مصلحة مشتركة / مهند أبو فلاح

” مصلحة مشتركة “

مهند أبو فلاح

الغارة التي شنها طيران العدو الصهيوني على مصنع عسكري إيراني في مدينة أصفهان قبل أيام قليلة رافقتها عملية تضخيم و تهويل إعلامي مكثفة من خلال التسريبات الصحفية الغربية التي تحدثت عن حجم الأضرار و الخسائر الناتجة عن هذه الغارة .

الاضرار الناتجة عن هذه الغارة الصهيونية كانت محل خلاف و جدل بين التصريحات الرسمية الصادرة عن نظام الملالي في طهران و التي تحدثت عن فشل و إخفاق هذه الغارة و التسريبات الصحفية الغربية التي تحدثت عن نجاح باهر لها .

مقالات ذات صلة

الخلاف حول تقييم هذه الغارة و نتائجها يبدو جزءً من عملية خداع و تضليل اعلامي منهجي منظم يستفيد منها كلا الطرفان الإيراني و الصهيوني في مسعاهما لتمتين جبهتهما الداخلية المتداعية .

حكام تل أبيب يبحثون عن وسيلة لصرف أنظار الرأي العام الداخلي لديهم عن أزمتهم الداخلية التي أعقبت إقالة إرييه درعي وزير الداخلية و زعيم حركة شاس اليمينية المتطرفة من منصبه على خلفية اتهامه في قضايا فساد و بالمقابل فإن ملالي طهران يحاولون تعبئة الشارع الإيراني من خلفهم في أعقاب موجة الاحتجاجات الشعبية واسعة النطاق التي عمت البلاد مؤخرا على خلفية مصرع فتاة من أصول كردية على يد أجهزة الأمن هناك .

المصلحة المشتركة بين الطرفين في أشغال الرأي العام الداخلي لديهما بقضية الخطر و التهديد الخارجي تفسر لنا إلى حد بعيد تلك الحملة الدعائية المتعلقة بالغارة و الجدال الدائر من حولها و تدفعنا الى التذكير بحجم الطائرات المسيرة المستخدمة فيها و قدرتها التدميرية التفجيرية المحدودة و التي لا تكاد تذكر وفقا للخبراء العسكريين المختصين في هذا المجال .

القدرة التدميرية المحدودة للطائرات المسيرة مقارنةً بالطائرات القاذفة أو المقاتلة من طرازي اف ١٥ و اف ١٦ الأمريكية الصنع الموجودة في ترسانة العدو الصهيوني و التي استخدمها الكيان الغاصب من قبل في غارته الجوية التي شنها بشكل غادر و دون مقدمات على مفاعل تموز النووي العراقي في السادس من حزيران / يونيو ١٩٨١ بعد إخفاق الغارة الإيرانية عليه في ٤ تشرين أول / اكتوبر من العام ١٩٨٠ تؤكد لنا بما لا يدع مجالا للشك أن ما جرى في أصفهان ليس إلا فصلا جديدا من مسرحية أعدت فصولها في دهاليز الماسونية العالمية للحفاظ على أوراقها الرابحة في تل ابيب و طهران .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى