب من إسرائيل تدمير حماس، رغم أنها لا تصرح بذلك علنا”، غير أن الصحيفة تشير إلى أن هذه المزاعم لا تتطابق مع الرسائل الرسمية الصادرة عن تلك الدول، التي تتهم إسرائيل بتضليل الرأي العام بشأن ما يجري خلف الكواليس.


ريفيرا غزة

تذكّر روزوفسكي بأن لقاءات نتنياهو السابقة مع ترامب هذا العام حملت طابعا استعراضيا، ففي الزيارة الأولى في فبراير (شباط)، وأثناء مفاوضات وقف إطلاق النار التي رعتها إدارة بايدن، أطلق ترامب ما بات يُعرف لاحقا بـ”خطة ترامب”، حين قال إن الولايات المتحدة ستتولى “ملكية غزة” وتحولها إلى “ريفييرا” عالمية، بينما يُنقل سكان القطاع إلى “منطقة جميلة” خارجها.

هذه التصريحات أثارت غضبا واسعا في مصر والأردن وسائر الدول العربية، لكنها لاقت ترحيبا من نتنياهو الذي ردد لعدة أشهر أن إنهاء الحرب مشروط بتنفيذ خطة ترامب. ومع ذلك، يشير التقرير إلى أن الفكرة تلاشت تدريجيا، خصوصا بعدما رفضت أي دولة استقبال الفلسطينيين المرحّلين، سواء اعتُبر ذلك “هجرة طوعية” أو ترحيلا قسريا.

وحتى مديرية “الهجرة الطوعية” التي أنشأها وزير الدفاع يسرائيل كاتس توقفت عن العمل، بينما خففت إسرائيل في الأشهر الماضية قيودها على مغادرة الغزيين أملا في تسريع خروجهم، لكن النتيجة العملية كانت محدودة جدا، إذ لم يتمكن سوى بضعة آلاف من مغادرة القطاع منذ مارس الماضي.

توضح موفدة الصحيفة أن زيارة نتنياهو الثانية للبيت الأبيض في أبريل (نيسان) جاءت على خلفية نية ترامب فرض رسوم جمركية على الواردات الإسرائيلية بنسبة 17% ورغم وعود نتنياهو بالعمل على تخفيف الأضرار، لم تُخفض النسبة سوى إلى 15% بعد مفاوضات مطولة، لكن هذه الأزمة التجارية لم تكن سوى الغطاء، فالموضوع الحقيقي كان المفاوضات الأميركية السرية مع إيران، التي سبقت الحرب الإسرائيلية على طهران بأشهر.

كما شهدت الزيارة الثانية مفاجأة أخرى حين أطلق ترامب مديحًا علنيًا للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، معتبرًا أنه “يسيطر على سوريا”، وقد دفعت هذه التصريحات إسرائيل إلى فتح قنوات محادثة مع تركيا عبر أذربيجان، تحت إشراف مجلس الأمن القومي الإسرائيلي وضغط مباشر من واشنطن، وامتد الأمر إلى بدء اتصالات إسرائيلية-سورية غير مباشرة برعاية المبعوث الخاص لترامب، توم باراك، لكن العملية تعثرت بسبب الخلاف حول ممر إنساني إلى محافظة السويداء.
نبرة جديدة

تؤكد روزوفسكي أن ترامب كرر في الأشهر الأخيرة رسائل متناقضة حول الحرب في غزة، فهو من جهة يطالب بإنهائها “قبل ساعة”، ومن جهة أخرى يعبر عن تفهمه لرغبة إسرائيل في القضاء على حماس ويحمل الحركة المسؤولية عن استمرار القتال، لكنه كان يتجنب باستمرار أي حديث عن السلطة الفلسطينية أو دولة فلسطينية.

التحول الأخير يكمن في أن البيت الأبيض نفسه بدأ يتحدث بلغة مختلفة، عبر خطة الـ21 بندًا، ما يعني أن الموقف الرسمي الأميركي بات يتجاوز خطاب ترامب الشخصي، وترى الصحيفة أن هذا التغير يضع نتنياهو في موقف صعب، إذ لم يعد بمقدوره الاكتفاء بالاستعراض السياسي كما في زياراته السابقة.

وتنقل موفدة الصحيفة أن نتنياهو رفض التعليق رسميًا على القضايا الجوهرية التي تلوح في الأفق من الاعتراف الغربي بدولة فلسطينية إلى تفاصيل الخطة الأميركية- مؤجلًا أي رد إلى ما بعد لقائه في البيت الأبيض، لكن الصحيفة تختم بالتأكيد أن اللقاءات مع ترامب، رغم طابعها المسرحي المعتاد، لن تكون هذه المرة خالية من مفاجآت وضغوط حقيقية قد تجبر نتنياهو على إعادة حساباته.

المصدر
هـآرتس
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى