سواليف
حذّر مستشار رئيس حزب العدالة والتنمية التركي، ياسين أقطاي، العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز، “من خطر عظيم”، وأن هذا الخطر “سيجر دنياكم وآخرتكم إلى الهاوية”.
وقال أقطاء في مقال له في صحيفة “يني شفق” التركية، الاثنين، موجهاً خطابه لملك السعودية إن “الحرمين هما البيتان المقدسان لكل المسلمين، وتوليكم خدمة هذين الحرمين يحملكم مسؤولية ثقيلة تشعركم بأنكم مسؤولون عن أي معاناة يعانيها أي مسلم على وجه الأرض”.
وأضاف: “فالنعم والثروات العظيمة التي وهبكم الله إياها توفر لكم الإمكانيات التي تمكنكم من تحمل هذه المسؤولية على أكمل وجه”، مستطرداً بالقول إن “الجميع يلاحظ بحِيرة كبيرة التعارض التراجيدي بين هذه الثروات التي وهبها الله لكم وبين أوضاع المسلمين الذين يعانون الفقر والجوع في كل مكان حول العالم”.
وتابع منبهاً: “وإنّ رب الحرمين اللذين تخدمونهما يقول إن للفقراء نصيباً في الثروات التي بين أيدينا”.
أقطاي بين أن سبب مخاطبته للملك سلمان بن عبد العزيز بهذه الطريقة “هي رغبتي في تحذيركم من خطر عظيم يدنو منكم، خطر سيجر دنياكم وآخرتكم إلى الهاوية”.
خاشقجي وإعدام الدعاة
وواصل يقول: “أحذركم من أن الفعل الذي أعلن هذه الأيام أنكم ستفعلونه بنفسكم سيكون سبباً في كارثة كبيرة بالنسبة لكم” دون أن يوضح ما هو الفعل.
وقال: “ربما يكون نجلكم ولي العهد (محمد بن سلمان) لا يحمل مشاعر إيجابية تجاهي بسبب واقعة خاشقجي، ويحاول أن يصورني وكأنني عدو لكم ولبلدكم”.
المستشار التركي أكد أن بلاده لم تضمر السوء للسعودية، ولا المطالبة بالعدل في قضية خاشقجي إي إساءة، لكنه شدد بالقول: “نحن أمام جريمة قتل إنسان بريء ظلماً وعدواناً بطريقة وحشية؛ ولهذا فإن من واجب العدل تسليم من قتله ومن حرض على قتله إلى العدالة”.
على الرغم من هذا لا يعتبر أقطاي ما سبق، هو الخطر المحدق بحكومة الرياض، مبيناً في حديثه الموجه إلى الملك سلمان بن عبد العزيز، أن “الشيء الذي سيجلب الكارثة لكم هو القرار الذي أعلن مؤخراً حول قتل العلماء بإعدامهم؛ فالعلماء هم ورثة الأنبياء، وكل عالِم منهم يمثل عالَماً بمفرده”.
واستطرد مبيناً: “لا أقول لكم اعفوا عن العلماء ولا تقتلوهم، بل أقول لكم لا تهلكوا أنفسكم بقتلهم”.
مستشار الرئاسة التركية استعرض جانباً من صفات الداعية السعودي سلمان العودة، المعتقل في سجون السعودية، وتشير تسريبات بأنه أحد الدعاة الثلاثة المقرر إعدامهم.
وقال: “لقد سنحت لي فرصة التعرف إلى سلمان العودة عن كثب. كما قرأت كتبه وتابعت محاضراته، ووالله ليس لدى الرجل أدنى أثر من التطرف الذي تنسبونه له”.
وأضاف: “ففي الوقت الذي كان يشجع علماؤكم الرسميون الشباب على الجهاد في أفغانستان، كان يقول: ما شأن الشباب السعودي وأفغانستان؟، وكان يقول إنه ليس هناك طريق للجهاد هناك”.
وتابع: “وفي الوقت الذي كان يحرم علماؤكم الرسميون بشدة قيادة النساء للسيارة، كان يقول إن النساء على عهد الرسول صلى الله عليه وسلم كن يركبن الجمال والخيول، وإنه لا يفهم لماذا يختلف الوضع اليوم عما كان عليه في فجر الإسلام”.
أقطاي استمر في ذكر بعض من آراء العودة، التي تناقض اتهامات السلطات السعودية له بدعم الإرهاب، موضحاً “كما كان في الوقت الذي يقول فيه علماؤكم الرسميون إن المسلمين لا يمكن أن يعيشوا في سلام مع غير المسلمين لينشروا بين الناس الحقد والكراهية، كان هو يقول إن معاملة غير المسلمين الذين لا يكنون العداء للمسلمين بالحسنى والتعايش معهم في سلام يعتبر من تعاليم الخالق عز وجل”.
وأشار إلى أن “اتهام سلمان العودة بالتطرف بهتان كبير؛ إذ إنه على عكس ذلك تماماً، عالم إسلامي عطوف في غاية الاعتدال يحبب الناس في الإسلام بفضل خطابه المألوف لدى الشباب والإنسان العصري”.
في ختام مقاله ذكّر أقطاي بمصير الإمام أحمد ابن حنبل، وما تعرض له من سجن وتعذيب دون أن يغير رأيه، وقال “أدعوكم لتحسنوا إلى أنفسكم في هذه الأيام المباركة. أوقفوا الظلم الواقع على أمثال الإمام ابن حنبل في سجونكم. وصدقوني أن هذا الظلم لن يضرهم شيئاً؛ فلقد تحولوا جميعاً إلى أبطال”.
وأضاف محذراً: “فإذا واصلتم سجنهم أو أعدمتموهم فإن التاريخ لن ينساهم (…) وتأكدوا من أن أي إحسان تقدمونه فإنه لن يكون لهم، بل سيكون لأنفسكم؛ لأن هذا سيكون سبباً في ابتعادكم عن لعنة الأقوام التي قتلت رسلها”.
الخليج اونلاين