مجريات الأمور تؤكد نجاح #المقاومة_الفلسطينية في مواجهة #المشروع_الصهيوني
كتب م. #علي_أبوصعيليك
ليس مجرد كلام عاطفي بل هي حقائق حصلت حتى الآن منذ السابع من أكتوبر، فمنذ أن كسرت المقاومة المشروع الصهيوني في المنطقة العربية بتفوقها العسكري على جيش الاحتلال، سارعت الولايات المتحدة بكل أركانها السياسية والعسكرية والإعلامية لإنقاذ مشروعها الذي ورثته من قارة أوروبا، وقدمت أقصى درجات الدعم لكنها وجيش الاحتلال لم يستطيعا تحقيق أي شيء من الأهداف الرئيسية المعلنة منذ البداية وبقيت غزة عصية وكابوس يعيق انتشار سرطان الصهيونية وبالتالي يعيق المشروع الصهيوني في المنطقة.
الشواهد على نجاح المقاومة الفلسطينية بدأت في الجانب السياسي والعسكري، فقد بدأ رؤساء الدول الاستعمارية الكبرى بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وغيرهم بالتوافد على الكيان الصهيوني لدعم وجوده، حتى جاء كبيرهم الأمريكي بايدن بنفسه في أول زيارة لرئيس أمريكي للكيان المحتل خلال فترة حرب على غزة ولم يسبقه لذلك أي رئيس وهو ما يؤكد حجم الضربة التي تلقاها مشروعهم، ليس ذلك فحسب بل وجاء مسؤولون من مختلف المستويات من قارة أوروبا على رأسهم وزراء الخارجية من عدة بلدان.
في الجانب العسكري جاء وزير الدفاع الأمريكي وجاءت معه البواخر العسكرية الأمريكية وهي التي جاءت لعدة أسباب منها ما هو عملي من حيث المشاركة في التخطيط والتنفيذ للعدوان على غزة، وكذلك فإنها جاءت لتقول لقطعان المستوطنين بأننا هنا لحمايتكم عندما فشل جيشكم ورؤساؤكم في تأمين الحماية لكم، فالمشروع الصهيوني تملكه أمريكا وقد قالها بصريح العبارة أكثر من رئيس أمريكي : “لو لم تكن هناك إسرائيل لأوجدناها” في الأداة التي يستخدمونها للتحكم في المنطقة وقد صرح بذلك العديد من المسؤولين الغربيين والعرب كذلك.
وبعد مرور شهر على بداية العدوان على غزة وحرب الإبادة الجماعية التي شنها جيش الاحتلال والقوات الأمريكية على شعب غزة الأعزل، وعدم تحقيق أي نجاح عسكري على أرض غزة، بدأ التعبير عن الفشل في تحقيق الهدف الرئيسي يظهر للعلن من خلال تصريحات المسؤولين الأمريكان تحديداً، فالهدف الرئيسي من طرف الاحتلال هو مسح وجود “حماس” عن الوجود، ورغم أنه هدف يستحيل تحقيقه لأنه وكما كتبنا سابقاً أن المقاومة فكرة لا تموت ولا تفنى وتنتقل بين الأجيال وفي الحالة الفلسطينية فهي مستمرة ومتطورة رغم مرور أكثر من خمسة وسبعين عاماً على الاحتلال.
وبالأمس ظهر أكبر المؤشرات على فشل العدوان حيث تم الإعلان عن زيارة مدير وكالة المخابرات الأمريكية إلى قطر للتفاوض بخصوص الأسرى وهو الهدف الذي أعلنته المقاومة الفلسطينية منذ البداية أنه لن يكون هنالك صفقة لتبادل الأسرى تحت القصف وكذلك لن يكون هناك صفقة تبادل أسرى إلا بتبييض سجون الاحتلال، وما يحدث على أرض الواقع يؤكد أن المقاومة فرضت شروطها على الأمريكان.
ليس فقط من هذه النواحي المهمة جدا، بل إن التصريحات الرسمية الأمريكية قد أخذت منحنى آخر لتبرير ما سيحدث في الأيام المقبلة حيث خرجت تصريحات من وزارة الخارجية الأمريكية تشير إلى سلبيات العدوان على غزة بأنها أدت إلى “تأجيج المشاعر في الشرق الأوسط ضد الولايات المتحدة وصنيعتها” وهو مؤشر لما بعده، رغم أن تلك المشاعر ليس فقط في الشرق الأوسط بل وفي داخل الولايات المتحدة ومعظم العواصم الأوروبية وهي المؤثرة من حيث الأصوات الانتخابية وهو ما تحسب له القيادة الأمريكية ألف حساب، وكذلك المواقف السياسية في المنطقة العربية ومنها الموقف الرسمي الأردني وهو موقف متقدم جداً حيث أكد وزير الخارجية الأردني في موقف استراتيجي يحسب كثيراً للسياسة الأردنية عندما قال “حماس فكرة لا تنتهي ونرفض سيناريوهات ما بعد الحرب”
الصمود الأسطوري للشعب الفلسطيني ومقاومته قد يؤتي ثماره ليس فقط سياسياً، فالضفة الغربية التي نجحت “سلطة أوسلو” في تحييدها وقد أشاد بذلك “المتصهين” بلينكن لن تصمت للأبد فالشعب الفلسطيني بكافة مكوناته أصحاب القضية ولن تكون النهاية من خلال مستنقع أوسلو، فهناك تصريحات وتسريبات ومؤشرات بأنها قد تنفجر في أي لحظة، وإذا حدث ذلك فلن تعود عقارب الساعة إلى الوراء مجدداً وسيكون “طوفان الأقصى” وبالاً على المشروع الصهيوني بل وقد يقتله فعلاً، لكن حسب مجريات الأمور فإن صناعة السياسة الأمريكية مثل الثعلب الماكر، فهي تعرف جيداً متى تتقدم ومتى تتراجع ومتى تغير مواقفها وأهدافها، ولذلك فمن المتوقع أنها ستعمل المستحيل لمنع انفجار الضفة الغربية كما عملت سابقاً على منع تطور الحرب إقليميا وجعلتها بين الصهيونية وأدواتها على المقاومة الفلسطينية في غزة.
كاتب أردني
aliabusaleek@gmail.com