سواليف
مع التقدم العلمي وتزايد البحوث المختصة في التغذية وخسارة الوزن، انتشر العديد من الأنظمة الغذائية والحميات التي تساعد الإنسان في تخفيف السمنة، وأشهرها حاليا “الكيتو دايت”، فما هي هذه الحمية؟ وهل هي آمنة؟ خاصة أن البعض يحذر منها.
ما هو “الكيتو دايت”
تقول اختصاصية التغذية، آيات شطارة، إن “الكيتو دايت هو أحد أنواع الحمية الغذائية التي بدأ يتبعها الناس في الوقت الحالي، وتعتمد على أن يكون النظام الغذائي مقسما كما يلي: 75 في المئة دهون، 5 في المئة كربوهيدرات، والباقي من البروتينات”.
ولفتت شطارة في حديث لـ”عربي21″ إلى أن هذه الحمية “وضعها العلماء في الأساس لمعالجة مرضى الصرع”، مؤكدة على أنها “لا تناسب الجميع، بل لها شروط معينة”.
وأهم هذه الشروط -وفق اختصاصية التغذية- “ألّا يكون الشخص ممن يعانون من مشاكل صحية في الكلى أو الكبد، أو لديه أمراض مزمنة مثل ارتفاع الكوليسترول والدهون الثلاثية، أو ارتفاع ضغط الدم، أيضا لا تصلح هذه الحمية لكبار السن أو المراهقين”.
آلية عمل “الكيتو دايت”
وحول آلية عمل “الكيتو دايت”، قالت شطارة: “يصبح اعتماد الجسم في هذه الحمية على الدهون لإنتاج الطاقة، بدلا من الكربوهيدرات التي هي في الوضع الطبيعي تكون المصدر الرئيسي لإنتاج الطاقة بالجسم والقيام بالعمليات الحيوية”.
وأوضحت أنه “حينما يتم اتباع هذه الحمية، يحدث انقطاع كبير لمصادر الكربوهيدرات، وبالتالي يبدأ مخزون الجسم من الجلايكوجين بالنفاد خلال 3- 4 أيام من بدئها، وعندها يدخل الجسم مرحلة “إلكيتونية”، فيلجأ للدهون المخزنة في الخلايا الدهنية لإنتاج الطاقة، وهنا سيتعب؛ لأن آلية الحرق اختلفت، ويؤدي لظهور رائحة بالفم تشبه الاسيتون”.
آمن ولكن
لكن مع انتشار الحديث عن حمية “الكيتو دايت”، وتوجيه بعض خبراء التغذية الناس لاتباعها، انتشرت تحذيرات كثيرة منها، حيث أشار تقرير سابق لصحيفة “الإندبندنت” البريطانية إلى أن هذه الحمية تؤثر على مستوى الهرمونات، وأيضا تؤدي إلى تخفيض عمل الغدة الدرقية (الثايرود)، فهل هي آمنة أم لا؟
خبيرة التغذية، أمل حداد، نفت أن تكون حمية “الكيتو دايت” ضارة، مضيفة: “بالعكس، هي تعدّ علاجية لبعض الحالات المرضية مثل الصرع وأمراض الجهاز العصبي واضطراب التوحد، ولكن بمحاذير وباختيار النسب المناسبة من المجموعات الغذائية”.
وحول ما إذا كانت تؤثر على مستوى بعض الهرمونات كما ذكر تقرير الصحيفة البريطانية، قالت حداد لـ”عربي21″: “لا تُسبب حمية الكيتو دايت أي خلل في مستوى الهرمونات، بل إنها تعيد نشاطها أكثر، وتعمل على تنظيم مشاكل الخلل الهرموني”.
وأكدت على “أن الكيتو دايت -مثل أي حمية أخرى- لها شروط خاصة؛ لذلك على الشخص المتابعة مع اختصاصي التغذية لحساب الماكروز والاحتياجات الغذائية بطريقة سليمة”.
بدورها، أشارت اختصاصية التغذية آيات شطارة إلى أن “اتباع الشخص لحمية الكيتو دايت بشكل خاطئ، ودون متابعة ودراسة الأخصائي لها، يشكل خطورة عليه”.
موضحة هذه الخطورة بالقول: “لو تناول الشخص خلال الحمية كمية طعام تحتوي على كربوهيدرات، حتى ولو كانت كميتها بسيطة، سيخرج الجسم من المرحلة الكيتونية، بالتالي سيحدث تخزين وثبات للدهون المخزنة في الخلايا، عندها يمكن أن يزداد الوزن أضعاف ما خسره الجسم، ما يعني الإصابة بالسمنة المفرطة”.
وختمت حديثها بالقول: “حمية الكيتو دايت غير ضارة، ولكن تكمن خطورتها إذا تم اتباعها بشكل خاطئ، أيضا لا يصح أن يلتزم بها كبار السن والمراهقون”.