متلازمة الفساد والارهاب …
ما يجري في الوطن من فساد وارهاب يدفع المواطن للتفكير مليا في أسباب ما حدث ويحدث منذ زمن … والتساؤل لماذا لم تستطع الدولة من اتخاذ قرار حاسم لوقف هذا العبث في ارواح الناس من الارهابيين والفاسدين ولما هذا التلازم كلما ضغط الشارع على الحكومه من اجل كشف الفاسدين ظهر الارهابيين للواجهه وتصدروا المشهد وقاموا بتنفيذ عمليه يذهب ضحيتها ابرياء من ابناء الوطن …
ما الرابط بين الفساد والارهاب ؟ اعتقد ان الجواب واضح كلاهما قاتل.
الأول يعبث بمقدرات الوطن بدافع الجشع والحفاظ علي السلطة فينهب خيرات الوطن مما يؤدي الي تدمير اقتصاده الذي ينعكس بدوره على الموطن وافقاره وجعله يلهث خلف لقمة عيشيه ولا يلتف لعبث اصحاب السلطه السياسيه مما يجعلهم يتصرفوا وكأن الوطن مزرعه لهم ورثوها عن آبائهم واجدادهم فيعيثوا به فسادا ويرهنو مصيره للاعداء ويجعلو رقاب المواطنيين تحت حد سيوف فسادهم حتي يصبح المواطن يعتقد انه في الوطن ليس اكثر من رقم وطني مصيره مرهون بالحفاظ عليه لذلك يجب ان يمشي الحيط الحيط حتى لا يترك سببا لهم لمصادره ابسط حقوقه في المواطنه ويصبح لا يميز بين حقوقه وواجابته تجاه الوطن ويبحث عن الامان في حياته حتى لو اضطره الامر لاستجداء حقه في العمل وابسط ضروريات الحياه للانسان من غذاء ودواء وتعليم وسكن ولن اتكلم هنا عن حقه في التعبير لان من يصل الى هذه الحاله يكون عبدا وليس له الحق في ذلك …. اليس هذا قتلا للانسان وانسانيته وقد يكون اشدا من ارهاب القتل …
والارهاب الذي عاده ما يكون بدوافع التطرف في الفكر ورفض الآخر او التمرد على الواقع وذلك نتيجتاً للأثار السلبية في حياة المجتمعات التي تكون بيئه خصبه له او بتطور الأحداث الجارية في الساحة السياسية …. والارهاب في اغلب حالته لن يجد بيئه اكثر خصوبه لانتشاره من بيئة الفساد التي تساعده على تبرير اهدافه وحقه بالقضاء على خصومه بالقتل والتدمير ورفض الحوار وهذا ما نشهده الان في ساحات الوطن …. انا ما وصلنا اليه اليوم من فساد وارهاب يعصف بالوطن لا يمكن ان ينتهي طالما يحارب احد على حساب الاخر وحتما لا يمكن لفاسد ان يحارب الارهاب من اجل القضاء عليه لانه الحائط الذي يستند عليه من اجل البقاء في سلطته بحجج كثيره … لذلك يجب ان تكون المعركه متلازمه مع الحالتين الفساد والارهاب معا وذا لم تكن كذلك فهذا يعني ان احدهمها مسخر لخدمه مصالخ الاخر على حساب الوطن والمواطن ….
رحم الله شهداء الواجب اللذين ذهبو ضحيه الارهاب والفساد …..
يونس الطيطي