يا سجن ماركا.. رفقًا بالسجين 1007
كتب … ناصر شديد
عن البطل #أحمد_حسن_الزعبي أتحدث..، أحمد الذي لا يليق #السجن به..، فهو الرقيق اللطيف الأنيق..، صاحب المشاعر الحساسة..، والذوق الرفيع..، فكيف له أن يتماهى مع السجن وقسوته..؟!.
يا #سجن_ماركا ومهاجعه رفقًا بالله عليكم وكل السجّانين بملح الأرض أحمد..، هو أمانة عندكم..، رفقًا بمن يرفض لقب “معارض أردني”..، ويا سجناء ماركا.. ها هو أبو الوطنية بينكم “دخل خطأً”..، استفيدوا منه قدر المستطاع..
في حضرة أحمد، وبعد السلام عليه بتحية جندي لقائد.. وهذه لعبته..، قلت: “استمتع” يا بطل.. لقد جاء وقت العُزلة..، لا تعُدّ الأيام ولا الأسابيع ولا حتى الشهور..، فهذا مبتغى السجّان.. أو بالأحرى من “خلْفَ” السجّان..، فلا تعطه الفرصة..، رد بلهجة أهل “الرومثا” الجميلة: “مش غادر..!”.
زدتُ أو هُيِّء لي: “في #أدب_السجون أيها المؤدب.. حطم الواسطات والتدخلات ولا تتوقعها.. لا تكترث بفيتامين واو من أصحاب الدولة والمعالي والسعادة والعطوفة.. -التائب منهم والعاصي-..، فلن يُجْدوا نفعًا..!، انْسَهم وتناسهم..، واستعن بالله فقط.. فهو حسبك..”
بالمحصلة، اختار صاحب الشأن في سجنك الشخص الخطأ..، فبالله.. هل قاس حسّك المرهف..؟!، هل شاهد دمعتك كيف تسبق نَفَسَك عند كل مشهد مؤلم تشاهده أو تسمع به..؟!، وقبل ذلك.. هل سأل نفسهُ من سَجَنَ ولِمَ..؟!، وهل يُسجن صحفي مثلك يُدافع عن الحرية والكرامة في زمن حرب مع أرذل الخلق؟!، ويلكم من الله..!
يا أحمد هم يعلمون أن مقامك ليس السجن..، لكنهم يتغافلون ويسوّغون..، فهل يُعقل أن يَسجن الأردن #وصفي_التل؟!، أو أحمد عبيدات؟، أو النقي أحمد اللوزي؟!، أنت قامة مثلهم..، صحفي لامع سلاحك الكتابة وميكروفون وشاشة..، تقدم لوحاتك المبدعة..، لكنك يا صديقي ظهرت في الزمن الخطأ..!، فبالله لا تعتب علينا يا أحمد..، كلنا مقصرون نحوك..، صحفيون ونقابات وأحزاب وحتى القبيلة..، يا رجل لقد خذلنا غزة العزة..، هل تستكثر علينا أن نخذلك؟!..، نحن لا حول لنا ولا قوة يا صديقي.. والله المستعان..
يا صاحب الشأن، لو قُدّر لابن الرمثا في المهجر أن يُسأل: من أين أنت؟، لحقّ له أن يرد أنا من مدينة أحمد حسن الزعبي، ولو قدّر لابن #الأردن أن يُسأل في منفاه الاختياري أو الإجباري.. لحُق له أن يقول: أنا من بلد الكاتب المبدع أحمد الزعبي..، فبكُتّابنا وشعرائنا نفتخر ونسمو..، فلسنا دولة شمولية حتى يسجن فيها من نحب ونفتخر..!
في زيارتي طلبت مني كتاب أدعية..، والله حاولت من هنا وهناك..، لكن السجان ومن لف لفه كان له رأيٌ آخر..!، ومع ذلك.. سمعت أن من أدب السجون يا أحمد أن “لا تدعو الله بالفرج”..، تخيل؟!..، بل الدعاء فقط.. أن يصبرك الله ويثبتك..، فالصبر والثبات أجدى وأنفع..، ونفحات القرآن تذكُر ذلك..، فأغلب الآيات في القرآن عن الصبر لا الفرج..، بالمناسبة؛ لماذا يمنعون كتب الأدعية في السجون؟!.
المهم أن العزيز أبا عبد الله بخير من الله، ويطلب منكم أن لا تنسوه من الدعاء “بفرج” قريب..، معنوياته عالية -هكذا أحسبها- ولله الحمد.. لا تقلقوا.. سيخرج أقوى مما سبق..، لكن صاحب قرار سجنه ليس بخير..، فالضمير كالمرآة تعاتب نفسها..، وتؤنب ذاتها.. خاصة عندما يوضع الرأس على الوسادة..، فكل الظن أن من لا يحب ابن الجندي الأصيل حسن الزعبي؛ لئيم حقود جاهل..، ناكر لجميل كتاباته ووطنيته..
أما أنت يا صاحب الضيافة “في سجن ماركا” فنكررها لك.. رفقًا بالخلوق الجميل..، فنحن بحاجة له..، بل كل قرائه ومشاهديه ينتظرون عودة قلمه الرشيق الرزين المضحك المبكي في موقعه سواليف..، ويتوقون لسماع صوته الوطني المبدئي الأصيل.. وإطلالته البهية على قناة اليرموك وغيرها..
دمت حرًا أصيلًا لا تُغيّر ولا تتغيّر..