ميركل تكشف جانباً من حياتها الخاصة

سواليف

أجرت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل مساء الإثنين 26 يونيو/حزيران، مقابلة مطولة مع مجلة “بريغيته” النسائية، تضمنت الإجابة على أسئلة متعلقة بمواضيع شخصية وسياسية مختلفة، في وقت بدأ منافسها الرئيسي في الانتخابات القادمة هجوماً عنيفاً غير متوقع عليها.

وسُئلت ميركل في اللقاء الذي تم إجراؤه في مسرح مكسيم غوركي في برلين، وبُث على صفحة المجلة بموقع فيسبوك على الهواء مباشرة، عن الانتقادات الشديدة التي وجهها لها مارتن شولتز، زعيم الحزب الاشتراكي الديمقراطي، الذي اعتبر أسلوبها بتفادي المواجهات والنقاش حول المواضيع الهامة بأنه “هجوم على الديمقراطية”.

وأجابت ميركل باقتضاب بأنها عرفت شولتز على غير هذا النحو حتى الآن، لكن فيما يبدو أن الحملة الانتخابية مرهقة، وعندما حاولت إحدى المحاورتين (كبيرة مراسلي المجلة مايكه دينكلاغه) أخذ تعليق آخر منها عن الأمر، قالت ميركل وهي تبتسم “لننس الأمر”.

وعن شعورها حيال “قطار شولتز”، في إشارة إلى التقدم الكبير الذي أحرزه منافسها وحزبه مطلع العام في استبيانات الرأي بين الناخبين بعد اختياره زعيماً للحزب، قالت إنه توجب عليها كمستشارة أن تتخذ قرارات صعبة، لذا لا تركز على الاستطلاعات.

وبينت في بداية اللقاء أنها عادة ما تقوم بجولات خلال هذا الوقت من العام ولا تكون في المنزل، وأنها تفضل عادة أن تكون في البيت رغم أنها اعتادت على غرفتها في فندقها المفضل الذي تقيم فيه في بروكسل جراء الكثير من القمم المنعقدة هنا؛ موضحة أنها تستعلم في الفنادق الغريبة فيما إذا كان بالإمكان فتح النافذة ومكان زر تشغيل الأضواء وكيفية تشغيل نظام التكييف، وفيما إذا كان باستطاعتها تشغيله، وتكون سعيدة عندما تستطيع فتح صنبور الماء دون مشاكل.

وأكدت أنها تكون سعيدة بالبقاء وحدها في الغرفة في الفندق والاستمتاع بالهدوء، وأنه عندما يكون لديها وقت ليلاً وتكون شبكة الإنترنت متاحة، لا تشاهد مسلسلات بل تقرأ صحف اليوم التالي، لأن التلفزيون يعد أمراً معقداً بالنسبة لها.

وأشارت إلى أنها تكون سعيدة ببعض جولاتها الخارجية، كما كان الأمر في زيارتها الأخيرة للأرجنتين، إلا أنها دائماً تعلم بأنه يمكن أن يحدث شيء ما في البلاد وأنها كمستشارة لألمانيا تأخذ الأمور بجدية لا كشأن سفرها لقضاء عطلة.

وعما إذا كان الذي يعمل في المجال السياسي محتاجاً للقدرة على إظهار وجهه خال من المشاعر (بوكرفيس)، قالت إنها تخلت عن محاولة ذلك لأنها لا تستطيع، مشيرة إلى أن هذا الأمر مرير لكن كان هذا وضعها منذ أن كانت في المدرسة.

واعترفت أيضاً أنه كثيراً ما لا تعرف أين تكمن النكتة عندما تتفرج على الرسوم الكرتونية فيوضح لها زوجها، الأمر الذي يبدو مريراً بالنسبة له.

ورفضت ميركل الإجابة بشكل مباشر عندما سُئلت عما ستفعله إن ابتعدت عن السلطة، وقالت إنه ليس من الملائم التحدث عن الابتعاد عن السلطة وسط حملة انتخابية تخوضها لأجل ولاية جديدة، لكنها قالت إنها قد تفكر في النوم لوقت أطول صباحاً.

وعندما سُئلت فيما إذا كانت ترغب بإحاطة نفسها بزعماء سياسيين شباب كرئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو أو الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، قالت إنها لا تفضل أن تحيط نفسها بأحد، بل تتواصل بشكل طبيعي مع الرؤساء ورؤساء الحكومات نيابة عن ألمانيا وعادة ما تكون الأمور أسهل عندما تكون القيم الأساسية مشتركة بين الجانبين.

وأوضحت أنها لا تهتم فيما إذا كانت تحظى بإعجاب الطرف المقابل، لأن الأمر لا يتعلق بناد للأصدقاء، بل بالقيم والمصالح الألمانية، وأن الظروف تفرض بعض العلاقات بين البلدان، كالعلاقة بين فرنسا وألمانيا في الاتحاد الأوروبي، وأنه ليس بوسع المرء اختيار مع من يعقد علاقات.

وتناولت المقابلة بعض الأسئلة الشخصية، فأقرت ميركل مازحة في أجواء سادها المرح في القاعة أنه منذ أن توقف الناس عن النميمة حول شعرها باتت تشعر بارتياح أكبر، فقُوبل كلامها بالتصفيق.

وقالت إن الفكاهة مهمة في السياسة، وإنها تضحك مرة في اليوم على الأقل ولولا ذلك لما كانت استطاعت إكمال عملها.

وفيما إذا كانت تعاني كبعض النساء من الرغبة في أن يكن مثاليات، قالت ميركل إنه عندما تستقبل ضيوفاً تنظر أيضاً إلى الكؤوس من خلال الضوء للتأكد من نظافتها، وتتأكد من وضع مناديل الطعام.

قالت إنه ليس لديها حساب تويتر ولا تغرد لكنها تدخل بين الفينة والأخرى للموقع، وأنه لمتابعة تغريدات ترامب مثلاً، تكتب اسم الموقع وتستطيع بذلك رؤية كل ما هو موجود على حسابه، مشيرة في الوقت نفسه إلى أن وسائل الإعلام في ألمانيا تقوم بنشر محتوى تغريداته.

وعما بدا رفضاً من قبل الرئيس الأميركي لمصافحتها خلال زيارتها لواشنطن، قالت أنه بين لها لاحقاً أنه سبق وأن كان قد صافحها مرتين.

وقالت إنها ما زالت تفضل استخدام رسائل sms، وإنها باتت تشعر بالوحدة في هذا المجال، إذ قل عدد مستخدميه مع توجه الكثير من الناس لإنشاء مجموعات واتساب، مقدرة عدد الذين يملكون رقم هاتفها بـ ١٠٠.

وبينت أنها تعرفت على زوجها الحالي في المكان الذي كانا يعملان فيه سوية. وأنه من الأمور التي ما زالت تقدرها فيه “عيونه”، وموقفه الواضح من الكثير من الأمور.

في سياق حديثها عن اعتماد أوروبا على نفسها بعد تغير نهج أميركا الذي بدأ في عهد أوباما واتضح في عهد ترامب، قالت إنه يجب على الأوروبيين التحلي بالمزيد من المسؤولية، موضحة أنه على سبيل المثال لا تقع سوريا على عتبة باب أميركا بل عتبة بابهم، واللاجئون السوريون يأتون إليهم في أوروبا، لذا يجب عليهم أن يعززوا من مشاركتهم في عملية إحلال السلام في سوريا، وأنه يجب أن يعملوا على وجود شريك في الحوار في ليبيا أيضاً التي يأتي منها اللاجئون، لأن الحكومة التي يتعاملون معها ويدعمونها لا تسيطر على كل البلاد، وأن لا ينتظروا أن يحل أحد آخر المشاكل.

وكشفت أن أجندة مواعيدها تتضمن موعداً ما بعد يوم الانتخابات ٢٤ شهر سبتمبر/أيلول القادم، إذ وافقت على حضور مؤتمر تكنولوجي في أستونيا في 29 من الشهر المذكور.

وعند فتح المجال للحضور بتوجيه الأسئلة لها، سألها طالب لجوء أفغاني عن سبب تأخر البت في طلب لجوئه رغم أنه وصل لألمانيا منذ عامين وأجرى مقابلة اللجوء منذ ٤ أشهر، وقال عندما لم تره ميركل في البداية، إنه يتحدث في مؤخرة القاعة وإنه يلبس قميص البرتغالي كرستيانو رونالدو.

فقالت ميركل إنهم لكانوا مسرورين في ألمانيا لو أنه لبس قميص الألماني بواتينغ مثلاً، فرد الشاب بأنه يحب رونالدو والألمانيين توني كروس ومانويل نوير، فاستدركت ميركل بالقول حسناً كروس لا بأس، حتى رونالدو لا بأس بذلك، كل شخص حر في اختيار ما يحب لبسه، ثم طلبت منه إعطاءها اسمه لترى إن كان بالإمكان تسريع الإجراءات.

وقالت إنهم يتوقعون أن يكون اللاجئون منفتحين على المجتمع الألماني، وكذلك الأمر بالنسبة للألمان حيال اللاجئين، موضحة أن هناك فوارق بين الشعوب، فالألمان شعب منظم، لديهم على سبيل المثال فترة الراحة الليلية التي لا يجب أن يُقلق أحد راحة الناس فيها، وأن القادمين الجدد لبلادهم لا يعلمون مثلاً ما الذي يُسمح بقوله هنا ومدى علو الصوت المقبول، معربة عن رغبتها في أن يتحادث اللاجئون مع الألمان.

وقال رجل آخر أنه من “المعجبين” بها لكنه ما يضايقه موقفها الرافض لمسألة “الزواج للجميع”، بالسماح بزواج المثليين، خاصة بعد أن وضعت عدة أحزاب رئيسية السماح بذلك شرطاً لعقد أي تحالف حكومي بعد الانتخابات القادمة.

وبدا رد ميركل متراجعاً عن موقفها السابق الرافض، وقالت إنها ستترك موضوع التصويت على القانون في حال طرحه في البرلمان لكل عضو في الكتلة المسيحية على حدة ليكون الأمر “مسألة ضمير”.

ودعت إلى احترام حتى الذين يعارضون إقرار الزواج للجميع.

يُذكر أنه يحق للمثليين حالياً تسجيل الشراكة مدنياً في ألمانيا، لكن يُمنع عليهم الزواج والتبني المشترك للأطفال.

هافنغتون بوست

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى