لم يعد قلق #البشر قاصرا على #مصير ميراثهم الفكري والمادي بعد وفاتهم، بل بدأوا يقلقون حتى على سمعتهم وشخصياتهم، بعد أن فاجأتهم تقنيات #الذكاء_الاصطناعي بإمكانية استنساخ صورة رقمية لأصواتهم وأشكالهم وسماتهم الشخصية، يمكن استخدامها فيما لا يرغبون.
وفق دراسة لكلية أستون للقانون في جامعة كوينز بلفاست، وكلية القانون في #جامعة_نيوكاسل البريطانية، يمكن استخدام ما يسمى بـ”الشبح الآلي” (غوست بوت) لإعادة تكوين شكل #الموتى وأصواتهم وسماتهم بتقنيات #الهولوغرام و”التزييف العميق” وغيرها.
هذا الأمر يعني المخاطرة بسمعة الأموات، وكذلك الادعاء عليهم بفعل ما لم يفعلونه؛ مما يعني إمكانية ابتزاز أهلهم، وهو ما وصفته الأمم المتحدة بأنه “خطر وجودي”.
التزييف العميق
خبير التحول الرقمي وأمن المعلومات، زياد عبد التواب، يوضح لموقع “سكاي نيوز عربية” حقيقة إمكانية استنساخ نسخ رقمية من الأموات، ومخاطرها، قائلا:
“هذا الاستنساخ يتم بتقنية التزييف العميق (deepe fake)، التي تستخدم الذكاء الاصطناعي لتزوير الصور والمقاطع المصورة والأصوات”.
“بسبب هذه التقنية، قال مكتب التحقيقات الفدرالي الأميركي إن زيادة تقترب من 322 بالمئة في جرائم الابتزاز الجنسي بالولايات المتحدة شهدها فبراير 2023 مقارنة بالعام السابق، بسبب التزييف العميق”.
“هذه التقنية تشهد تطويرا سريعا؛ وبالتالي فإن تكوين نسخة رقمية من الأموات أمر وارد”.
“منذ فترة انتشرت أخبار أن شركة إنتاج سينمائي حصلت على حق استخدام صوت وشكل بروس ويليس، نجم أفلام الأكشن الأميركي، الذي يعاني من أمراض تمنعه من الكلام والحركة، إلا أن محاميه نفى الأمر”.
“يبقى هذا الأمر قائم بالفعل، ومن خلاله تم استنساخ صوت سيدة الغناء العربي أم كلثوم، مما كان سيدفع أسرتها لاتخاذ إجراء قانوني لعدم الحصول على إذنهم”.
“حتى الآن لا يوجد قوانين للذكاء الاصطناعي، ولكن يحاول الاتحاد الأوروبي سن قوانين مع نهاية هذا العام أو بداية المقبل”.
ما القوانين المأمولة؟
ولدى سؤاله عن “القوانين المتوقعة أو المأمولة، أن تضبط الذكاء الاصطناعي واستخداماته؛ بحيث لا ينتهك حقوق البشر أحياء وأموات؟”، أجاب عبد التواب:
“هذه القوانين قد تناقش أحقية استخدام أشكال وأصوات الأموات، وتقنن حقوق استخدامها”.
“لابد من مناقشة حق الشخص في كتابة بنود في الوصية قبل الوفاة، تسمح لأسرته ببيع أو استخدام صوته وشكله من عدمه، وأيضا السماح بوجود صوته وشكله في النطاق العام، وأحقية الاستخدام للجميع، أو يضع ضوابطا لهذا الاستخدام، أو يمنع تماما استخدام صوته وشكله”.
“استخدام صوت وشكل الإنسان والسمات المعبرة عن شخصيته، دون إذن، بمثابة سلب جزء من كينونته بعد وفاته، وهو أمر مشابه لاستخدام الأعضاء بعد الوفاة، فهل من حق أحد استخدام أعضاء المتوفي دون أن يأذن بذلك قبل وفاته وإعلانه التبرع؟”.
“القضية لها تبعات دينية وأخلاقية وقانونية؛ لذلك استخدام أي شيء يتعلق بالأموات يحتاج تشريعات، وقد تختلف من دولة لأخرى طبقا للعادات والتقاليد والأعراف والقوانين”.
“خطر وجودي”
مع تزايد تهديدات تقنيات الذكاء الاصطناعي، وجَّه الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش تحذيرا من مخاطرها.
وتعبيرا عن حجم هذا الخطر، نبه إلى أن العلماء والخبراء “طالبوا بالتحرك وإعلان أن الذكاء الاصطناعي هو خطر وجودي على البشرية، يتساوى مع خطر الحرب النووية، ولابد أن نأخذ تلك التحذيرات مأخذ الجد”.
وقدم غوتيريش في مؤتمر صحفي بنيويورك، الإثنين، مقترحات الأمم المتحدة بشأن كيفية التعامل مع الذكاء الاصطناعي، معلنا عن خطط لإنشاء هيئة استشارية رفيعة المستوى على شاكلة الهيئة الدولية للطاقة الذرية.