مختصون يحذرون من عدم استقرار اجتماعي نتيجة استمرار التعلم عن بعد

سواليف

عويس: غياب المصداقية في الحصول على العلامات وغياب العدالة في الحصول على التعليم خلال التعلم عن بعد بسبب عدم توفر البيئة المهيئة.
بركات: كافة قرارات وزارة التربية في ظل الجائحة كانت مرتبكة ومترددة وغالبًا ما تتراجع عنها في آخر لحظة.
هارون: كيف يمكن صقل شخصية الطالب في ظل التعلم عن بعد؟!
بلاسمة: الألية التي تحدثت عنها وزارة التربية والتعليم لتعويض الفاقد مبنية على الفوضى لا على خطط قصيرة المدى أو بعيدة المدى.

نظمت الحملة الوطنية من أجل حقوق الطلبة “ذبحتونا” ندوة تحت عنوان “التعلم عن بعد ومنصة درسك”: الفاقد التعليمي” وذلك ضمن سلسلة الندوات التي نظمتها الحملة ضمن برنامجها بمناسبة الذكرى الرابعة عشر لانطلاقها. وأدارت الندوة الأستاذة نادين النمري عضو حملة نحو عودة أمنة لمدارسنا، وشارك فيها كل من الدكتور وجيه عويس وزير التربية الأسبق والدكتور صالح بركات أستاذ أصول التربية في جامعة البلقاء، الدكتور رمزي هارون أستاذ المناهج وأساليب التدريس في الجامعة الأردنية والأستاذ عرفات بلاسمة الناشط النقابي وعضو حملة ذبحتونا.
الدكتور وجيه عويس وزير تربية سابق ورئيس لجنة التربية في مجلس الأعيان- حذر في مداخلته من أن الاستمرار التعلم عن بعد سيؤدي الى الوصول الى تعليم طبقي وعدم استقرار اجتماعي.
وأكد الدكتور عويس على أنّ التعليم الإلكتروني جزء من الإستراتيجة الوطنية لتنمية الموارد البشرية ومتطلب للمستقبل لكن لم تتمكن الأردن من تحقيقه في الطريقة المناسب وأن تهيئة البنية التحتية، والمناهج والمنصات هما متطلبات نجاح التعليم الإلكتروني .
وأشار عويس إلى غياب المصداقية في الحصول على العلامات وغياب العدالة في الحصول على التعليم خلال التعلم عن بعد بسبب عدم توفر البيئة المهيئة واختلاف جودة التعليم المقدم ما بين المتوفر على منصة درسك والمتوفر لدى المدارس الخاصة التي تعتمد أنظمة أجنبية منوهاً إلى ضرورة وجود العدالة ورفع مستوى التعليم وتعديل المناهج وتقليل ما يسمى المدارس الأقل حظاً.
الدكتور صالح بركات-أستاذ أصول التربية في جامعة البلقاء- أكد أن كافة قرارات وزارة التربية في ظل الجائحة كانت مرتبكة ومترددة وغالبًا ما تتراجع عنها في آخر لحظة.
وطرح بركات سؤالاً: هل التعلم عن بعد لمصلحة الطالب (مصلحة فُضلى)؟ وأجاب بلا، لأنه لا يقدم تعليمًا نوعيًّا تحضر فيه البنية المتعلقة بالتكنولوجيا، فالعديد من الطلاب لا يمتلكون أقل الأجهزة للحضور وتأدية الامتحانات، فبالتالي غابت العلاقات في ظل غياب التفاعل. اشار بركات إلى أن 720000 طالب يدخلون المنصة بشكل متقطع، والسبب في ذلك هو عدم وجود الأجهزة الكافية في المنزل أو غيره وعدم إعادة الحصص المسجلة وهذا قد راكم عليهم الكثير.
وتابع بركات أن الطلاب لا يمتلكون الحد الأدنى من المهارات في المواد بحسب ما اظهرته نتائج إختبار الوطني للكفاءة وأن 27% فقط يمتلكون بعض المهارات وأن نتائجنا في إختبارات العلوم والرياضيات على مستوى العالم تدل على أن نظام التعليم الأردني في تراجع وأصبحت في تزايد بعد ظهور جائحة كورونا
ومن جانبه قال أستاذ المناهج وأساليب التدريس في الجامعة الأردنية الدكتور رمزي هارون أن كثيرًا من المبشرين بالتعلم الإلكتروني يتذرعون بإن الجائحة فرصة سانحة للانقضاض الثوري على التعلم الوجاهي مشيراً إلى خشيته من أن يكون وراء هذه الرغبة في الثورة غير البريئة والانقضاض على التعلم الوجاهي شيء غير معروف وأن العودة إلى المدرسة واستئناف التعليم الوجاهي يجب أن يكون هدف وزارة التربية والتعليم وهدف جميغ المعنيين في القطاع التربوي
وأضاف أن إذا كان هنالك خلل أو نقص في نظام التعليم المدرسي الوجاهي، فإن الحل يكون بتطوير ذلك النظام لا بإلغائه والتخلي عنه، وأن التعليم الجيد ينطلق من خصائص المتعلمين ويستجيب لاحتياجاتهم بحيث يكون تعلم ممتع وميسر للجميع ويترك أثار إيجابية حالية وطويلة الأجل وتكون أثاره السلبية في الحد الأدنى مؤكداً بإن التعليم الإلكتروني اقدم على حرمان الطلبة من التفاعل الاجتماعي المباشر .
وأكد رمزي هارون أن منصة درسك تفقد ضمانية مشاهدة الطلبة للمادة التعليمية وغياب استثمار لحظة التعليم الحرجة في التعلم عن بعد والتي تتمثل بقدرة المعلم والمتعلم في التعليم الوجاهي في استثمارها والتي تسهم في تعزيز تعلم الطلبة والتغذية الراجعة التي تخبر الطالب بصحة تعلمه أو عدمها.
وختم هارون مداخلته بالتأكيد على أن هنالك فرق بين استخدام التكنولوجيات في التعليم والذي نحن معه، واستخدام التكنولوجيا في التعليم عن بعد وتساءل:. كيف يمكن حرمان الطفل من ذكريات المدرسة؟! كيف يمكن صقل شخصية الطالب في ظل التعلم عن بعد؟!
وبين الناشط النقابي وعضو حملة ذبحتونا الأستاذ عرفات بلاسمة أن هنالك العديد من المعيقات والمشاكل في عملية التعلم عن بعد منها اقتصار وقت الحصص على منصة “درسك” وعدم وجود تجربة كافية لدى الطلبة والمعلمين وافتقادهم للخبرة في التعامل مع التقنيات التكنولوجية وعدم توفر الأجهزة وسوء شبكة الإنترنت التي تعيق بعض الطلبة من حضور دروسهم وخلق مشكلة التسرب الخفي للطلبة.
وأكد أن الوزارة لم تسطيع في برنامج التناوب الذي أعلنت عنه في بداية العام أن توافق بين المادة التي ستعطى للطلاب داخل المدرسة والمادة التي سيأخذها الطالب في أيام استراحته عندما يتابع منصة درسك .
ويرى البلاسمة أن الألية التي تحدثت عنها وزارة التربية والتعليم لتعويض الفاقد مبنية على الفوضى لا على خطط قصيرة المدى أو بعيدة المدى تستطيع من خلالها تقديم دراسة كلية حول ألية تعويض الطلبة عن الفاقد التعليمي الذي مروا فيه مؤكداً أن هذا التعويض يحتاج إلى خطة قادمة قابلة للتطبيق.
الحملة الوطنية من أجل حقوق الطلبة “ذبحتونا”
5 نيسان 2021

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى