من كلّ بستان زهرة – 73-

من كلّ بستان زهرة – 73- #ماجد_دودين

من قرَّت عينه بالله قرَّت به كلُّ عين، وقرَّت عينه أيضاً به في الدنيا.

من لم تقرَّ عينه بالله تعالى تقطعت نفسه على الدنيا حسرات. 

*******

النفس إن لم تشغلها بالحق وإلا شغلتك بالباطل.

القلب إن لم تسكنه محبة الله عز وجل، سكنته محبة المخلوقين ولا بُد.

اللسان إن لم تشغله بالذكر شغلك باللغو، وهو عليك ولا بُد.

*******

الرجل الطيّب تشم منه رائحة طيبة وإن لم يمس طيباً فيظهر طيب رائحة روحه على بدنه وثيابه.

*******

السخيُّ قريب من الله تعالى، ومن خلقه، ومن أهله، وقريب من الجنة، وبعيد من النار.

جود الرجل يُحبّبُه إلى أضداده، وبخله بُبغضه إلى أولاده.

قد يكون الرجل من أسخى الناس وهو لا يعطيهم شيئاً، لأنه سخا عما في أيديهم.

*******

الصلاة قرة عين المحبين ولذة أرواح الموحدين ومحكُّ أحوال الصادقين، وميزان أحوال السالكين.

هي رحمته المهداة إلى عبيده، هداهم إليها وعرفهم بها رحمة بهم وإكراماً لهم.

*******

ثمار العبادات:

الصوم ثمرته تطهير النفس.

ثمرة الزكاة تطهير المال.

ثمرة الحج وجوب المغفرة.

ثمرة الجهاد تسليم النفس التي اشتراها سبحانه من العباد وجعل الجنة ثمنها.

الصلاة ثمرتها الإقبال على الله وإقبال الله سبحانه على العبد.

*******

وجه المطيع

تجد وجه المطيع لله قد كُسي من الجمال والحسن والملاحة ما لم يُكسه وجهُ العاصي.

إن كان جميل الوجه ازداد جمالاً إلى جماله الخلقي، وأُلقيت عليه من المحبة والجلالة والحلاوة.

إن حُرِمَ جمال الوجه أُلبس من جمال الطاعة ونورها وحلاوتها أحسن مما فاته من الجمال الظاهر وكلما كبر وطعن في السن ازداد حسناً وحلاوة وملاحة.

*******

العبد إذا غفل عن ذكر الله جثم على قلبه الشيطان وبذر فيه الوساوس التي هي أصل الذنوب

إذا ذكر العبد ربه واستعاذ به انخنس وانقبض كما ينخس الشيءُ يتوارى.

ذكر الله تعالى يقمعُ الشيطان ويؤلمه ويؤذيه كالسياط والمقامع التي تؤذي من يضربُ بها.

*******

شر الشيطان في ستة أجناس:

الأول: الكفر والشرك ومعاداة الله ورسوله.

الثاني: البدعة وهي أحبُّ إليه من والمعاصي لأن ضررها في نفس الدين وهو ضرر متعدٍّ

الثالث: الكبائر على اختلاف أنواعها…

الرابع: وهي الصغائر التي إذا اجتمعت فربما أهلكت صاحبها.

الخامس: إشغاله بالمُباحات التي لا ثواب فيها ولا عقاب.

السادس: أن يشغله بالعمل المفضول عما هو أفضل منه ليفوته ثواب العمل الفاضل.

إذا أعجزه العبد من هذه المراتب سلَّط عليه حزبه من الإنس والجن بأنواع من الأذى.

*******

حروز يستدفع بها شر الشيطان:

يعتصم العبدُ من الشيطان ويستدفعُ شره ويحترز منه بأسباب:

أحدها: الاستعاذة بالله من الشيطان

الثاني: قراءة سورتي [الفلق، والناس] فإن لهما تأثيراً عجيباً في الاستعاذة بالله من شره

الحرز الثالث: قراءة آية الكرسي.

الحرز الرابع: قراءة سورة البقرة.

الحرز الخامس: خاتمة سورة البقرة.

السادس لا إله إلا الله وحده لا شريك له… له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير مائة مرة

الحرز السابع: وهو من أنفع الحروز من الشيطان، وهو كثرة ذكر الله عز وجل.

الثامن الوضوء والصلاة…من أعظم ما يتحرز به منه، ولا سيما عند ثوران قوة الغضب والشهوة

الحرز التاسع: إمساك فضول النظر، والكلام، والطعام، ومخالطة الناس.

*******

ينبغي للعبد أن يأخذ من المخالطة بمقدار الحاجة

من الناس من مخالطته كالغذاء لا يُستغنى عنه وهم العلماء بالله وأمره ومكايد عدوه.

من الناس من مخالطته كالدواء يُحتاجُ إليه عند المرض فما دمت صحيحاً فلا حاجة لك في خلطته

من الناس من مخالطته كالداء، وهو من لا تربح عليه في دين ولا دنيا.

من الناس من مخالطته الهلاك كله ومخالطته بمنزلة أكل السُّم وما أكثر هذا الضرب في الناس.

