مين تحبّ أكثر: عمّو يوسف وإلّا عمّو خليل؟ / #كامل #النصيرات
من سخافاتنا التي لا نتوقّف عنها أبداً ولا أعتقد بأننا سنتوقف؛ أن تأتي بطفل ما زال في طور الخجل وتسأله بكلّ وقاحة أمام الناس: مين بتحبّ أكثر أبوك وإلاّ أمّك؟ أو تستغل إطلالته عليك وأنت تجلس بين إخوتك أو أي جو تكون حضرتك فيه تريد أن تضحك وتغيّر جوّاً على حساب بناء شخصية الطفل وتسأله بكل صفاقة وجهل: مين بتحب أكثر: عمّو يوسف وإلاّ عمّو خليل؟ وعمّو يوسف وعمّو خليل بصرهما شاخص تجاه الطفل بأنفاس متوقّفة وكأنه سؤال المليون دولار..! وعمو يوسف وعمو خليل ماسكين الموضوع جدّ.. وعمو يوسف وعمّو خليل سيزعل أحدهما إن لم يكن هو محبوب الطفل الواقع في الاحراج والذي عمليّاً مش فارق معه لا عمّو يوسف ولا عمّو خليل؛ ولا حتى كل «العموهات»..!
طبعاً ستكون الإجابة: الاثنين..! لا إجابة غيرها لطفل حشرتَه في زاوية كان من عدم التربية الصحيحة أن تحشره فيها.. هو أجابك كي يتملّص من الاحراج البايخ .. هو أجابك كي يبقى على الحياد وهذا من أوائل دروس الحياد السلبي الذي يجيء بغير وقته.. هو أجابك: الاثنين.. لا أنت ولا عمو يوسف ولا عمو خليل ولا أي من الجالسين رضي بالإجابة.. لاااااااااااااااااا لازم تحكي مين أكثر؛ هو انت بتحبهم الثنين بس مين الأكثر..؟.
وكبرنا وما زلنا نكبر.. وما زال مطلوبٌ منّا أن نجيب على السؤال بارد الوجه كطارحه: مين تحبّ أكثر: أنتَ أم وطنك؟! هذا سؤال فخّ مثل الفخّ الذي أوقعتمونا به ونحن صغار وطلبتم منّا أن نحدِّد: عمّو يوسف وإلاّ عمّو خليل.. وممنوع نقول بنحبّ الثنين قدّ بعض..!