من كلّ بستان زهرة (81)

من كلّ بستان زهرة (81) – #ماجد_دودين

((مَّنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ ۖ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا ۗ وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ (46)) سورة فصّلت

ومن وحي هذه الآية الكريمة قال بعض السلف: (ما أحسنتُ إلى أحدٍ، وما أسأتُ إلى أحدٍ، فإنْ أحسنتُ فلنفسي، وإنْ أسأتُ فعليها).

*******************

مقالات ذات صلة

قال الحسن بن علي رضي الله عنهما:

مَضى أَمْسُك الماضِي شَهِيدًا مُعَدَّلًا   وأصبحتَ في يومٍ عليك شهيدُ 

فإن كنتَ بالأَمْسِ اقترفتَ إساءةً   فثَنِّ بإحسانٍ وأنت حميدُ 

ولا تُرجِ فعلَ الخيرِ يومًا إلى غدٍ   لعلَّ غدًا يأتي وأنت فَقِيدُ  

فيومُك إن أَعْتَبْتَه عاد نَفْعُه   عليك ومَاضي الأمسِ ليس يعودُ 

*******************

قال الشافعي رحمه الله: (التبذير إنفاق المال في غير حقِّه، ولا تبذير في عمل الخير)

ومن الكلام الذي يصحُّ طردًا وعكسًا: لا خير في الإسراف، ولا إسراف في الخير

*******************

دبِّر العيش بالقليل ليبقى   فبقاء القليل بالتدبيرِ 

لا تبذرْ وإن ملكتَ كثيرًا   فزوالُ الكثير بالتبذيرِ 

*******************

قال عبد الله بن مسعود: (الغيبة أن تذكر من أخيك شيئًا تعلمه منه، فإذا ذكرته بما ليس فيه، فذلك البهتان)

قال بعض الحكماء:

إنَّ الكريمَ إذا تقضَّى ودُّه   يُخفي القبيحَ ويظهرُ الإحسانــــا 

وترَى اللئيمَ إذا تصرَّم حبلُه   يُخفي الجميلَ ويظهرُ البهتانا

*******************

كتمانك سرَّك يُعقبك السلامة، وإفشاؤك سرَّك يُعقبك الندامة، والصبر على كتمان السرِّ أيسر من الندم على إفشائه.

اجعل لسرِّك مِن فؤادك منزلًا   لا يستطيعُ له اللسانُ دخولا 

إنَّ اللسانَ إذا استطاع إلى الذي   كتم الفؤادُ من الشؤونِ وصولا 

ألفيتَ سرَّك في الصديقِ وغيرِه   من ذي العداوة فاشيًا مبذولا 

*******************

لذَّة العفو أطيب مِن لذَّة التَّشفِّي

إذا كان دوني مَن بُليت بجهلِه   أبيتُ لنفسي أن أقابـــــــــــــلَ بالجهلِ 

وإن كان مثلي في محلِّي مِن العُلا   هويت إذَا حِلْمًا وصَفْحًا عن الْمَثْلِ 

وإن كنتُ أَدنَى منه في الفضلِ والحجا   فإن له حقَّ التَّقَدُّمِ والفضـــــلِ

*******************

قال ابن القيم: (والجبن والبخل قرينان: فإن عدم النفع منه إن كان ببدنه فهو الجبن، وإن كان بماله فهو البخل)

*********************

من برئ من ثلاث نال ثلاثًا: من برئ من السرف نال العزَّ، ومن برئ من البخل نال الشرف، ومن برئ من الكبر نال الكرامة

أنفقْ ولا تخشَ إقلالًا فقد قُسمتْ   بين العبادِ مع الآجالِ أرزاقُ 

لا ينفعُ البخلُ معْ دنيا موليةٍ   ولا يضرُّ مع الإقبــــالِ إنفـــــاقُ 

*********************

اعلم أنَّ الأُلفة ثمرة حسن الخُلُق، والتَّفرُّق ثمرة سوء الخُلُق، فحُسْن الخُلُق يُوجِب التَّحابَّ والتَّآلف والتَّوافق. وسوء الخُلُق يثمر التَّباغض والتَّحاسد والتَّدابر، ومهما كان المثْمِر محمودًا كانت الثَّمرة محمودة – الغزالي

أخو البِشْر محبوبٌ على حُسْنِ بِشْرِه   ولن يعدمَ البَغْضَاءَ مَن كان عابسًا 

ويسرعُ بخلُ المرءِ في هتكِ عرضِه   ولم أرَ مثلَ الجودِ للمرءِ حارسًـــا 

*********************

الواجب على العاقل لزوم السلامة بترك التجسس عن عيوب الناس، مع الاشتغال بإصلاح عيوب نفسه، فإنَّ من اشتغل بعيوبه عن عيوب غيره أراح بدنه، ولم يتعب قلبه.

لا تلتمسْ مِن مساوي الناسِ ما ستروا   فيهتكَ الناسُ سترًا مِن مساويكا 

واذكرْ محاسنَ ما فيهم إذا ذكروا   ولا تعِبْ أحـــــدًا عيبًـــــا بما فيكـــا 

*******************

اتَّبع طريق الهدى، ولا يضرُّك قلَّة السَّالكين، وإيَّاك وطرق الضَّلالة، ولا تغتـرَّ بكثرة الهالكين.

شخص غني نظر من النافذة فرأى شخصاً يُخْرج طعاماً من القمامة..!! فقال: الشكر للّٰـه أني لست فقيرا..!! والفقير رفع نظره فرأى شخصاً مجنوناً يتجول في الشارع..!!  فقال: أشكر اللّٰـه أني لست مجنونآ..!! ثالث رأى سيارة إسعاف..!! فقال: أشكر اللّٰـه أني لست مريضآ..!! وفي المستشفى شخص مريض يجتاز جثة رجل ميت..!! فيقول: أشكر اللّٰـه أني على قيد الحياة..!!

فقط الميت لم يستطع أن يشكر اللّٰـه على شيء..!!

فماذا تعني الحياة لي ولك..!!

حتى تفهم ما معنى الحياة.. عليك أن تزور ثلاثة أماكن: المستشفى… والسجن… والمقبرة

في المستشفى سوف ترى أنه لا يوجد شيء أجمل من الصحة..

وفي السجن سوف ترى أنه لا يوجد شيء أجمل من الحرية..

وفي المقبرة سوف ترى ان الحياة لا تساوي شيئا الاّ لمن اغتنم كل ثانية منها في طاعة الله جل وعلا وتقدس.

الأرض التي تدوسها الآن وتمشي عليها سوف تكون سقفك غدا..!!

نحن جميعا جئنا دون شيء وسوف نذهب دون شيء..!!

لهذا يجب أن نكون متواضعين أمام الله سبحانه، وأن نشكره في كل وقت وحين على كل ما نحن فيه من نِعَم الله المُنْعِم، وعلى كل ما لدينا.. الحمد للّٰـه… الحمد للّٰـه… الحمد للّٰـه دائماً وأبداً…

********************

من الطبيعي أن ترى السفينة في الماء… لكن من الخطر أن ترى الماء في داخل السفينة… فكن أنت في قلب الدنيا …ولا تجعل الدنيا في قلبك.

********************

إن خسِرت شيئًا لم تتوقع يومًا أن تخسره، فإن الله سيرزقك شيئًا لم تتوقع يومًا أن تملكه.

*****************

تفاءل عندما تصعب عليك الأمور، فإن الله تعالى أقسم مرتين {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا} بشارة عظيمة، أنه كلما وجد عسر وصعوبة، فإن اليسر يقارنه ويصاحبه، حتى لو دخل العسر جحر ضب لدخل عليه اليسر، فأخرجه كما قال تعالى: {سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا} وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ” وإن الفرج مع الكرب، وإن مع العسر يسرا “.

وتعريف ” العسر ” في الآيتين، يدل على أنه واحد، وتنكير ” اليسر ” يدل على تكراره، فلن يغلب عسر يسرين.

وفي تعريفه بالألف واللام، الدالة على الاستغراق والعموم يدل على أن كل عسر -وإن بلغ من الصعوبة ما بلغ- فإنه في آخره التيسير ملازم له.

*******************

‏ الحياةُ سألت الموت: لماذا البشر يحبونني ويكرهونك؟

أجاب الموت: ﻷنك كذبة جميلة …وأنا حقيقة مؤلمة.

*******************

لا نعلم بعد رحمة الله وفضله ما الذي سيدخلنا الجنة؟؟!!

أهي ركعة، أو صدقة، أو سقيا ماء، أو حاجة مؤمن قضيناها، أو دعوة، أو ذِكْرك لله تعالى!!!!

فاعمل ولا تستصغر!!!

******************

ضع قليلاً من العاطفة على عقلك حتى يلين

  وضع قليلاً من العقل على قلبك كي يستقيم.

*****************

تعجبني القلوب التي تستقبل الألم بصمت وتبرر أخطاء الآخرين بحسن نية.

***************

عندما تظن بأن بعد الشقاء سعادة، وبعد دموعك ابتسامة فقد أديت عبادة عظيمه ألا وهي حسن الظن بالله.

********************

حين تنكسر لن يرممك سوى نفسك، وحين تنهزم لن ينصرك سوى إرادتك، فقدرتك على الوقوف مرة أخرى لا يملكها سواك.

********************

 الحياة مثل السوبرماركت! تتجول فيه، وتأخذ ما يطيب لك من المعروض، ولكن تذكر بأن الحِساب أمامك وستدفع ثمن كل شيء أخذته!

********************

إذا لم تستطع أن تُفرح انسان فلا تضرّه،

وإذا لم تفرحه فلا تُحزنه وتغمّه،

وإذا لم تقف معه وتسانده فلا تشمت به.

وإذا لم تمدحه فلا تذمه

فالراحمون يرحمهم الله.

*******************

جوهر المرء في ثلاث:

كتمان الفقر حتى يظن الناس أنك غني

كتمان الغضب حتى يظن الناس أنك راض

كتمان الشدة حتى يظن الناس أنك متنعم

********************

ﻵ تكسر قلوب الآخرين فيجبرها الله ويكسر قلبك

كن طيبآ ومسامحاً وكريماً ورحيماً واجعل من يراك يتمنى أن يكون مثلك، ومن يعرفك يدعو لك بالخير، ومن سمع عنك يتمنى مقابلتك..

********************

جمال العقل بالفكر..

وجمال اللسان بالصمت..

وجمال الوجه بالعبادة..

وجمال الفؤاد بترك الحسد..

وجمال الكلام بالصدق..

وجمال الدنيا برضا الرحمن..

********************

قل للمستحيل وداعاً وأنت لديك ربُ يصف نفسه عز وجل بــــ ” فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ (16) سورة البروج

ويشد أزرك بــــ” ﴿إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ [البقرة: 20] “

أي مهما أراد فعله لا معقب لحكمه ولا يسأل عما يفعل لعظمته وقهره وحكمته وعدله كما روينا عن أبي بكر الصديق أنه قيل له وهو في مرض الموت هل نظر إليك الطبيب قال نعم. قالوا فما قال لك قال: قال لي إني فعال لما أريد

في دلالة الآية على قدرة الله تعالى الشاملة والكاملة على كل شيء، فلا يعجزه شيء – سبحانه – فهو الذي على كل شيء قدير.

ومن ذلك قوله تعالى: ﴿قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ [آل عمران: 26].

قال العلامة السعدي في تفسيره على هذه الآية: ﴿إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ [البقرة: 20] لا يمتنع عليه أمر من الأمور بل الأشياء كلها طوع مشيئته.

إذا علم العبد أن الله على كل شيء قدير، فيوجب له ذلك أن يتوكل عليه وأن يستعين به وأن يفوّض أمره إليه، وأن يتبرأ من حوله وقوته إلى حول وقوة من هو على كل شيء قدير. ومن ذلك قوله تعالى: ﴿وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا﴾ [الطلاق: 3].

