سواليف
قد يميل الناس إلى التفسير الشعبي إذا ما استعصى عليهم إيجاد تفسير علمي لبعض #الظواهر_الفلكية والمناخية، وهو تفسير أقرب إلى قصص الخيال والأساطير لكنه مبني على الملاحظة والتجربة المتراكمة، وعادة ما يتم توارث تلك #القصص_الشعبية خاصة في البيئات البدوية والقروية، ومن الأمثلة عليها قصة #الأيام_المستقرضات، فما هي القصة الشعبية المرتبطة بها؟ وما علاقتها بالطقس؟
ما هي الأيام المستقرضات؟
الأيام المستقرضات هي سبعة أيام؛ أربعة أيام من شهر #شباط/ فبراير، وثلاثة من شهر #آذار/ مارس، وهي فترة لها علاقة بفترة السعود المعروفة (سعد السعود)، وهي أيام مرتبطة بأخوال جوية خاصة تتكرر في المنطقة كل عام.
القصة الشعبية المرتبطة بالأيام المستقرضات
تقول الأسطورة الشعبية، أن الإنسان حوّل شهري شباط وآذار إلى أشخاص يتبادلون الحوار، حيث يطلب شباط في آخر أيامه من “ابن عمه” آذار أن يسنده بثلاثة ايام لينهي اسبوعاً كاملاً من البرد القارس والشتاء الماطر الذي قد يرفع منسوب المياه في الأنهار والسيول، ويقول له: “آذار يا ابن عمي هات ثلاثتك على أربعي خلي العجوز في الواد تقرعي”، وتقرعي بمعنى تسيل في النهر.
والعجوز بحسب الأسطورة، قد أغضبت شباط عندما قالت لأغنامها أن شباط لم يعد فيه مطر وسيول، حيث قالت مخاطبة أغنامها: “فات #شباط_الخباط وما أخذ مني لا نعجة ولا رباط، وضربنا على ظهره بالمخباط”، فأحس شباط بالإهانة وأن العجوز التي تسكن بالقرب من أحد السيول، تقلل من شأنه، كما تدعي الرواية.
فدفعه هذا إلى أن يزيد من شدة الأمطار والبرد القارس، وأن يطلب من آذار أن يسعفه بثلاثة أيام أُخريات، ليزيد من وطأة الشتاء والبرد على العجوز وأغنامها، فغرقت العجوز وأغنامها في النهر من سوء الأحوال الجوية في هذا الوقت.
ارتباط قصة الأيام المستقرضات بالحالة الجوية
أوجد الإنسان القصة الأسطورية للأيام المستقرضات من أجل توثيق هذه الحالة الجوية الاستثنائية التي تحدث سنوياً تقريباً في التوقيت ذاته، وأصبحت القصة تتوارث لتنبيه الناس أنه في كل عام من هذا الوقت تتسم الحالة الجوية بغزارة الهطول والبرد الشديد.
ويجدر بالذكر أن هذه الروايات قد لا تكون موجودة في باقي الحضارات او الثقافات الشعبية الأخرى في العالم، ولكن تلك الأحداث علقت في ذهن الإنسان وما زالت موجودة في تراثنا إلى الآن بسبب أن هذه الأمور تحدث في كل عام، فبقيت موروثا يؤرخ الأحداث الزمنية، ومثلا شعبياً يُذكر في كل مرة تحدث فيها هذه الأمطار والسيول.
وقد ارتبط الكثير من الأحداث والأحوال الجوية في المنطقة بقصص وروايات في الموروث الشعبي، مثل: شمس اللوز، والسعود، وشتوة نيسان، وأربعينية الشتاء، وتعتبر قصص الموروث الشعبي في الأردن والمنطقة جزء من الثقافة والذاكرة والهوية الوطنية، ويجب أن يكون هناك اهتمام اكبر بالموروثات والقصص الشعبية، فلكل قصة أهمية لأنها ترتبط وتوثق حدثاً ما.