محمد أبو سلمية: الواقع الصحي بغزة كارثي والحصار يعيق محاولات التعافي

#سواليف

بعد مرور أكثر من 43 يومًا على وقف إطلاق النار، لا يزال #الواقع_الصحي في قطاع #غزة يزداد قتامة، في ظل استمرار #الاحتلال في التنصل من البروتوكول الإنساني ومن التفاهمات التي تضمنها #اتفاق_شرم_الشيخ.

ورغم الوعود الدولية ووجود مئات #الشاحنات المحمّلة بالمستلزمات الطبية على المعابر، إلا أنّ الاحتلال يواصل منع دخولها، ما يجعل آلاف #المرضى في مواجهة مباشرة مع #الموت.

في حديث خاص للمركز الفلسطيني للإعلام، كشف الدكتور محمد أبو سلّمية، مدير عام مجمع الشفاء الطبي، حجم الكارثة التي تعيشها المنظومة الصحية، مؤكدًا أنها لم تستطع النهوض من الركام بعد الحرب، وأن الحصار المتواصل يمنع أي محاولة للتعافي.

وقال إنّ النقص في الأدوية الأساسية وصل إلى مستويات غير مسبوقة، حيث تتجاوز نسبة العجز ٦٠٪، فيما تبلغ نسبة نقص المستلزمات الطبية نحو ٧٠٪، وتشهد المختبرات الطبية شللاً شبه تام بسبب غياب أكثر من ٧٠٪ من الأجهزة الضرورية لتشخيص الحالات.

وأوضح أن القطاع اليوم لا يضم أي جهاز رنين مغناطيسي، ولا أجهزة للكشف المبكر عن سرطان الثدي، كما يعاني نقصًا شديدًا في أجهزة التصوير التلفزيوني التي تعتمد عليها معظم التخصصات الطبية.

ويضيف أبو سلمية أن أكثر من ٣٥٠ ألف مريض يعانون من أمراض مزمنة يعيشون اليوم في ظروف قاسية للغاية، فمرضى السكري مثلًا يواجهون نقصًا حادًا في الأنسولين، ما تسبب في ارتفاع كبير في حالات غيبوبة السكر التي تصل المستشفيات بشكل يومي.

كما لوحظ خلال الفترة الأخيرة ازدياد عمليات البتر لدى مرضى السكري نتيجة الغرغرينة والقدم السكري، وهي مضاعفات كان بالإمكان تفاديها لو توفرت العلاجات اللازمة.

أما مرضى السرطان، فمعاناتهم أشد وطأة، إذ لا يتوفر العلاج الكيماوي إلا بكميات ضئيلة لا تكفي لعلاج الحالات القائمة، مما أدى إلى وفاة المئات وهم ينتظرون جرعاتهم، فيما يحتاج أكثر من ١٨ ألف مريض إلى السفر للعلاج خارج القطاع، وقد توفي منهم أكثر من ١٠٥٠ مريضًا بالفعل بسبب منع الاحتلال خروجهم.

ويتحدث مدير مجمع الشفاء أيضًا عن مأساة أخرى تتمثل في أكثر من ٦٠٠٠ مبتور داخل القطاع، ربعهم من الأطفال. هؤلاء، كما يقول، يعيشون في الخيام دون أطراف صناعية أو أدوات مساعدة تعينهم على الحركة أو الحياة الطبيعية. أكثر من ٢٠٠٠ طفل يحتاجون إلى أطراف صناعية عاجلة، في حين لا يوجد أي مركز قادر على توفيرها أو تركيبها في ظل غياب المواد والمعدات الأساسية.

ولا يقف الوضع عند هذا الحد، فحتى حليب الأطفال العلاجي ما يزال الاحتلال يمنع دخوله إلى غزة، رغم حاجة العديد من الرضع إليه لإنقاذ حياتهم، وهو ما يصفه العاملون في المنظمات الصحية بـ”الكارثة الإنسانية المكتملة”.

وبحسب ما نقلته منظمة الصحة العالمية واليونيسيف والصليب الأحمر وأطباء بلا حدود، فإن مئات الشاحنات المحملة بالأدوية والمستلزمات الطبية المتوقفة على الحدود جاهزة للدخول، إلا أن الاحتلال يمنعها بشكل متعمد، الأمر الذي يؤدي كل يوم إلى سقوط ضحايا كان بالإمكان إنقاذهم.

ويوضح أبو سلمية أن الدمار الكبير الذي لحق بالقطاع الصحي يشل قدرته على العمل؛ فقد تم تدمير نحو ٧٠٪ من المستشفيات والمراكز الطبية، فيما تحاول الطواقم المتبقية إصلاح ما يمكن إصلاحه، لكن غياب الأدوية والمعدات يجعل العمل شبه مستحيل.

ويشير إلى أن عشرات آلاف العمليات الجراحية المُجدولة على مدى العامين الماضيين تم تأجيلها، بسبب فقدان الأدوات الجراحية اللازمة. فجراحة العظام تعاني من نقص بنسبة ٧٠٪ في أدواتها، وجراحة القلب متوقفة بالكامل، بينما تعاني جراحات الأوعية الدموية والمخ والأعصاب وجراحات الكسور الترميمية من غياب شبه تام للمستلزمات، ما يجعل آلاف الجرحى دون أي أمل في العلاج.

وختم أبو سلمية بالقول إن الوضع الصحي في غزة ما يزال بالغ الصعوبة، بل يزداد تعقيدًا يومًا بعد يوم، وإن استمرار الحصار ومنع دخول الإمدادات الطبية يعني المزيد من الأرواح التي ستُفقد، والمزيد من المرضى الذين كان بالإمكان إنقاذهم لو توفرت أبسط حقوقهم في العلاج.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى