مشكلتي مع الرقيق

مشكلتي مع الرقيق / كامل النصيرات

لو قلتُ لكم: أنا رجل رقيق.. ماذا ستفهمون من هذه الجملة؟ الغالبية سيقولون أي إنك رجل لطيف حسّاس والرقّة ضدّ الغلظة..ولكنّ خبراء الكلام ودهاقنة اللغة سيضحون ويمسكونني من يدي ويقولون لي: دعك من هذا فأنت تقول كلاماً حَمّال أوجه؛ ما أدرانا إن كنت تقصد برجل رقيق رجلاً عبداً..لأن الرقيق هو العبد والعبيد أيضاً..!
أضحك الآن؛ فهذا دوري؛ لأني بالفعل أقصد إنني رجل عبد..وسبحان من جعل الرقيق لطفاً وعبودية بذات الوقت..إلاّ إنك عزيزي القارئ لو توقفتَ قليلاً وسألت السؤال الكبير: ما الذي يجمع اللطافة بالعبودية ليجعلهما تحت نفس اللفظة؟ سأجيبك وقلبي الرقيق يرافقني بعزفه: لأن الرقيق هو الضعيف..والرجل اللطيف ضعيف القلب والرجل العبد ضعيف وذليل أمام سيّده..!
اسمحوا لي الآن أن أدخل في رسالة المقال: أنا رقيق؛ أنتَ رقيق؛ أنتِ رقيقة..كلّنا في هذا الزمن الغليظ مسكونون بالرقّة..كلّنا نرقّ ونُسْتَرَقّ..بل كلّنا رقيق على بكرة أبينا..!
الرقيق هو المقتول الأحلام إلاّ أحلام المأكل والمشرب..ويلهث كلّ ساعة يتخلّى عن هذا اللهاث الغليظ..!
اللهم اجعلني رقيقاً مع الناس ولا تجعلني رقيقاً للناس.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى