
مشروع حلب العقارب
مؤخرا، اضيفت الى معلوماتي معلومة جديدة حول أغلى سائل على وجه الأرض، فقد عرفت بالصدفة أن السائل الأثمن في العالم هو سم العقرب… نعم سم العقرب، الذي تبلغ تكلفة الجالون الواحد منه حوالي 38 مليون 600 الف دولار أمريكي، أي تبلغ قيمة اللتر 10 مليون و 432 ألف، حيث أن الجالون يعادل 3.7 لتر.
استوقفتني هذه المعلومة كثيرا، فرحت اقلبها في راسي، وافكر في استغلالها، فنحن بلد حباه الله بمساحات واسعة من السهول، والجبال، والوديان، والصحارى، وهذه التظاريس تتواجد فيها القعارب بكثرة. كما اننا الآن في أواخر فصل الشتاء، حيث تكون العقارب خاملة، وما ان يقلب الواحد منا حجرا في سهل، حتى يجد تحته عقرب او عقربين على الأقل.
لدينا في الأردن ما لا يقل عن 500 شخص (من رؤساء حكومات، و وزراء و أعيان و نواب) مهمتهم الأولى تأمين حياة افضل للمواطن، ومع ذلك وصلنا الى ما وصلنا اليه. اشبعونا خططا ومشاريع و سوالف فاضية، فبتنا نسمع بالمخدرات، والسطو المسلح، وبتنا نرى العفيف يبحث عن لقمة الخبز في حاوية القمامة.
بدلا من خططهم الاقتصادية ‘الواقعة’، وتذرعهم بمحدودية الموارد، وأسعار النفط، وقضية اللاجئين، ومواقف الأردن السياسية لتبرير اعتمادهم على جيب المواطن لترقيع الموازنة كل عام، اضع بين ايديهم هذه الفكرة و ادعوهم الى اخذها بجدية.
ليذهبوا الى الجبال والوديان والسهول والبراري ويبحثوا عن عقارب ويحلبوها بدلا من حلب المواطن. ليثبتوا لنا حرصهم على الوطن، وخوفهم عليه وتضحيتهم من أجله، بدلا من تنظيرهم… كل ما نريده منهم 20 لتر سم عقارب قبل بداية الصيف، فصيدها وحلبها سهل الأن ولا يوجد مخاطرة في هذه المهمة. اما إذا أرادوا ان يستمروا في حلب العقارب والمخاطرة بأنفسهم في فصل الصيف فذلك ‘أحسن و احسن’… فإذا ما لدغ احدهم و مات أثناء هذه المهمة، فسيحظى باحترام الشعب وسيكون فعلا “شهيد الوطن”.