ما بين موت الطهر …وحياة العهر
نحن لا نليق بكم ولا نليق بموتكم ولا حتى بهذا الطهر الأبدي، نحن هنا وزعماؤنا ينتظرون نصوص التصريح وكيفية الشجب وشكله ونكهة الاستنكار من السيد الأبيض في البيت الأسود من العنصري الأكبر ترامب من قدوة هذا الاسترالي المعتوه، اطمئنوا قادتنا في اللمسات الأخيرة لاتفاق الكرملين والفاتيكان والبيت الأبيض وإسرائيل على صيغة موحدة بأنهم دعاة سلام ولا ينشدون سوى السلام على لحن بندقية إرهابي يميني متطرف،وربما سيكون أكثر من هذا، سيقاطعون الفوتكا الروسية والبيرة الكندية والمعلبات المحفوظة بدهن الخنزير وسيقاطعون أيضا كل الموموسات في شواطئ العراة، ربما سيتم تعديل الجريمة إعلاميا بأن القاتل هو متطرف ولا يمت للإرهاب بصلة، الإرهاب هو سمة شرقية ذو صبغة إسلامية عربية يرتدي عمامة وثوب ويطلق لحيته ويتحصن في المسجد أعزلا إلا من قرآنه وذكر ربه.
هذا حال زعمائنا لكنهم لا يجرؤون على السير في شوارع نيوزلندا كما فعلوا بباريس ،فقط لاختلاف الجريمة وصفتها، فتلك جريمة إرهابية إسلامية خاصة بامتياز باعتبارها ظاهرة،وهذ جريمة متطرفة لا يتم اعتبارها أكثر من حالة شاذة والشاذ لا يقاس عليه أصلا .
لقد قتلكم عدو هناك حاقد على لا إله إلا الله بالرصاص الحي، ونحن هنا يقتلنا زعماؤنا بصمت وبحرفة واحتيال أكثر أناقة، يسحقوننا كل صباح ومساء وربما في الظهيرة،فهم لا يستريحون من قتلنا ونحن لا نسترح من موتنا المستمر،فماذا تأملون من جلادين لتاريخهم ودينهم وشعوبهم ليربت على أكتافهم السيد الأبيض ويطبطب على قفياتهم نوعا من الرضا والحبور.
ترفعوا عن أكفنا أن تغسلكم وتكفنكم فهي ملطخة بزجاج خمر قاتلكم وجلد خنزير أبيه ومعاشرة راقصاتهم ومومساتهم، كيف نواريكم الثرى بأيد تدسمت بلحوم نيوزلندا والخرفان الأسترالية، نحن من دفع ثمن موتكم رصاصة رصاصة وبندقية بندقية، فاشلون نحن حتى بتمثيلية المقاطعة لبضائعهم وبالاتهم ونفاياتهم، نحن من يضخ لهم البترول بالسعر المحروق ليبقوا أسيادنا على الدوام.
لا أملك لكم سوى الدعوات والدمع المصطنع المعصور من محاجر عيني، لا أملك سوى فن الكلام مثلهم، لا أملك إلا أن أواكب الحدث من باب إدامة صفحتي الشخصية لأحصد المزيد من التعليقات واللايكات كي تتضخم إمبراطورية السيد مارك.
فليرحل قطار شهادتكم وخذوا دماءكم معكم ولفافات تضميد الجراح وبقايا أحذيتكم، خبئوا طهركم بأكفانكم وارحلوا حتى لا يدنسه عهرنا المستمر المستمر.
#طوبى_للشهداء_____والذل_للجبناء.