********************

إن ضاعت عليك فرصة واحترق قلبك عليها، أطفئ لهيبها بهذه الآية الكريمة:

” عَسَىٰ رَبُّنَا أَن يُبْدِلَنَا خَيْرًا مِّنْهَا إِنَّا إِلَىٰ رَبِّنَا رَاغِبُونَ (32) سورة القلم

كُل همّ سينتهي , فلا تُرهِق ذاتك كثيرا: فقط استغفر وأجعَل من الاستغفار حلاً لها

استغفر الله العظيم وأتوب إليه.

*********************

النصف الأول مِن حَياتك تقضيه مَع وَالديك، وَالنصف الآخر مَع أولادك، فَزد من بر الأول تَنل خير الآخر وَزيادة …

*********************

أجعل صلاتك هادئة خاشعة دون عجلة وأكثر منها فإنها لك بنائاً لآخرتك.

*********************

لا تمل من التوبة ولو تكرر الذنب.. أليس كلما اتسخ ثوبك غسلته؟.. كذلك كلما اذنبنا فلنستغفر.. فالتوبة للقلب كالماء للثوب

********************

أجعل لنفسك ساعة كل يوم للقرآن، وساعه للأذكار، وساعه لخمس صلوات

٢٤ساعه-٣ساعات=٢١ساعة أجعلها لمن تشاء لكن برضا الرحمن

ما أجمل الإسلام!  الحمد لله على كل شيء …الحمد لله على نعمة الإسلام وكفى بها منْ نعمة

يا رب ارزق هذه النعمة لكل الناس في كل الكون.

********************

قال صلى الله عليه وسلّم:” لو لم تكونوا تُذْنِبونَ، لخِفْتُ عليكم ما هو أكبرُ من ذلِكَ؛ العُجْبُ العُجْبُ”.

الراوي: أنس بن مالك | المحدث: الألباني | المصدر: صحيح الجامع | الصفحة أو الرقم: 5303 | خلاصة حكم المحدث: حسن | التخريج: أخرجه البزار (6936)، والعقيلي في ((الضعفاء الكبير)) (2/159)، والديلمي في ((الفردوس)) (5126) واللفظ له

المُسلِمُ الحقُّ يَتحاشَى تَعمُّدَ الوُقوعِ في الذُّنوبِ والآثامِ، ولكنَّ الطَّبيعةَ البَشريَّةَ الضَّعيفةَ تَزِلُّ أحيانًا، فتقَعُ في الخطَأِ، فيَنكسِرُ قلْبُ المُسلِمِ، فجعَلَ اللهُ سُبحانه التَّوبةَ تَطهيرًا للمُذْنبينَ.
وفي هذا الحديثِ يقولُ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: “لو لم تَكونوا تُذْنِبون”، أي: لولا ما يقَعُ مِن المُسلمين مِن ذَنْبٍ، وفي هذا إشارةٌ إلى أنَّه لا أحَدَ مَعصومٌ مِن الخطَأِ مِن أُمَّةِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، “لَخِفْتُ عليكم ما هو أكبَرُ مِن ذلك؛ العُجْبَ العُجْبَ”، وهو أنْ يَحصُلَ للإنسانِ اغترارٌ بطاعتِه، وكرَّرَه زِيادةً في التَّنفيرِ، ومُبالَغةً في التَّحذيرِ؛ وذلك لأنَّ العاصيَ يَعترِفُ بنَقْصِه وذَنبِه، فيُرجى له التَّوبةُ، مع حُسْنِ العملِ فيَكونُ الذَّنبُ سببًا لدخولِه الجنَّةَ، ولكنَّ المُعجَبَ مَغرورٌ بعمَلِه؛ فتَوبتُه بَعيدةٌ، فالعُجْبُ سَببٌ مِن أسبابِ الكِبْرِ الذي يُؤدِّي بصاحِبِه إلى الكِبرِ والفَخرِ والاستِطالةِ ما يكون سَببَ هلاكِه.

*****************

احذر لسانك أيها الإنسان

اِحفَظ لِسانَكَ أَيُّها الإِنسانُ

لا يَلدَغَنَّكَ إِنَّهُ ثُعبانُ

كَم في المَقابِرِ مِن قَتيلِ لِسانِهِ

كانَت تَهابُ لِقاءَهُ الأَقرانُ – الإمام الشافعي رحمه الله

اللسان نعمة من نعم الله العظيمة ولطائف صنعه الغريبة.. صغير جرمه عظيم طاعته وجرمه.. إذ باللسان يستبان الكفر والإيمان …

اللسان رحب الميدان.. واسع المجال.. هو ترجمان القلوب والأفكار.. آلة البيان وطريق الخطاب.. له في الخير مجال كبير وله في الشر باع طويل.. فمن استعمله للحكمة والقول النافع.. وقضاء الحوائج.. وقيده بلجام الشرع.. فقد اقر بالنعمة ووضع الشيء في موضعه.. وهو بالنجاة جدير.. ومن أطلق لسانه وأهمله.. سلك به الشيطان كل طريق.. ولا يكب الناس في النار على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم … بل أن جوارح الإنسان كلها مرتبطة باللسان في الاستقامة والاعوجاج.. روى الأمام الترمذي وحسنه الألباني عن أبى سعيد الخدري رضي الله عنه إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ” إذا أصبح ابن أدم فان الأعضاء كلها تكفر اللسان ـ أي تخضع له ـ فتقول: اتق الله فينا فإنما نحن بك فان استقمت استقمنا وان اعوججت اعوججنا “.

*****************

قال الرسول صلى الله عليه وسلم

” لا يدخل الجنة قتّات”

.. فمن هو القتّات؟.. هو النمّام

عن حذيفة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يدخل الجنة نمام) وقوله صلى الله عليه وسلم (لا يدخل الجنة قتات) متفق عليه.

الاستماعُ للغَيرِ بنيَّةِ نقْلِ الكلامِ مِن الصِّفاتِ المذمومةِ؛ ولذلك أخبَرنا النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بأنَّه لا يدخُلُ الجنَّةَ قتَّاتٌ، والقَتَّاتُ: مِن قَتَّ الحديثَ يقُتُّه قَتًّا: إذا تَسمَّعَ إلى حَديثِ شَخصٍ، فنقَله إلى غيرِه بقَصْدِ الإفسادِ بيْنهما، ويُطلَقُ عليها النميمةُ، فمن فعل ذلك وهو يعلَمُ أنَّه حرامٌ تحت تأثيرِ نَزغةٍ شَيطانيَّةٍ، فهو فاسِقٌ عاصٍ، لا يدخُلُ الجَنَّةَ حتى يعاقَبَ على جريمتِه هذه بالنَّارِ، إلا أن يعفوَ اللهُ عنه، أو يتوبَ من جريمتِه؛ وذلك لأنَّ النميمةَ ظاهِرةٌ عُدوانيَّةٌ خَطيرةٌ تُفَكِّكُ المجتَمَعَ، وتقطَعُ العلاقاتِ، وهي وليدةُ الحقدِ والحَسَدِ؛ ولهذا كان النمَّامُ بغيضًا إلى نفوسِ العُقَلاءِ مَنبوذًا عندهم، لا يرتاحون إليه.

وقد أخبر النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّ شِرارَ عبادِ اللهِ المشَّاؤون بالنميمةِ، المفَرِّقون بين الأحِبَّةِ، كما أخرجه أحمدُ.

وقيل: كُلُّ هذا المذكورِ في النميمةِ إذا لم يكُنْ فيها مصلحةٌ شَرعيَّةٌ، فإن دعت حاجةٌ إليها فلا مَنْعَ منها، وذلك كما إذا أخبَرَه بأنَّ إنسانًا يريد الفَتْكَ به، أو بأهْلِه، أو بمالِه، أو أخبر الإمامَ أو من له ولايةٌ بأنَّ إنسانًا يفعَلُ كذا، ويسعى بما فيه مَفسدةٌ.

وفي الحَديثِ: النَّهيُ عن نقْلِ الكلامِ بنيَّةِ الإفسادِ. وفيه: بيانُ أنَّ النميمةَ كبيرةٌ من الكبائِرِ؛ لأنَّ هذا الوعيدَ الشَّديدَ لا يترتَّبُ إلَّا على ارتكابِ كبيرةٍ.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى