مظاهرات ” الحليب ” في مصر تتهم السيسي بقتل الأطفال / فيديو

سواليف

تفاقمت أزمة نقص الألبان المدعمة للأطفال في مصر، وخرج مئات المصريين في مظاهرات صاخبة، الخميس، قطعوا خلالها طريق الكورنيش، وتسببوا في شلل المرور بوسط العاصمة، واتهموا حكومة الانقلاب بقتل أطفالهم، مبدين عدم خشيتهم من الاعتقال، وهتفوا: “ولادنا بتموت.. عايزين لبن”.

وقالوا: “نعيش ليه لما أولادنا هتموت من قلة اللبن؟”، واتهمت إحدى الأمهات صراحة حكومة السيسي بأنها تريد أن يموت الشعب، وأن يقتل بعضه، “علشان السيسي يرتاح؛ لأنه نائم على وسادة من الدم”، بحسب تعبيرها.

يأتي ذلك بالتزامن مع دعوة برلمانيين القوات المسلحة المصرية إلى التدخل لحل المشكلة، وبالتزامن أيضا مع قرار وزارة الصحة بدء تطبيق منظومة صرف الألبان المدعمة من خلال “الكروت الذكية” فقط.

وكانت وزارة الصحة المصرية رفعت، بدءا من الخميس، أسعار ألبان الأطفال المدعمة، بالإضافة إلى رفع أسعار الألبان غير المدعمة، وسط اتهامات وجهها الأهالي إليها ببيع اللبن المدعم لمحال الحلويات.

وقللت الحكومة كميات حليب الأطفال المدعم، ورفعت سعره بنسبة أربعين في المئة بداية من الشهر الجاري، ليرتفع سعر علبة الحليب للطفل الأقل من 6 شهور إلى خمسة جنيهات بدلا من ثلاثة، فيما ارتفع سعر الحليب للطفل الأكبر من 6 شهور إلى 26 جنيها بدلا من 18 جنيها.

ماذا حدث في المظاهرات؟

حملت عشرات الأمهات، خلال المظاهرة، أطفالهن الرضع على أيديهن، مؤكدات أن أولادهن يموتون، مرددات هتافات: “أولادنا بتموت”.

وتساءل الأهالي عن كيفية وقف صرف الألبان دون سابق إنذار أو توضيح المنافذ التي يمكنهم الصرف من خلالها.

وانهارت إحدى الأمهات؛ بسبب عدم قدرتها على الحصول على اللبن لرضيعتها، وحمل الأهالي شهادات ميلاد أطفالهم، بالإضافة إلى “الببرونات”، فيما ارتفعت أصوات الرضع بالبكاء، بسبب الحر، وعدم الحصول على اللبن.

وتدخلت إحدى ضابطات الشرطة النسائية، في محاولة منها لحل المشكلة، فيما صرخت الأم باكية في وجهها: “عايزين لبن”.

وقالت زينب محمد، إحدى الأمهات المتظاهرات، إن العاملين بالشركة المنتجة استفزوهم في أثناء مطالبتهم باللبن لأطفالهم، وقالوا لهم: “أكلوهم رز.. عشان مفيش لبن”.

وأضافت أنهم جاءوا منذ السادسة صباحا؛ لأخذ حصتهم من اللبن، وفوجئوا بعدم وجوده، فأشاروا عليها بأن تشتري لبنا من الصيدليات، التي يصل سعر العلبة فيها إلى 57 جنيها، متسائلة: “نجيب منين، وأنا جوزي على باب الله، ويوميته في اليوم 50 جنيها”.

في الوقت نفسه، صرخ آباء: “حرام عليكم عدم توفير اللبن”، وبكت أمهات: “ما ذنب أطفالنا في معاناتهم من عدم الرضاعة”.

والأمر هكذا، أصيب الطريق بالشلل التام، ساعات عدة، قبل أن يفض الأهالي تظاهراتهم.

برلماني: الحكومة السبب في أزمة

ومن جهته، أوضح عضو لجنة الشؤون الصحية بمجلس نواب، هيثم الحريري، أن الأزمة الحقيقية في نقص ألبان الأطفال تتمثل في أن الموازنة المخصصة لها خلال العام الماضي بلغت 600 مليون جنيه، وأن موازنة السنة الجديدة بالقيمة نفسها تقريبا، ما يعني أن المبلغ قل عمليا؛ بسبب ارتفاع الأسعار، وزيادة سعر الدولار.

وأضاف الحريري، في تصريحات صحفية، الخميس، أن مجلس النواب وافق على تلك الموازنة، ولكن مع بعض التحفظات، مشددا أن الحكومة هي المسؤول الأول والأخير، وعلى رئيسها التدخل بشكل فوري وسريع؛ لأن الأطفال الرضع لا يستطيعون الانتظار، بحسب قوله.

وتابع بأن الأزمة الأكبر هي أن وزير الصحة رفع سعر علبة اللبن من 3 إلى 6 جنيهات في أول 3 شهور، وإلى 26 جنيها في الـ6 شهور التالية، ما سيؤدي إلى رفع أسعار ألبان الأطفال، وبالتأكيد ستستغل السوق السوداء هذه الزيادة.

القوات المسلحة ستتدخل

ومن جهته، أكد عضو لجنة الشؤون الصحية بالبرلمان، الدكتور مكرم رضوان، أن اللجنة اتفقت في آخر اجتماع لها، الثلاثاء الماضي، على توفير ألبان الأطفال، وإسناد حل المشكلة للقوات المسلحة، من خلال توفير العملة الصعبة والدولارات لحل المشكلة مع المستوردين، أو الاستيراد عن طريق القوات المسلحة مباشرة، إضافة إلى إنشاء القوات المسلحة لمصانع حربية للأدوية وألبان الأطفال.

كيف تم رفع الأسعار؟

إلى ذلك، جاء تعليق الشركة المصرية لتجارة الأدوية، المنتجة للبن، مؤكدا أنه لن يتم صرف أي أنواع من الألبان المدعمة، سواء دعما كليا أو جزئيا، من منافذها، كما كان الحال خلال الفترة السابقة، وأن الصرف سيتم من خلال منافذ خاصة، وباستخدام الكروت الذكية.

وأكد مدير المركز المصري للحق في الدواء، محمود فؤاد، صرف ألبان الأطفال المدعمة بمنافذ وزارة الصحة ومراكز الأمومة والطفولة للمواليد من سن يوم إلى 6 أشهر بـ5 جنيهات بدلا من 3 جنيهات، بزيادة قدرها 40%، وكذلك صرف الألبان للأطفال الأكبر من 6 أشهر بـ26 جنيها بدلا من 18 جنيها.
ولفت إلى أن الألبان غير المدعمة تم رفع سعرها من 15 بالمئة إلى 30 بالمئة.

وزير الصحة ينفي وجود أزمة

في المقابل، جاء رد وزير الصحة والسكان، الدكتور أحمد عماد، نافيا وجود أزمة في ألبان الأطفال المدعمة بمصر، مشيرا إلى وجود مخزون من الألبان يقدر بـ18 مليون علبة.

وأعلن تطبيق منظومة ميكنة صرف ألبان الأطفال المدعمة في تسع محافظات حتى الآن، مشيرا إلى أنه مع بداية أيلول/ سبتمبر الجاري، سيتم تعميم المنظومة في جميع المحافظات، مؤكدا أن الدولة تدعم ألبان الأطفال بـ450 مليون جنيه.

وأكد أن صرف ألبان الأطفال المدعمة يتم حاليا عن طريق منافذ وزارة الصحة فقط، البالغ عددها 1005 منافذ بوحدات الرعاية الصحية الأساسية والأمومة والطفولة في جميع المحافظات.

وأشار إلى أن المنظومة الجديدة لصرف ألبان الأطفال المدعمة، التي تم البدء في تطبيقها حاليا، تنفيذا للقرار الوزاري رقم 562 لسنة 2016، تقضي بصرف الألبان عن طريق مكاتب الرعاية الصحية الأساسية للأمومة والطفولة فقط، ووقف صرفها عن طريق الصيدليات أو الشركة المصرية لتجارة الأدوية، لضمان وصول اللبن المدعم إلى مستحقيه.

وأشار إلى أن الدولة تقوم بتوزيع هذه الألبان المدعمة بمبلغ وقدره 5 جنيهات فقط للعلبة، بينما تباع هذه الألبان في الصيدليات بمبلغ 60 جنيها للعلبة الواحدة.

النائب العام يأمر بالتحقيق مع المحتكرين

إلى ذلك، أمر النائب العام، المستشار نبيل أحمد صادق، بفتح تحقيق عاجل للوقوف على المتسببين وراء اختفاء لبن الأطفال، الذي تسبب في تجمهر المواطنين، الخميس، أمام الشركة المصرية لتجارة الأدوية، على كورنيش النيل بجوار معهد ناصر، وتسببت في تعطل حركة المرور.