نتائج حملات المقاطعة

نتائج #حملات_المقاطعة

م. #أنس_معابرة

في الثلاثين من سبتمبر من عام 2005؛ قامت صحيفة يولاندس بوستن في الدنمارك بنشر رسوم كاريكاتورية للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، وفي العاشر من يناير عام 2006، قامت بذلك صحيفة ماجازينيت الدنماركية، واعادت مجموعة من الصحف والمجلات الأوروبية إعادة نشر تلك الرسوم.

ثار العالم الإسلامي غضباً على نشر تلك الرسوم، وتظاهر الملايين من المسلمين في مختلف دول العالم، وقامت العديد من الدعوات لمقاطعة منتجات تلك الدول التي تسيء الى النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وهو الحد الأدنى من واجب الانتصار لنبي الإسلام عليه الصلاة والسلام.

وعلى الرغم من تواضع أثر حملات المقاطعة تلك وضعف نتائجها؛ إلا ان بعض الشركات في هذه الدول أصدرت تصريحات بأنها لا توافق على الإساءة للنبي عليه الصلاة والسلام، ويعمل لديها المئات من العمال المسلمين حول العالم، وذلك نظراً لتأثر مبيعاتها بحملات المقاطعة.

بعد أن بدأ الهجوم الصهيوني على قطاع غزة؛ بادرت مجموعة من الدول الأوروبية بالإضافة إلى الولايات المتحدة إلى دعم سلطات الاحتلال بالأسلحة والغطاء الدولي لاستمرار الهجوم، وتبعت العديد من الشركات في تلك الدول موقف حكوماتها، وأعلنت دعمها لسلطات الاحتلال في قتل الأطفال والنساء في غزة بأشكال مختلفة؛ كالدعاية والاعلان للكيان الصهيوني وحقه المزعوم في الدفاع عن نفسه، أو من خلال الدعم المادي المباشر.

لم يتوان النشطاء في وسائل التواصل الاجتماعي إلى الإشارة إلى تلك الشركات، وبدأت حملات جادة لمقاطعة منتجاتها.

في السابق؛ كان لدي قاعدة هي أن كل أمر يعتمد على وعي الجمهور مصيره الفشل، ولكن الحال تغير بعد أن رأيت جدية الناس في حملة المقاطعة ضد الشركات التي تدعم الاحتلال وهجومه على غزة.

لقد أمست المطاعم والكافيات التي تنتمي لمؤسسات تدعم سلطات الاحتلال اليوم فارغة بعد أن كانت بالأمس تغص بالناس، وأزالت العديد من الأسواق منتجات الشركات الداعمة للاحتلال، لقد أدرك الناس اليوم أن هؤلاء القوم لا يتوانون في دعم الاحتلال، وأن ثمن كوب القهوة الذي تدفعه؛ سيساهم في قتل أهلنا في غزة والضفة الغربية ولبنان.

وإلى المشككين في تأثير حملات المقاطعة أقول: عليكم أن تتعلموا من الماضي، انظروا إلى تأثير حملات المقاطعة عام 2006 على الشركات الدنماركية والنرويجية والفرنسية، انظروا إلى الاعتذارات والتبريرات التي قدمتها تلك الشركات.

ثم بإمكانكم اليوم متابعة الأسواق العالمية، ومراقبة أسعار أسهم تلك الشركات التي تم الإعلان عن مقاطعتها، لقد تكبّدت تلك الشركات خسائر كبيرة في أسعار الأسهم، بالإضافة إلى توقّف الواردات المالية، وبالتالي تعاظم الخسائر.

وإلى من يقول بأن تلك الشركات تعمل على توظيف أشخاص من مجتمعنا، ومقاطعتهم ستزيد من معدلات البطالة، أو ستسبب الخسائر لمستثمر محليّ، فلهم نقول؛ سيتم التركيز على المنتجات المحلية والعربية، وستطلب مصانع تلك الشركات المزيد من العمالة، وسيجد المستثمر من أبواب الاستثمار الشيء الكثير، وسيقوم بدوره في دعم امته العربية والإسلامية، ولن يقف إلى جانب شركات تدعم من يقوم بقتل أهله واخوته من العرب والمسلمين، حتى لو كان سبباً في فقدانه لواحد من استثماراته.

لقد كانت الرسوم المسيئة للنبي سبباً في معرفة الملايين بالنبي عليه الصلاة والسلام، وأيقظت حب النبي في قلوب المسلمين، واليوم ربما كان الهجوم على غزة سبباً في ادراكنا أن الدول التي حولتنا إلى شعوب استهلاكية كسلاح ضدنا؛ قادرة على مقاطعة بضائعهم وقلب كيدهم في نحرهم، وربما كانت سبباً في معرفتنا بمنتجاتنا الوطنية ذات الكفاءة العالية والاسعار المعتدلة، والتي تعمل على توظيف عمالة من أبناء جلدتنا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى