سواليف
يُمكن اعتبار السؤال بالنسبة للإسرائيليين والبريطانيين، سؤال المليون، فبحسب المصادر في تل أبيب، كما أفاد موقع (المصدر) الإسرائيليّ، فإنّ فنان الجرافيتي الأكثر شهرة في العالم، ما زال مجهول الاسم، وبالصدفة هو أيضًا مؤيد للفلسطينيين.
وتساءل الموقع: هل يتمكّن البريطانيون أخيرًا من تحديد هويته، والكشف عنها؟. وتابع الموقع الإسرائيليّ قائلاً: أجرى باحثون بريطانيون دراسة تقترح نتائجها حلاً ممكنًا للغز هوية فنان الجرافيتي الغامض بانكسي (Banksy).
ولفت إلى أنّ الباحثين استخدموا تقنيات شُرَطية مُتقدّمة ومُتطورّة تُستخدم للكشف عن المجرمين المتسلسلين. ولخصوا النتائج في مقال نُشر في الأسبوع الماضي، في المجلة العلمية الإلكترونية ”The Journal of Special” Science، وأشاروا إلى الفنان روبين غنينغهام (Robin gunningham)، هو المشتبه الرئيسي. ولفتت المصادر عينها إلى أنّه في العام 2008، نشرت صحيفة “الديلي ميل” البريطانيّة تحقيقًا ربط بين غنينغهام وبانكسي، على حدّ تعبيرها.
علاوة على ذلك، جاء في التقرير الإسرائيليّ أنّ الباحثين طريقةً لتحديد المواقع الجغرافية، وفي هذه الحالة كانت الأماكن التي ظهرت فيها رسومات بانكسي الجدارية. ومن أجل ذلك اختاروا 192 عملاً من أعمال بانكسي ظهرت في مواقع مختلفة في لندن وبرستل، وفحصوا أية نقاط مفتاحية موجودة حولها، وما هو القاسم المشترك بينها. وتوصّل الباحثون إلى نتيجةٍ بأنّ النقاط المفتاحية هي حانة معينة، حدائق ألعاب، عنوان سكني في برستل وثلاث عناوين في لندن. وبعد ذلك، تابع الموقع الإسرائيليّ، قاموا بالتشبيك بين هذه المواقع وبين معلومات يعرفها الجمهور، فتوصلوا إلى قائمة من عشرة “بانكسيين” محتمَلين. وهناك، وفقًا لكلامهم، تعمّدوا التوقف، ولكن كان أحد المشتبه بهم في القائمة هو روبين غنينغهام.
هل تتساءلون ما أهمية هذه القصة؟، قال موقع (المصدر) وأجاب: السبب يكمن في أنّ بانكسي يُعتبر أحد فنّاني الجرافيتي الأكثر تأييدًا للشعب العربيّ الفلسطينيّ في العالم. فعلى سبيل المثال، في شباط (فبراير) من العام 2015، صنع مقطع فيديو قصير يعرض فيه للعالم غزة بعد العدوان عليها، والذي سُميّ إسرائيليًا بعملية “الجرف الصامد” في صيف العام 2014 وهي مدمّرة ومحاصَرة.
ويميل بانكسي، بحسب المصادر في تل أبيب، التي تحدثت للموقع، يميل إلى تسخير فنّه لنقل أفكار ورسائل سياسية باستمرار. علاوة على ذلك، أشارت المصادر عينها إلى أنّ هذه ليست هي المرة الأولى التي يتخذ فيها بانكسي موقفًا في الصراع الإسرائيليّ – الفلسطينيّ. فقبل أحد عشر عامًا قدِم إلى المنطقة ورسم على جدار العزل العنصريّ بالضفّة الغربيّة المُحتلّة. وأيضًا في بطاقة تهنئة في عيد الميلاد والتي نشرها عام 2012 أشار بانكسي إلى إسرائيل، حيث رسم السيدّة مريم العذراء ويوسف النجار وهما يُواجهان جدار العزل العنصريّ في طريقهما إلى بيت لحم. هذا وسجل الفلسطينيون انتصارًا معنوياً واضحاً في محكمة لاهاي، حيث تم فضح ممارسات إسرائيل أمام العالم اجمع، وذلك ليس إعلامياً بل قانونياً، كما استطاع الفلسطينيون وبموضوعية حشر إسرائيل أمام أعلى هيئة قانونية دولية، بحيث لم يتركوا لها منفذاً سوى مقاطعة هذه المحكمة، الأمر الذي أظهرها بمظهر الخارج على الشرعية الدولية. فعلى مدار ثلاثة أيام من 23 حتى 25/2/2004، استمع قضاة محكمة لاهاي الدولية برئاسة القاضي الصيني شي جيوونج إلى مرافعات الوفد الفلسطيني والوفود المشاركة الأخرى، حول عدم شرعية الجدار الفاصل الذي تبنيه إسرائيل في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
ولم تنتظر إسرائيل حتى يصدر مثل هذا القرار، فبادرت وحلفاؤها إلى ممارسة الضغوط على القضاة من خلال فضح سيرتهم الذاتية ليتسنى لها وقف أي فتوى قانونية ستصدر عن المحكمة، لأن إسرائيل تعلم جيداً وهي دولة احتلال، أن أيّ فتوى قانونية بخصوص الجدار لن تكون في صالحها. ومع علم إسرائيل بأن أي حكم تصدره المحكمة لا يأخذ صفة الإلزام، إلا أنها تخشى أن يؤدي الحكم في غير صالحها إلى تحرك دولي ضدها في المستقبل، مثل فرض عقوبات كما حدث للنظام العنصري في جنوب أفريقيا سنة 1971.
ورفضت إسرائيل بكل تأكيد القرار الذي اعتبر الجدار من قبل المحكمة غير قانونيّ، واعتبرته تهديداً لسيادتها، لأنّها دولة فوق القانون كما تدّعي. وفعلاً، بعد صدور القرار الذي تمّ فيه تجريم إسرائيل، لم يحدث أيّ شيء، إذْ واصلت هذه الدولة المارقة بامتياز بعملية بناء الجدار ماضية قدمًا دون توقف.
راي اليوم