” مخاوف مشروعة “
مهند أبو فلاح
تنتاب الأوساط الاقتصادية الأردنية مخاوف مشروعة من إمكانية تدهور الأوضاع السياسية في منطقة الشرق الاقصى و احتمال نشوب حرب بين جمهورية الصين الشعبية و تايوان في أعقاب زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي إلى تلك الأخيرة و التي تمت مؤخرا .
حجم التبادل التجاري بين الاردن و الصين الشعبي الذي يتجاوز سنويا الثلاثة مليارات دولار أمريكي يفسر إلى حد بعيد تلك المخاوف التي تنتاب رجال الأعمال الاردنيين من احتمال اندلاع حرب في تلك المنطقة التي تبعد عن الاردن الالاف من الأميال .
الصين الشعبية تحتل المرتبة الثانية من حيث حجم التبادل التجاري بينها و بين المملكة الأردنية الهاشمية بعد المملكة العربية السعودية و القلق من تأثر التجارة معها بحرب محتملة صينية – تايوانية يجب أن يدفعنا إلى التفكير ببدائل أخرى في حال تطور النزاع إلى صدام مسلح دامي يلقي بظلاله القاتمة على الأوضاع الاقتصادية في العالم بأسره و ليس في منطقة الشرق الاقصى فحسب .
منطقة الشرق الاقصى تشكل مصدرا رئيسا لكثير من الواردات القادمة إلى الأسواق الأردنية و تدهور الأوضاع هناك قد يشكل كارثة بكل ما تحويه الكلمة من معنى بالنسبة للتجار الاردنيين الذين يضعون أيديهم على قلوبهم خوفا من حرب قادمة تأكل الأخضر و اليابس و تعيدنا نحن إلى العصور و الأزمنة الغابرة ما قبل مرحلة الثورة الصناعية خاصة إذا أخذنا بعين الاعتبار إمكانية ان يمتد الصراع العسكري في حال حدوثه إلى دول أخرى كاليابان و كوريا الجنوبية و هذا كابوس يقض مضاجع حتى المواطن الأردني العادي الذي يدرك و يعي تماما ان شوارعنا و منازلنا ممتلئة بالمنتجات القادمة من هذه البلدان الآسيوية البعيدة حقا عنا على الخارطة الجغرافية لكنها متوغلة إلى أبعد الحدود و أقصاها في حياتنا اليومية .