سواليف
ليس سراً أن العديد من أشهر ممثلي هوليوود وأبرعهم لم يحصلوا على بعد على الأوسكار، أرفع جائزة فنية تتوج عطاءهم الفني على مدة عقود، مثل توم كروز وبراد بيت.
لكن لا بد من لفت الانتباه إلى أن غيرهم من أساطير السينما حسب وصف موقع Taste of Cinema نالوا الجائزة عن أدوار عادية، بينما قدّموا أدواراً عبقرية لم يلتفت إليها أعضاء أكاديمية السينما المانحة للجائزة، ومنهم من لم يحصل عليها بالمرة!
إليكم قائمة نشرها موقع Taste of Cinema ضمَّت 10 من هؤلاء النجوم
10. مونتغومري كليفت – عن فيلم Judgment at Nuremberg
رُشّح مونتغومري كليفت لـ4 جوائز أوسكار خلال مسيرته المهنية التي لم تشهد سوى 17 فيلماً فقط، خلّدت اسمه بين عظماء هوليوود، ومع ذلك لم يفز هذا الممثل المدهش أبداً بالتمثال الذهبي.
يرى البعض أن كليفت كان يستحقُّ الفوزَ عن جدارة عندما رُشّح للجائزة عن أدواره في أفلام The Searchو From Here to Eternityو A Place in the Sun، التي اتضح فيها حسّه الإنساني الآسر في التمثيل على مدار أعوام نجوميته خلال العصر الذهبي للسينما.
لكنّه لم يحصل على شرف الأوسكار مقابل أي من تلك الأدوار.
لكن أكثر دور لا يمكن تبرير خسارته لجائزة الأوسكار عن أدائه فيه كان في فيلم Judgment at Nuremberg.
كان كليفت مرشحاً حينها لجائزة أفضل ممثل مساعد عن دوره في الفيلم، والذي أدى فيه دور رجلٍ معاق ذهنياً، كان ضحيةً لعملية تعذيب على يد النازيين، وبشكلٍ ما خسر كليفت لصالح الأداء الذي وُصف بأنه أقل براعة للممثل جورج تشاكيريس في فيلم West Side Story، الذي اكتسح جوائز الأوسكار في ذلك العام (1962).
وربما ترجع خسارة كليفت لقِصَر الدور الذي قدّمه في الفيلم، لكنه استطاع في الدقائق القليلة التي ظهر بها أن يشعر المشاهد ببراعة بالرعب الذي يشعر به أي شخص عند استرجاعه صدمات الماضي، وذلك في أثناء الإدلاء بشهادته في محاكمة مهمة.
وتمكَّن كليفت من إيصال كل تلك المشاعر بشكلٍ شديد البراعة في مشهد واحد فقط، وقد يكون أبرز المشاهد التي مثّلها على الإطلاق.
9. كيرك دوغلاس – عن فيلم Paths of Glory
رغم أن أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة كرَّمت كيرك دوغلاس بجائزة أوسكار شرفية عن رصيده الممتد من الأفلام قرب تقاعده عن التمثيل، فإنه لم يفز بالجائزة أبداً ضمن منافسات الأوسكار لأفضل ممثل أو حتى ممثل مساعد.
ويمكن الآن القول إنّه لن يحصل عليها أبداً، ما لم يقرر مفاجأة جمهوره بالعودة إلى التمثيل مرة أخرى في سن المائة.
ورُشِّحَ دوغلاس للجائزة 3 مرات، وبالإضافة إلى تلك المرات يرى كثيرون أنه كان يستحق الفوز بالأوسكار عن تجسيده شخصية الرسام الهولندي المعذّب، فينسنت فان غوخ، في فيلم Lust for Life.
وكان بإمكانه أيضاً الفوز عن أدواره الأكثر شهرة في أفلام Spartacus أو Ace in the Hole، لكنّه لم يُرشَّح حتى عن دوره فيها.
لم يُرشَّح كيرك دوغلاس أيضاً للفوز بجائزة الأوسكار عن دوره في فيلم Paths of Glory، الذي كانت شخصيته فيه تحمل سخطاً شديداً تجاه جرائم الحرب المحيطة به.
يستحوذ هذا السخط على انتباه المشاهد، ويثير فيه الخوف عندما يأخذ دوغلاس غضبه معه إلى جبهة القتال. قدّم دوغلاس في هذا الدور أداءً أظهر فيه أقوى صفاته كممثل، ولكنه لم يفز بجائزة الأوسكار عنه.
8. تشارلي شابلن – عن فيلم The Great Dictator
فاز الممثل الأسطوري تشارلي شابلن بجائزتي أوسكار شرفيتين، بالإضافة إلى جائزة أوسكار عن أفضل موسيقى تصويرية أصلية لفيلم.
لكنّ شابلن، وجه السينما الصامتة الشهير، لم يفز بالجائزة عن أيٍّ من أدواره الخالدة.
كان أداؤه الكوميدي الأخرق والمفعم في الوقت ذاته بالمشاعر الصادقة، أكثر من كافٍ، وفقاً لوجهة نظر الكثيرين، لمنحه جائزة أوسكار عن أدواره في أفلامٍ مثل City Lights و Modern Times لكنَّه حتى لم يُرشَّح للجائزة عن دوره في أيٍّ منها.
بل فوّتت الأكاديمية عدة فرص لتكريمه عن أدائه عدة مرات شخصية “المتشرد”، التي أصبحت أيقونةً سينمائية، وهو أمر يجب على الأكاديمية أن تخجل منه.
وكان الترشيح الوحيد الذي ناله شابلن في فئة التمثيل عن أحد أفضل أدواره، دوره في فيلم The Great Dictator، الذي كان يستحق الحصول على الأوسكار عنه بلا شك.
شهد الفيلم تحدّث شابلن في خطابٍ للمرة الأولى، ولعب فيه دوراً ثنائياً مضحكاً، أحدهما لدكتاتور يشبه أدولف هتلر، والآخر لحلّاق يهودي يشبه الدكتاتور.
وأظهر شابلن في الفيلم عبقريته الكوميدية في حركات جسده المألوفة، وأيضاً بطرقٍ أكثر هدوءاً وبراعة، وهي استخدام صوته واستعراض قدراته الخطابية لأول مرة.
بالإضافة إلى ذلك، أنهى شابلن الفيلم بإلقاء خطاب بديع، توجه به للمشاهدين مباشرةً، عن أحداث تلك الفترة التاريخية العصيبة، وتظل كلماته حقيقية ومناسبة حتى في وقتنا الراهن.
وخسر شابلن جائزة الأوسكار عام 1941 لصالح الممثل جيمس ستيوارت، الذي قدّم أداءً مرحاً وممتعاً في فيلم The Philadelphia Story، لكنه لم يكن مؤثراً مثل دور شابلن.
7. جيمس ستيوارت – عن فيلم
قدّم جيمس ستيوارت، بطل هوليوود ذو الصوت الرخيم، العديد من الأدوار المؤثرة، ورشِّحَ لجائزة الأوسكار عن الكثير منها عن جدارة.
وكان ممكناً أن يحصل على جائزة الأوسكار عن أدائه دور رجل قويّ العزيمة في فيلم Mr. Smith Goes to Washington الذي أبدع في تقديمه.
لكنه، بدلاً عن ذلك، فاز بالجائزة في السنة التالية عن دورٍ أقل جدية بفيلم The Philadelphia Story، الذي كان فاتناً فيه كعادته، لكن بالكاد تظهر فيه براعته التي تميزت بها باقي أفلامه.
وكان الأداء الأفضل لستيوارت، الذي جسّد فيه براعته كممثل وتخطّى حدود جاذبيته المعهودة، هو دوره بفيلم It’s a Wonderful Life في هذا الدور، الأبرز خلال مسيرته المهنية بأكملها، أسر ستيوارت قلوب المشاهدين، ثم حطّمها لاحقاً مع سير أحداث الفيلم، وهو ما جعل انكشاف شخصيته في النهاية أكثر روعة.
كان دور ستيوارت في الفيلم بديعاً، بأداءٍ لم يكن بإمكان ممثّل آخر إتقانه كما فعل.
ومن المؤسف أن الأكاديمية اختارت منح الجائزة حينها للممثل فريدريك مارش عن قيامه بدورٍ أقل أيقونية، وإن كان بارعاً بالفعل، في فيلم The Best Years of Our Lives.
لكنّ دور ستيوارت كان هو الدور الذي علق بذاكرة مشاهديه، وسيظل كذلك عشرات الأعوام، وربما قروناً قادمة.
لذلك، فمن الغريب أنّ ذلك الدور بالتحديد لم يحظَ الممثل الأسطوري عنه بجائزة الأوسكار.
6. بول نيومان – عن فيلم Cat on a Hot Tin Roof
اشتُهر بول نيومان بلعب أدوار الرجال مثيري المتاعب ذوي النزعات التدميرية لذواتهم، ونجح في جعل كُل شخصية مثّلها مثيرة للاهتمام، وجذب انتباه المشاهدين لها حتى عندما تكون في أسوأ حالاتها.
وعندما تلقّى نيومان جائزة أوسكار شرفية، وأخرى لدوره الإنساني، لم يكن برصيده من جوائز الأوسكار سوى جائزةٍ واحدة عن دوره في فيلم The Color of Money، وذلك رغم أنه رُشِّحَ للجائزة 10 مرات في 6 عقود.
وبينما كانت جميع أدواره آسرةً كعادتها، لعب نيومان أدواراً أكثر تأثيراً سبقت دوره الحائز جائزة الأوسكار، مثل فيلم The Hustler، الذي كان يستحق الحصول على الأوسكار عن دوره فيه عن جدارة، وأيضاً دوره في فيلم Cool Hand Look، الذي قدّم فيه أبرز شخصية مثّلها على الإطلاق.
لكن ربما يكون أفضل أدواره هو الدور الذي حصل عنه على ترشيحه الأول لجوائز الأوسكار، فيلم Cat on a Hot Tin Roof.
يقدّم الفيلم عرضاً مدهشاً لقدرات ممثليه؛ إذ يلعب نيومان دور رياضيّ سابق تعرض لإصابة واستسلم بعد إدمانه الكحول، ويحاول التعامل مع زواجه الذي ينهار مع الوقت.
كان هذا الدور مثالاً رائعاً على الأسباب التي ستجعل العالم كلّه يحب بول نيومان في الأعوام التالية، استحق نيومان الفوز عن ذلك الدور بجائزة الأوسكار، ولكنه خسرها لصالح الممثل ديفيد نيفين، الذي فاز بها عن دوره في فيلم Separate Tables، أحد أبرز الأدوار غير المميزة في تاريخ الأدوار الحاصلة على الجائزة، حسب تقرير موقع Taste of Cinema.
5. جيمس دين – عن فيلم East of Eden
وجود اسم جيمس دين في هذه القائمة هو دليل على موهبته الهائلة والأبدية كممثّل؛ وذلك لأنه ظهر في 3 أفلام فقط خلال مسيرته المهنية القصيرة.
وكان يمكن أن نرى أدواراً استثنائية أكثر لجيمس دين لولا وفاته في الرابعة والعشرين من عمره، لكن تلك الأدوار الثلاثة كانت كافيةً لتخليد اسمه كأسطورة في صناعة السينما. ورُشح جيمس دين للأوسكار عن اثنين من أفلامه الثلاثة، لكنّه لم يفز بالجائزة قط.
لعب دين أكثر أدواره شهرةً في فيلم Rebel Without a Cause، وهو فيلمٌ كان من المنطقي أن يحصل على جائزة الأوسكار عن دوره فيه، لكنه لم يُرشَّح للجائزة عن هذا الدور من الأساس.
ولكنه رُشِّح، لحسن الحظ، لجائزة الأوسكار عن هذا الفيلم الذي يُعتبر أفضل أعماله.
فقد قدّم فيلم East of Eden جيمس دين لجمهور السينما للمرة الأولى، وقدّم لهم أيضاً أقوى أداء مثّله دين في قائمة أفلامه القصيرة والمدهشة.
ويعرض لنا دين في الفيلم شخصية شاب يبلغ سن النضج بحساسيةٍ مؤلمة لم تُر لدى الممثلين الشباب من قَبله. وفي أحد مشاهد الفيلم، يُفترض أن يرد دين على رفض والده له بالاستدارة بعيداً عنه في غضب.
لكن، بدلاً من ذلك، يعانق دين الرجل في محاولةٍ يائسة وغريزية لتوسّل حنانه. ومثل تلك اللحظات تضرب وتراً حساساً لدى المشاهد بطريقةٍ لن تراها في العديد من الأفلام.
وكانت الجائزة الذهبية ذلك العام من نصيب الممثل إيرنست بورغناين، عن دوره الرائع حقاً في فيلمMarty، لكن هزيمة دين ذلك العام تظل حدثاً شائناً، حسب معدي التقرير.
4. داستن هوفمان – عن فيلم The Graduate
رُشِّح داستن هوفمان لسبع جوائز أوسكار كأفضل ممثل، وفاز منها بجائزتين.
وهو واحدٌ من أكثر الممثلين المحبوبين فى زمنه، وذلك عن استحقاق. كان هوفمان ممتازاً فى دوريه اللذين فاز عنهما بالجائزة، وذلك حين لعب دور أبٍ تملأه العزيمة في فيلم Karmer vs. Karmer، ودور أخٍ مُصاب بالتوحد في فيلم Rain Man. كما تخلَّى عن شخصيته الكوميدية المثيرة للجدل والمحبوبة بطبيعتها في فيلم Lenny.
أما أحد أفضل أدواره على الإطلاق، وربما أفضلها جميعاً، فكان في فيلم Midnight Cowboy، عندما لَعب دور رجل محتال مقعد مريض، ولكنه متفائل ومرن، في الوقت نفسه.
ومن المؤسف أنَّه مع فوز الفيلم بجائزة أفضل فيلم، إلا أن هوفمان خسر الجائزة لصالح جون واين عن دوره في فيلم True Grit، الذي تقاسم الأصوات مع جون فويت الذي شاركه بطولة الفيلم. وكانت هذه خسارةً مخجلةً؛ إذ كان هذا أول عمل يُرشَّح عنه لجائزة الأوسكار، وربما أفضل أداء قدمه على الإطلاق.
وفي دوره الرائع كشابٍّ خجول قلق عالق في مآزق الحياة، تمكَّن هوفمان من جذب انتباه الجماهير في فيلم The Graduate، الذي كان من أفضل الأفلام الرومانسية الكوميدية.
وعندما يركض في الشارع بالفيلم في سباقٍ مع الوقت ليمنع حبه الحقيقي من الزواج، وهو المشهد الذي عادةً ما يستحوذ على انتباه المشاهدين، يهتم المشاهد بما يحدث بسبب تحوُّل هوفمان من حالة الشعور بالخجل إلى العزيمة.
كما أن نهاية الفيلم يمكن اعتبارها واحدةً من أكثر النهايات الممتعة الممزوجة بالألم من بين جميع الأعمال السينمائية.
وخسر هوفمان جائزة الأوسكار حينها لصالح الممثل رود ستايغر عن دوره في فيلم In the Heat of the Night، الذي رغم قوته لا يمكن مقارنته بأداء هوفمان الخالد.
3. جاك نيكلسون، عن فيلم About Schmidt
جاك نيكلسون هو أحد الممثلين المتفردين في تاريخ السينما.
ويحمل الممثل الأسطوري أكبر عدد ترشيحات لجوائز الأوسكار لممثل رجل في التاريخ، بعدد ترشيحات يصل إلى 12 ترشيحاً، ويحمل كذلك أكبر عدد من جوائز الأوسكار، مناصفةً مع 3 ممثلين آخرين.
وفوزه بـ3 جوائز في ظل هذا العدد من الترشيحات ليس بالأمر السيئ، ولكن إذا أخذنا بعين الاعتبار كمية الأدوار شديدة الجودة التي قدمها، يبدو هذا العدد قليلاً.
فاز نيكلسون بجائزة أفضل ممثل مساعد عن فيلم Terms of Endearment، ولكنه كان أكثر استحقاقاً لهذه الجائزة عن أدواره في أفلام Easy Rider و Reds.
كما فاز بجائزة أفضل ممثل عن فيلم As Good as It Gets، الذي لم يحظَ أداؤه فيه بالتقدير الكافي؛ إذ كان يحمل قدراً أكبر من المشاعر عن باقي أدواره. إلا أنه كان يجب أن يتلقى مثل ذلك التقدير عن عمله في أفلامٍ مثل Five Easy Pieces أو Chinatown.
ولحسن الحظ، فاز نيكلسون عن دوره في فيلم One Flew Over the Cuckoo’s Nest.
ومع ذلك، يمكن القول إنَّ أعظم أدوار نيكلسون كان الدور الذي نال عنه ترشيحه الأخير.
كان هذا في فيلم About Schmidt، حيث كان نيكلسون في قمة هدوئه، ومع ذلك، وعلى غير المتوقع، كان أداؤه الأكثر تأثيراً.
وأدى نيكلسون في الفيلم دور رجل متقاعد ما زال يتقبل فكرة تقدمه في العمر، ومستغرق في الندم على حياته غير الحافلة.
كان أداؤه مأساوياً، وبدا حقيقياً تماماً، ومثيراً للضحك لتناقض شخصيته مع الشخصيات المبتهجة المحيطة به في الفيلم.
ويتضمن المشهد الختامي للفيلم أقوى أداء تمثيلي مثير للعاطفة قام به نيكلسون على الإطلاق، عندما يتأكد في النهاية أن حياته كانت مؤثرةً بالنسبة للآخرين.
هذا الدور كان من المفترض أن يضمن له جائزة أوسكار أخرى، إلا أنَّه خسرها لصالح الممثل أدريان برودي عن دوره في فيلم The Pianist، الذي كان أداءً عظيماً آخر في عام 2003 الذي اتسم بمنافسةٍ شرسة في جوائز الأوسكار.
2. آل باتشينو – عن فيلم Dog Day Afternoon
آل باتشينو، الممثل الذي بإمكانه أن يضيف قيمةً لا تنتهي لأي دورٍ يلعبه، تمكن من كسب مكانةٍ على لائحة أساطير هوليوود بأدوارٍ قاتلة وعظيمة لدرجة المتعة الشديدة.
لمثل هذه الأدوار، رُشّح آل باتشينو للفوز بـ8 جوائز أوسكار، إلا أنَّه فاز بالأخيرة لتعوضه عن الجوائز السابقة التي خسرها، وكان ذلك عن دوره في فيلم Scent of a Woman الذي كان دوراً كلاسيكياً لآل باتشينو لم يحظَ بالتقدير الكافي.
إلا أن فشل الأكاديمية فى مكافأته من قبل هذا الدور تثبت بشكلٍ أكبر صغر قيمة جوائز الأوسكار، حسب تقرير موقع Taste of Cinema.
أما عدم ترشيحه عن دوره في فيلم The Godfather nor The Godfather: Part II فيُعد جريمةً.
فتطوُّره العبقري من بطل حرب حسن الطبع إلى زعيم عصابة عديم الرحمة كان واحداً من أعظم الأدوار في تاريخ السينما.
ومع ذلك، فهناك عمل واحد آخر خاص بآل باتشينو ربما يتفوق على ذلك الإنجاز الكبير.
فدور آل باتشينو الجريء، الذي لا يمكن نسيانه، في فيلم Dog Day Afternoon، الذي لعب فيه دور البطل، وظهر بشخصية رجل مثلي الجنس يقوم بسرقة البنوك في السبعينات، لا يكسب فقط تعاطف المشاهد؛ بل أيضاً يثير الذهول من مستوى الشجاعة الواضحة فيه.
وبينما يُعرَف عن الممثل مبالغته قليلاً في أداء الأدوار المتكلفة التي تناسب شخصيته، إلا أن دوره في هذا الفيلم كان يتسم بالواقعية التامة حتى في أثناء أكثر المشاهد درامية.
في بداية الفيلم، يحدث خطأ في عملية سرقة، وتضطر الشخصية التي يؤديها آل باتشينو، والتي أداها بتلقائيةٍ مثالية تجعلك تضحك بشدة من حماقته الفطرية، إلى الارتجال. إلا أنَّه مع تطور أحداث الفيلم، يصبح المشاهد أكثر اهتماماً بمعاناته وتأثراً بها، مع أن الفيلم تدور أحداثه على مدار يومٍ واحد فقط.
هذا العمل كان يستحق قطعاً الفوز بجائزة الأوسكار، وغالباً هو أفضل أعمال آل باتشينو، إلا أن دور نيكلسون عن فيلمOne Flew Over the Cuckoo’s Nest فاز بالجائزة بدلاً منه، وهو فوزٌ لا يمكن الطعن فيه.
1. مارلون براندو – عن فيلم A Streetcar Named Desire
يحتفى به الكثيرون كواحدٍ من أعظم ممثلي السينما على الإطلاق، ومارلون براندو يستحق هذا الاحتفاء تماماً؛ وذلك لحضوره الجذاب، واستحالة توقع تصرفاته، وتعبيره الشجاع عن مشاعر شديدة الخصوصية.
وكما كان الحال مع آل باتشينو، رُشّح براندو لـ8 جوائز أوسكار في زمنه، فاز منها بجائزتين عن أدوارٍ لا جدال في عظمتها، بفيلم On the Waterfront وThe Godfather وكانت هذه الجوائز خلال مراحل مختلفة جداً من حياته المهنية.
كما كان يستحق الفوز بجائزةٍ عن فيلم Last Tango in Paris ، الذي كان واحداً من أجرأ أدواره على الإطلاق.
وكان يستحق أيضاً الترشّح لنيل جائزة أفضل ممثل مساعد عن دوره في فيلم Apocalypse Now، إلا أنه لم يُرشَّح لأسبابٍ غامضة.
كل واحد من هذه الأدوار يمكن اعتبارها أفضل ما قدمه براندو، وبما أن المشهور عنه أنه يُعتبر الممثل الأعظم في التاريخ، يمكن اعتبار كل عمل من هذه الأعمال أيضاً أفضل أعمال السينما على الإطلاق.
ولكنَّ أفضل عمل في حياته المهنية هو الذي نال عنه ترشيحه الأول، والذي خرجت من خلاله موهبته الفريدة إلى العالم.
كان هذا هو دوره في شخصية الزوج الفظ غير المهذب في فيلم A Streetcar Named Desire، الذي طوَّر فيه براندو عملياً مهنة التمثيل السينمائي بأدائه الطبيعي بدلاً من الأداء المسرحي.
صوت براندو الاستثنائي، وهيئته البدنية المهيمنة، وسلوكه اللافت للانتباه، كل هذا كان من شأنه أن يضفي ألواناً مبهجةً على فيلمٍ غير ملون، واستمر رغم مرور الزمن في مكانته المتميزة التي لم يقترب منها ممثل آخر.
ومع أن شخصيته جذبت المشاهد، فإن براندو لم يخفِ عيوبه، وإنَّما في الواقع تمادى في لا مبالاته بنوبات غضبه الانفعالية وتوسلاته غير الواعية من تأثير الخمور بصدقٍ وإنسانية لا تقاوَم. وصراخه المشهور في الفيلم Hey, Stella! قد يكون أول ما يتذكره أي شخص عن الدور.
المثير للدهشة، أن هذا الأداء التاريخي لم يفز بجائزة الأوسكار؛ إذ فاز بالجائزة بدلاً من براندو حينها الممثل همفري بوغارت عن أداءٍ نموذجي قدمه في فيلم The African Queen.
ولكن، مع ذلك، يبقى دور براندو واحداً من أعظم الأدوار بالسينما، كما كان دوراً أساسياً في تطوير أساليب التمثيل، ما جعله أفضل أداء قدمه على الإطلاق، بشكلٍ أو بآخر.