مواطن حاف ولا شخص عام مُخترق بيغاسوس الاسرائيلي..
ا.د حسين محادين
(1)
#المواطن الحاف، هو/هي أي رجل او امرأة لا يملك طموحا او حتى تفكيرا بأن يكون شخصا عاما كالأغلبية الخرساء في بلادنا العربية الممتدة من النفط الى #الفقر ومنصة #القضية #الفلسطينية الوسيطة بينهما كشماعة لصعوده على المسرح السياسي والعمل العام، لذا فالمواطن الحاف غير معروف ابعد من افراد اسرته/او اهله، واذا ضربت معه الفرصة والبيّن بعرفوه اهل منطقته الضيقة التي تشبه عيشه ايضاً .لكن المشكلة التي ستبقى تلاحقه عمليا كمواطن حافِ اي صاحب اسم مجرد دون أن يسبِق اسمه اي لقب سياسي/اقتصادي او وظيفي عام. فقد جرى التعارف عليه عند تصنيف الافراد المعروفين في حياتنا عموم بأنهما صِنفان، إما الأول فهو الشخص الضعيف جدا والمِضحكة للآخرين وهذا هو المواطن الحاف؛ اما الصنف الثاني فهو شخص شرس او طموح ربما حاكم، او مسؤول كبير متنفذ يتقن اللعب على كل دفوف السياسة والتفلِيّم على الاخرين الحافين ،اي انه صاحب مواهب سياسية منحرفة على مستوى المناطق وربما الوطن والعالم..بقي هذا الصنفان معمول بهما حتى عدة ايام فقد دعُس المواطن الحاف رغم فقره فكرا وطموحات ودخل مالي متدنِ ايضا،فأخذ الصنف الثاني من السياسين والاعلاميين واصحاب الاموال والطموحات الكبيرة يتصدرون صفحات الفضائح دون سترة او ستيرة في الوطن العربي والعالم عموما وبُعيد افتضاح امر المصنفين المتمزين بدليل شرائهم لنظام بيغاسوس الاسرائيلي الصنع والتجسس والخبث معا.
(2)
قبل ظهور استخدمات الحكومات العربية والعالمية لنظام #بيغاسوس هذا وهو المخصص للتجسس على انظمة الاتصالات ،والصور والفيديوهات؛ وتحديدا عبر الهواتف الخلوية،سواء لإخترق الخصوم ومتابعتهم بالصوت والصور، هؤلاء الخصوم سواء القائميين او المحتملين ، او حتى المنافسين لهؤلاء الحكام الكبار والمسؤولين بالسلطات السياسية او المالية وحتى الاعلامية، الى حد وصلت فيه هذه الاستخدمات لهذا النظام حد تجسيس بعض الاجهزة الامنية على حكامها عربا واجانب كما نُشر بالاسماء والامثلة، على مثل في العديد من الصحف العالمية الأوروبية على مدار الايام الثلاثة الاخيرة .
(3)
ولعل من مصاحبات هذه الفضائح التجسيسية هو اعترافات اسرائيلية بانها قد باعت هذا النظام على العديد من الدول العربية حتى قبل اعلان اقامتها علاقات رسمية معلنة مع اسرائيل المحتلة بسنوات طويلة. وعندما فضحت اسرائيل نفسها غالبا وعبر صحف اوروبية شهيرة مثل هذه الاستخدمات التجسسية الحكومية والامنية لحكومات واجهزة عربية وغربية ذكرتها بالأسم قالت انها كدولة مُصنعة لهذا النظام #التجسسي غير مسؤولة عن كيفية استخدام الاخرين “حكومات، اجهزة امنية، افراد اثرياء..الخ” له..وكأن اسرائيل تسعى لأعلان براءتها من هذه #الفضائح التجسسية الدامية لكل من يثق بها، او حتى يتعامل معها، فهي مصدر وبائع محايد لهذا النظام الفضائحي وللمشترين ان يقرروا كيفية استخدامه ضد انفسهم ومواطنيهم او حتى خصوميهم او منافسيهم بغض النظر عن اخلاقية الوسيلة او الغاية لدى البائع الاسرائيلي الجشع، او المشتري الهادف للتلصص او لايذاء الاخرين من منافسيه.
(4)
خلاصة القول..ان المواطن الحاف مثل جُلنا قد نأى بنفسه اصلا عن مثل هذه الشراءات المشبوهه لهذا النظام التكنولوجي الاسرائيلي وعن وجع الرأس الذي صاحبه بعد إفتضاح حقيقة بيعه واستخداماته من قِبل الذين اشتروه والتي تتنافى مع اي مصدر للاخلاق او حتى حقوق الانسان في الشرعتين الدينية والدنيوية. هذه الفضائح للمسؤولين الرسميين الذين يُتوقع قريبا وجراء اشتعال الرأي العام الغربي ضد ممارساتهم الاخلاقية وغير القانونية ان يسقط الكثيرين منهم في بلاد الديمقراطية الغربية غالبا، اما عربيا فالجواب والنتائج متوقعة “سكّن تِسلّم” ..
اذن ثبت ربما ان المواطن الحاف اريح من المسؤول هالايام..عملا بالمقولة الشعبية الدارجة”نيال من نام مظلوم ولا يكون ظالم..لا اجزم في هذه الحالة وبعد تفكر غير بريء من هو المظلوم ..المواطن الحاف ام المسؤول العربي الذي يسبق اسمه سلطة او لقب ما..تساؤل؟ مفتوح على الوجع والتحاور معا..فهل من متحاورين..؟
- عميد كلية العلوم الاجتماعية-جامعة مؤتة.
- عضو مجلس محافظة الكرك”اللامركزية “.