
في شهادتين صادمتين، روى #معتقلان #سوريان سابقان للجزيرة مباشر #تفاصيل مروعة عن ظروف #الاعتقال و #التعذيب داخل #سجن_صيدنايا في عهد نظام الرئيس المخلوع #بشار_الأسد، إلى جانب الآثار النفسية والجسدية التي ما زالت تلاحقهما بعد خروجهما من السجن السيء السمعة.
وكشف المعتقل السابق عمر البدوي تفاصيل عن أنواع التعذيب التي تعرض لها داخل سجن صيدنايا، مؤكدا أن التعذيب كان مستمرا وبأبشع الأشكال طيلة مدة حبسه.
وأوضح البدوي أنه كان مدنيا يعمل على إيصال المساعدات والأدوية إلى الغوطة الشرقية، لكنه اعتقل بتهمة قيادة “مجموعة إرهابية” لا تمت له بأي صلة.
وبعد جولات في فروع أمنية عدة، استقر به المطاف في “السجن الأحمر” بصيدنايا، ووصف البدوي وضعه قائلا: “طعام قليل يقابله تعذيب كثير”.
وروى البدوي حادثة مؤلمة حين توسل للجلاد خلال تعذيبه قائلا: “كرمة لله كفى!”، فرد عليه رئيس السجن منهل سليمان قائلا: “من طلبني؟ أنا إلهكم، أطعمكم وأحييكم وأميتكم”.
وعن لحظة الإفراج عنه عام 2022، تحدث البدوي عن التوجيهات التي وُجهت له ولزملائه بعدم البوح بما عايشوه داخل السجن، فضلا عن إخضاعهم للمراقبة لمدة 5 سنوات.
وأكد البدوي أن الآثار النفسية لتجربة الاعتقال ما زالت تلاحقه، إذ أكد أنه يعاني من رهاب التجمعات والقلق من سيارات الأمن والشرطة. أما الآثار الجسدية، فيشير إلى وجود علامات أشبه بالحروق على ساقيه نتيجة التعذيب بالسجن.
في شهادة أخرى، يروي عمار دغمش، وهو معتقل سابق قضى 7 سنوات في سجن صيدنايا، تفاصيل وحشية عن الحياة داخل الجحيم الذي عاشه هناك.
وقال دغمش: “كانت أيام الأسبوع مقسمة بين فترات التعذيب وجنزير الإعدام، إذ يُقتاد أكثر من 50 معتقلا يوم الاثنين إلى سجن تحت الأرض يُمنع عنهم الطعام والشراب حتى يوم الأربعاء، وهو اليوم الذي يُنفذ فيه حكم الإعدام بحقهم”.
كما تحدث عن تعذيب السجناء كبار السن، مشيرا إلى أن أقسى أنواع التعذيب في صيدنايا كان “الخنق بالماء”، حيث كان المعتقل يُوضع مقلوبا داخل برميل مملوء بالماء، ثم يُصعق بالكهرباء.
وكشف دغمش أيضا عن انتشار مرض السل داخل السجن، ما أدى إلى وفاة عدد كبير من المعتقلين بسبب هذا المرض.
أما الآثار النفسية التي ما زالت تلازمه، فأشار إلى كرهه الشديد لصوت العصافير الذي يذكره بصوت المنبه اليومي داخل السجن، والذي كان دلالة على بداية يوم جديد من الألم والجوع والخوف.
وعلى الصعيد الجسدي، يعاني دغمش من آلام في الفقرات القطنية للعمود الفقري، جراء التعذيب الذي تعرض له.
وتشير تقارير منظمتي “هيومن رايتس ووتش” و”العفو الدولية” إلى أن سجن صيدنايا شهد مئات الإعدامات والتعذيب منذ اندلاع الثورة السورية عام 2011.