*******

احذر عداوة من ينام وطرفه باكٍ يقلّب وجهه نحو السماء …يرمى سهاماً ما لها سوى الأحشاء منك.

********

المحسنُ المُتصدِّقُ في خفارة إحسانه وصدقته، عليه من الله جُنَّة واقية وحصن حصين، المحسن المُتصدِّق يستخدمُ جنداً وعسكراً يقاتلون عنه وهو نائم على فراشه، ومن لم يكن له جند ولا عسكر وله عدو فإنه يوشكُ أن يظفر به عدُوُّهُ، وإن تأخرت مُدَّة الظَّفر.

*******

ما حفظت نعمة الله بشيء قط مثل طاعته، ولا حصلت الزيادة بمثل شكره.

*******

العلم والعمل توأمان أمُّهما علو الهمة.

الجهل والبطالة توأمان أمهما إيثار الكسل.

*******

لو كشفت لك الدنيا ما تحت نقابها لرأيت المعشوقة عجوزاً، وما ترضى إلا بقتل عشاقها.

*******

أضرُّ شيءٍ على القلب إرسال البصر، فإنه يُريه ما يشتدُّ طلبُه، ولا صبر له عنه.

النظرة تفعلُ في القلب ما يفعلُ السهم في الرميّة، فإن لم تقتله جرحته،

النظرة بمنزلة الشَّرارة من النار تُرمى في الحشيش اليابس فإن لم تحرقه كله أحرقت بعضه.

الناظر يرمي من نظره بسهام غرضها قلبه وهو لا يشعر، فهو إنما يرمي قلبه.

إذا غضَّ العبدُ بصره غضَّ القلبُ شهوته وإذا أطلق بصره أطلق القلبُ شهوته.

*******

فوائد غضّ البصر:

أحدُها: تخليص القلب من ألم الحسرة، فإن من أطلق نظره دامت حسرته.

الفائدة الثانية: أنه يورث القلب نوراً، وإشراقاً في العين، وفي الوجه والجوارح.

الفائدة الثالثة: أنَّه يُورث صحة الفراسة.

الفائدة الرابعة: أن يفتح له طرق العلم ويسهل عليه أسبابه وذلك بسبب نور القلب.

الفائدة الخامسة: أنَّه يُورث قُوَّة القلب، وثباته، وشجاعته.

الفائدة السادسة: أنه يُورث القلب سروراً، وفرحةً، وانشراحاً.

الفائدة السابعة: أنه يخُلِّصُ القلبَ من أسر الشَّهوة فإن الأسير هو أسيرُ شهوته وهواه

الفائدة الثامنة: أنَّه يسدُّ عنه باباً من أبواب جهنم فالنظر بابُ الشهوة الحاملة على مواقعة الفعل

الفائدة التاسعة: أنه يقوِّي عقله، ويزيده، ويثبته.

الفائدة العاشرة: أنه يخُلِّص القلب من سُكر الشّهوة، ورقدة الغفلة.

*******

اللذات:

أقسام اللذات ثلاثة: لذة جثمانية، ولذة خيالية وهمية، ولذة عقلية روحانية.

اللذة الجثمانيةُ: لذة الأكل، والشُّرب، والجماع. هذه اللذة يشترك فيها مع الإنسان الحيوانُ البهيمُ.

ليس كمالُ الإنسان بهذه اللذة، لمشاركة أنقص الحيوانات له فيها.

هذه اللذة لو كانت كمالاً لكان أفضل الإنسان أكثرهم أكلاً وشرباً وجماعاً.

اللذة الوهميَّةُ الخيالية: فهي لَّذة الرئاسة، والتعاظم على الخلق، والفخر، والاستطالة عليهم.

هذه آلامها وما توجبه من المفاسد والمضار أعظم من التذاذ النفس بها.

صاحبها منتصب لمعاداة كلِّ من تعاظم وترأس عليه.

اللذة العقلية الروحانية: فهي كلذة المعرفة والعلم والاتصاف بصفات الكمال، من: الكرم والجود والعفة.

الالتذاذ بذلك من أعظم اللذات وهو لذة النفس الفاضلة العلوية الشريفة،

ليس للقلب والرُّوح ألذ ولا أطيبً ولا أحلى ولا أنعم من محبة الله والإقبال عليه

إن مثقال ذرة من هذه اللذة لا يُعدل بأمثال الجبال من لذات الدنيا.

*********

   الله جل جلاله: له جمال الذات، وجمال الأوصاف، وجمال الأفعال، وجمال الأسماء.

سبحانه الجميل الذي لا أجمل منه ومن أحق بالجمال ممن كل جمالٍ في الوجود فهو من آثار صنعته

لا يستطيع بشر النظر إلى جلاله وجماله في هذه الدار.

إذا رأوه سبحانه في جنات عدن أنستهُم رؤيته ما هم فيه من النعيم، فلا يلتفتون إلى شيءٍ غيره،

لولا حجاب النور على وجهه لأحرقت سُبُحاتُ وجهه تبارك وتعالى ما انتهى إليه بصرُه من خلقه.

*******

من عرف الله، صفا له العيش، وطابت له الحياة، وهابه كلُّ شيءٍ،

من عرف الله ذهب عنه خوف المخلوقين، وأنِسَ بالله، واستوحش من الناس.

*******

ما عند الله لا يُنال إلا بطاعته ولم يجعل الله معصيته سبباً إلى خير قط.

*******

من توكل على الله كفاه ما أهمه، وحفظه من شر الناس وعصمه.

إن توكلتم على الله، واتبعتم أمره، ووافقتم رسوله، نصركم الله على أعدائكم.

*******

الله تبارك وتعالى يغفر الذنوب جميعاً لمن تاب منها، مهما كانت…وإن كثرت

لا يقنطن عبد من رحمة الله وإن عظمت ذنوبه وكثرت فإن باب الرحمة والتوبة واسع.

*******

كلّ من كان تقياً كان لله ولياً.

أولياؤه لا خوف عليهم فيما يستقبلونه من أهوال الآخرة ولا هم يحزنون على ما وراءهم في الدنيا.

*******

مَا أنْعَمَ اللهُ عَلَى عَبْدٍ نِعْمَةً أَفْضَلَ مِنْ أنْ عَرَّفَه لاَ إلهَ إِلا الله، وفهَّمَهُ معناها، ووفقه للعمَلِ بِمُقْتَضَاهَا، والدَّعْوَةِ إليْهَا.

اصِرِفْ هُمُومَكَ لِلقُرآنِ تَفْهَمَهُ ** واعْملَ بِهِ كيْ تَنَالَ الأجْرَ والشَّرَفَا

***************

الذكرُ أصْدَقُ قَوْلٍ فافْهَم الخَبَرَا ** لأنهُ قَوْلُ مَنْ قَدْ أنْشأ البَشَــــــــــرَا

فاعْمَلْ بِهِ إنْ تُرِدْ فهْماً ومَعْرِفَةً ** يَا ذَا النُّهَى كيْ تَنَال العِزَّ والفَخَرَا

وتحْمد الله في يوْمِ المَعَادَ إذَا ** جَاءَ الحِسَابُ وعَمَّ الخَوفُ وانْتَشَـــرَا

لله دَرُّ رَجالٍ عَامِليْنَ بِهِ ** فِيمَا يَدِقُ وَمَا قَدْ جَلَّ واشْتَهَـــــــــــــــــرَا

***************

جَمِيْعُ الكُتْبِ يُدْرِك مَنْ قَراهَا ** مِلالٌ أو فتُورٌ أوْ سَآمَــــــــــــــه

سِوى القُرْآن فافْهَمْ وَاسْتمِعْ لي ** وقَوْلِ المُصْطَفَى يا ذَا الشَّهَامَه

****************

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

هِيَ الكُنُوزُ التِّي تنْمُو ذَخَائِرهَا ** ولا يُخَافِ عَلَيها حَادث الغِيرَ

الناسُ إثْنَانِ ذُوْ عِلْمٍ ومُسْتَمِعٌ ** وَاعٍ وغيرُهُما كَاللَّغْوِ والهَــــذَر

***************

اللَّيلُ والنهارُ يَعْمَلان فِيْكَ فاعْمَلْ فيهما أَعمَالاً صَالحِةً تَرْبَح وتحمَد العَاقِبةَ الحَمِيْدة إن شاء الله تعالى.

وَلَيْلُكَ شَطْرُ عُمْرِكَ فَاغْتَنِمْهُ ** ولا تَذْهَبْ بِشطْر العُمْرِ نَوْمَاً

***************

الملائكةُ يَكْتُبَانِ مَا تَلفَّظَ به فاحْرَصْ عَلَى أنْ لا تَنْطِقَ إِلاَّ بِمَا يَسُرُّكَ يَوم القِيَامَةْ أَشرَف الأشيَاء قَلبُكَ وَوَقْتُكَ، فَإِذَا أَهْمَلْتَ قَلْبَكَ وَضَيَّعْتَ وَقْتَكَ، فَمَاذَا يبقى مَعَكَ، كُلُّ الفَوَائِدِ ذَهَبَتْ.

أمَّا بُيُوْتُكَ فِي الدُنْيَا فَوَاسِعَةٌ ** فَلَيْتَ قَبْرَكَ بَعْدَ الَمْوتِ يَتَّسِعُ

***************

اعلم أنَّ قِصَرِ الأمَل عليه مَدَارٌ عظيم، وحِصَنُ الأمَل ذِكْرُ الموتِ، وحِصَنُ حِصْنه ذكر فجأة الموتِ وأخْذُ الإنسان على غِرَّةٍ وغَفِلةٍ، وهو في غِررٍ وفُتُورٍ عن العمل لْلآخِرَةِ. نَسْأَلُ الله أنْ يُوقِظ قُلُوبَنَا إِنَهُ على كل شيء قدير. اللهُم صلي علي محمد وآله وسلم.

إذا كان رأسُ المال ِعُمْرُكَ فَاحْتِرزْ ** عَليه من الإِنْفَاقِ في غيرِ وَاجِب

****************

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى