.. من مذكّرات مسافر

من #مذكّرات_مسافر – #احمد_المثاني

. كانت هي حلماً ..يراودني ، في نومي
و في صحوي ..! ترتدي أجمل ربيع في حضورها
تمتشق سيف الغواية في عينيها ..طالعة من اكمام
الورد ..بغمام عطرها ..كم رسمتها كأجمل أيقونة
معلقة في قباب القلب ..
كنت أحادثها و تسكب عطر كلماتها الصادرة
من عناب ثغرها ..
كنت أرسمها في خيالي امراة يطلع الصبح
على طلعتها ..و تزهر ياسمينة على جبينها
خبأتها في ثنايا الامنيات و الأحلام ..
مرت ايام و شهور ..و هي تراودني في
أحلامي ..و ذات يوم ..من أيام نيسان
و حينما كنت في عربة القطار ..استمتع
بمشاهدة ما رسمه الربيع من خضرة الحقول
و ألوان الورود الهاربة ..و القطار يسير
و قد أخذتني سنة من النوم ..بنسائم رقيقة
و ما أن فتحت عيني و إذا بها ..إنها هي !
ساقتها الأقدار إلي ..و ساقتني إليها !
من غير موعد ..
ها هي تنثر شعرها بليل على صبح وجهها !
و قد جلست على المقعد مقابلي ..كانت
ترد بأطراف أناملها خصلات شعرها التي
تعابثها النسائم ..و قد أمسكت برواية تنظر
فيها و يفترّ ثغرها عن ابتسامة خجولة ..

  • أهلاً
  • أهلا بكَ
    تمالكت شجاعتي و بدأت بمحادثتها
    و أنا أشعر أنها حلمي المخزون ..
    و هي تجيب .. حدثتها عن أحلامي
    و مشاريعي المستقبلية بعد أن أكمل
    دراستي الجامعية في مجال الهندسة
    و حدثتها عن هواياتي و عشقي للسفر
    و أنني عاشق للشعر ..أتذوقه و لا أكتبه
    .. كنت أتحدّث و هي ترمقني بطرف عينيها
    لم أعلم هل هي معجبة أم تجاملني ..
    حاولت جهدي أن استمع للكثير عن حياتها
    لكنها كانت تتحدث بالقليل و هي تنظر في
    ساعتها .. فلعلها مشغولة بشيء ..رغم أنني
    مشغوف بها و بحديثها ..!
    و بعد قليل من الوقت ..يتباطىء
    صوت القطار ..و يعلو صفيره !
    و بعد أن سمعت صوت النداء .. من
    المضيفة في القطار تعلن عن وصول محطة
    المدينة… إذا بها تستجمع حقيبتها ..
    و ترمقني بنظرة وداع !
    و تلوّح بيدها… .!

مقالات ذات صلة
اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى