من #الوضوء بماء #فلسطين الى #التيمم_العربي الاسلامي برائحة #النفط المغادر..
ا.د حسين محادين
ليس عبثا أن اخترت فكرة الوضوء والتيمم بدلالاتهما القائلة ضمن هذا العنوان الذي يستند الى توظيفاتي الميدانية لاطروحات علم إجتماع السياسة ما واقع ومآلات زيارة الرئيس الامريكي #بايدن للمنطقة بنية ونتائج.
اقول ؛إن من اخطر اهداف الواقع المأمول اسرائيليا وامريكا بعد انتهاء و”نجاح” زيارة الرئيس الامريكي بمرجيعيتها العولمية والتكنولوجية ايضا، هو ما سيتجلى وعلى مراحل متسارعة من تراجع وتذويب صارخ لأهمية منظومة القيم والمسلمات الوطنية/ الدينية وتأتراتها المتراجعة عندنا في أهمية الدين، الاخلاق والتربية لأفكار وسلوكيات الانسان العربي المسلم خصوصا ما يرتبط منها في تجذر قيم التضحية والانحياز تاريخيا عندما كان الامر يتعلق بموضوعات حقوقنا في الحرية والسعي للتحرر انطلاقا من فلسطين، وليس انتهاء في حقوقنا الطبيعية المفترضة في ادارة وتسويق الموارد البشرية والطبيعية الهائلة في الاقليم وصوب العالم. وخطورة نجاح التحالف الامريكي الاسرائيلي المعولم في خلخة كل المسلمات السابقة بحجة الواقعية السياسية والوقوف ضد الارهاب الاسلامي الفكر والمنشأ ترابطا مع تعميم الثقافة المغرضة التي نجحوا في بثها وتعميمها عبر التكنولوجيا خصوصا ثقافة الصورة وهي المرتبطة في تعميق وتعميم مفهوم “الاسلام فوبيا” وبكل لغات العولمة.
- فكريا وسياسيا أن الرصد والتحليل العلمي لظروف وواقع زيارة الرئيس بايدن “اليساري” للأقليم؛ تؤكد الارتفاع الواضح في حضور وفعالية لابل سطوة الحركة الصهيونية العنصرية “وليس اليهودية كدين” والهادفة الى تذويب أغنى منجمين دينيين وبشريين مستدامين عند العرب والمسلمين وبشراكات رسمية من قبل حكوماتهم، هذان المنجمان اللذان كانا شعبيا قبل زيارة بايدن رافضيّن للاحتلال والتذويب الحضاري لوجودنا عرباً ومسلمين و هما:
أ– المسجد الاقصى وكنيسة القيامة والعهدة العُمرية في القدس المحتلة بكل مضامينها الدينية والحياتية التي تهددهما اسرائيل برفضها المعلن لفكرة حل الدولتين بما في ذلك اقتسام القدس بقسميها الشرقي والغربي حسب قرارات الشرعية الدولية وبدعم متجدد من الادارة الامريكية بتحالفها المصيري مع دولة الاحتلال الإسرائيلي الذي توسع وتعمق عبر ما تضمنه بيان القدس الذي وقعه الطرفان وبمباركة العرب نفطهم وأمنهم وحكوماتهم يوم أمس .
ب- مكة المكرمة واكنافها كمنجم ديني مقدس ميز ووحد العرب فكرا ورسالة مع الاسلام”اذا ذُل العرب ذُل الاسلام” “العرب مادة الاسلام”فارتفع شأنهم ومكاناتهم الانسانية، بحملهم ونشرهم للاسلام على هذه البسيطة.ولعل الاهم الذي اعاد ودعم للعرب تأثيرهم الاقتصادي المدعم لرسالة الإسلام منذ القرن الماضي هو هذا النسغ الحيوي لحياتهم وحياة الغرب الصناعي المعولم معا وهي مناجم النفط والغاز المغذي لحضارية العرب والمسلمين عبر التاريخ ترابطا مع قيمه المضافة والمؤثرة في الصناعات والاقتصاد اقليميا وعالميا.
إن هذين المنجمين الدينيين والرابط بينها ضمنا دنيويا النفط بالمعنى الدنيوي المعاصر، كانا وسيبقيان مِفتاح وخشية الحرب والسلام في العالم انطلاقا من فلسطيت المحتلة مرورا بالوطن العربي انسانا، قيم دينية، موقعا،ونفط؛ وليس من الزعم المظلل في ما يتداول تحت عنوان الأمن في “الشرق الاوسط”الذي اريد من أطلاقه كمفهوم تذويب فكرة الامة العربية وروابطنا الدينية والاقتصادية وادخال دول متنمرة علينا في العلن او السر مثل إسرائيل، تركيا، ايران..الخ وتحت هذا المفهوم نجح الغرب بقيادة امريكا في خلق التجاذبات والتحديات والحروب الاقليمية العسكرية والطائفية فيما بين الدول العربية و الاسلامية ” العراق، اليمن، سوريا” تقوية لاسرائيل في المحصلة. من هنا انطلقت مقالتي هذه من اهمية توسيع مرامي وتفهمنا لخطورة واقع ومآلات زيارة الرئيس الامريكي لمنطقتنا فكريا وسياسيا،
فقبل زيارة الرئيس الاميركي”الصهيوني” بايدن كما وصف نفسه ، والصهيوني العظيم كما وصفه رئيس حكومة تصريف الاعمال الاسرائيلي للمنطقة كان لدى العرب والمسلمين مادة دينية وإيمانية يمكن ان تبقي جذوة الامل في تغيير واقعهم الصراعي مع صهاينة العالم املاً قائما عن الصيد الشعبي عموما…اما بعد انتهاء زيارة الرئيس بايدن وتكشف مضامين الاتفاقيات والتحالفات الجديدة فأني اجتهد بأن العرب المسلمين سيقبلون عنوة فكرا وسياسة وذهولاً من هول ما يجري، وما ستسفر عنه نتائج زيارة بايدن بتحالفاتها الدامية، سيقبلون كرها لضعفهم وتشتتهم بالانتقال المتدرج من وضوئهم الديني بماء فلسطين الى تيممهم بالنفط المغادر نحو الغرب المتصهين بعولميته..وجراء صمتهم المذهل عما يجري ايضاً.