نفقات استئصالنا
#يوسف_غيشان
من يصدق بأن أصدقاءنا #الهولنديين، المتفرغون حاليا لتدليل أبقارهم وإسماعها الموسيقى لإستدرار المزيد من الحليب،من يصدق بأن هؤلاء هم أحفاد أحفاد #مستعمرين طغاة في القرن السابع عشر وما تلاه. وأن شركة الهند الشرقية الهولندية التي أسسها هؤلاء عام 1602كانت تملك حق شن الحروب وتوقيع المعاهدات والمعاملات التجارية بإسم الحكومة الهولندية. وأنها كانت تتحكم في معظم #طرق_التجارة البحرية في آسيا وبعض مناطق في أفريقيا ، وتملك العديد من #المستعمرات في أنحاء العالم ، وأنها قامت بعمليات إبادة جماعية للكثير من سكان الجزر الاسيوية و و و… .من يصدق؟.
ومن أجل الإحتكار والتحكم بتجارة القرنفل من جزر الآسيوية، قام الهولنديون بأكبر عمليات الإبادة الجماعية لأشجار القرنفل ، وأبقت ما هو تحت سيطرتها تماما، ودفعت لحكام بعض الجزر التي لا تملكها أموالا من أجل تدمير اشجارهم من القرنفل …. طبعا فإن حرق شجرة يتم خلال دقائق ، أما اعادة استنبات اشجار جديدة ، فأنت تحتاج الى سنوات .
في قيود شركة الهند الشرقية الهولندية، فقد تم تسجيل الدفعات المالية التي قدمت للذين قاموا بقتل اشجارهم من القرنفل، تحت بند (نفقات الآستئصال). وقد أذهلني هذا المسمى ، وشعرت بأن الهولنديين الذين فقدوا سيطرتهم خلال قرن ، لم يبق من استعمارهم البغيض سوى بند نفقات الآستئصال، الذي تناسل داخل الإدارة الإنجليزية التي حلت محل الهولنديين ،ومنها انتقل هذا البند إلى الأميركان وجميع دول العالم الكبرى ، لدرجة أنه – أقصد الآستئصال –صار سياسة هامة تلجأ لها الدول الكبرى لتكريس مصالحها ، وهي سياسة يتم- على ما يبدو- تدريسها في مساقات التربية للمستعمرين الجدد.
انتهى التأريخ، وبدأت الحقيقة المفجعة ، وهي أننا هذه المنطقة العربية نتعرض إلى عمليات استئصال مشروعة – حسب سياسات الدول المشاركة- لا بل أننا نقوم، نحن بأنفسنا، بإستئصال بعضنا لصالح الدول الكبرى، بعضنا مقابل أجر ومعظمنا نقوم بذلك بدون أجر، لا بل ندفع من جيوبنا وأرواحنا من أجل استئصال أنفسنا ، وهذا يدل على أن حكام الجزر الأسيوية الذين استاصلوا أشجار قرنفلهم ، كانوا أذكى منا تجاريا وأرقى منا إنسانيا.
لنلاحظ ما يحصل في عالمنا العربي :
- هناك من يدفع للبعص من أجل استئصال الجماعات المتأسلمة ، وهناك من يدفع من أجل زراعتها في أرجاء الوطن.
- هناك من يدفع من أجل اسيتئصال القوميين ، وهناك من يدفع من أجل استئصال اليساريين .
- هناك من يدفع من أجل دعم الأنظمة الحاكمة ، وهناك من يدفع من أجل استئصالها.
- هناك من يدفع من أجل استئصال الشيعة وهناك من يدفع من أجل استئصال السنة، وهناك من يدفع من أجل استئصال الأثنين معا، وهناك من يدفع من أجل استئصال المسيحيين ، ومنهم من يدفع لاستئصال البروتستنت ومنهم من يدفع لاستئصال الأورثوذوكس.
على المستوى الشعبي ، نحن الناس ، نقوم بالاستئصال ايضا:
-لاحظوا تكاثر الذين يطلبون من أصدقائهم على الفيسبوك وكافة وسائل الاتصال الأليكترونية أن يشطبوهم إذا كانوا يحملون وجهات نظر سياسية مختلفة، وأنهم يقومون بشطب من يعرفون منهم ، مع عبارات مهينة وجارجة أيضا…هذا استئصال.
-لاحظوا في المقالات والكتابات والحوارت ..لاحظوا بأن كل شخص فينا يخوّن الآخر ، هذا يتهم ذاك بأنه يقبض من قطر وذلك من السعودية وذكذاك من إيران وأخر من تركيا أو أميركا.. وفي الواقع فأن القبيضة لا يزيدون عن 1% منا ..نحن للأسف نفعل ذلك ببعضنا مجانا لوجه الشيطان، أو لمجرد الجهل فقط لا غير …وكل واحد فينا يعتقد بانه يخدم وطنه وأمته بهكذا موقف.
من الآخر.
إننا استئصاليون بلا حدود….. بين الي ايطسنا
لا أملك حلولا ، ابحثوا أنتم عن الحلول …وإذا لم تجدوها سريعا، فسوف نتصل ببعضنا، بعد أقل من عقد ،عن طريق الصليب الأحمر.