ما الذي يحدث للجمهور الأردني … ؟
بقلم محمد أحمد منصور
نحن بعواطفنا نحب كثيراً من الأشياء الجميلة .
لكن ما إن تتأمل عقولنا الآثار السيئة التي تفرزها هذه الأشياء ، أو ما ينتج عنها من هدر الطاقات ، أو الانشغال عن آمال أسرنا وطموحات أوطاننا ، إلا ونكون مضطرين إلى إعادة حساباتنا من جديد ، لنتعامل معها باتزان واعتدال .
ما الذي يحدث في مواقع #الأندية وصفحات مشجعيها وفي #المدرجات و #الشوارع والبيوت والحفلات والبقالات ؟
من خلال الرصد والمتابعة لسلوكيات #الجماهير ، تبين لنا وجود عدد من #المظاهر #السلبية التي تحدث في البوستات والألفاظ والفيديوهات والمدرجات قبل و بعد واثناء المباريات الرياضية لا سيما المباريات الهامة .انتشرت ظاهرة التشجيع المنحدر والتعصب الأعمى بين أفراد من مشجعي كل الأندية ولا اخصص نادي بحد ذاته …
وانا هنا اقطف من بستان النبوة زهور التعليم فهو ها هنا يعلمنا الروح الرياضية فعن أَنسِ بن مالكٍ رضي الله عنه قالَ: كانت العَضباءُ ناقةُ النبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ص) لا تُسْبَقُ)، فجاء أَعرابيٌّ على قَعودِ لَهُ فَسَابَقَها فَسَبَقها، وكأنَّ ذلكَ شقَّ على أَصحابِ النبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .ولكنَّ المربّي العظيم رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ينتهزُ الفرصةَ، ليعلمَهم الروحَ الرياضيةَ، ويعطيَهم درسًا في أنَّ الجلوسَ على القمةِ في الدنيا لا يدومُ لأَحدِ، فقالَ عليه الصلاةُ والسلامُ (إِنَّ حقَّا على اللهِ ـ عزَّ وجلَّ ـ أَلاّ يرفعَ شيئاً من الدُنْيا إلاّ وَضَعَهُ)) أخرجه البخاري
يا جمهور الأندية عامة فالرياضة عموما وكرة القدم خصوصا فتنت وأشغلت الكثير من النسيج الوطني داخل الأوطان حتى تجاوز ذلك المسلمين خارج الاوطان، لم تكتفي انها سرقت أوقاتهم، بل تعمقت لتفتت أواصر اخوتهم .
وينبغي أن نقف وقفة رجل واحد، عل الله أن ينفع بها، وحتى لا تكون رياضتنا أو لهونا سببا لخسارتنا في الدنيا والآخرة.
إنَّ كرةَ القدمِ أَصبحت وسيلةً لتفريِق الشعب الواحد، وإِشاعةِ العداوةِ والبغضاءِ بين جمهور الاندية؛ حيثُ أَوجدت التعصبَ للفرقِ الرياضيّةِ المختلفةِ، فهذا يشجعُ فريقاً، وذاكَ يشجَّع فريقًا آخرَ، بل إنَّ أَهلَ البيتِ الواحد ينقسمونَ على أنفسِهم، هذا يتبعُ فريقًا، وذاكَ يتبعُ فريقًا آخرَ، ولم يقف الأَمرُ عند حدِّ التشجيعِ، بل تعداهُ إِلى سخريةِ أَتباعِ الفريقِ المنتصرِ من أَتباعِ المنهزمين، وفي نهايةِ المطافِ يكونُ هناكَ تطاول على الاعراض بين مشجعي الفريقين، وأحيانا ينتقل للتطاول على الأوطان والمقدسات .
وأمّا ما يعتادُه كثيرٌ من المشاهدين من بذاءةِ الأَلسنِ ووقاحةِ العباراتِ، والتخاطبِ بالفحشِ، وسيءِ الكلامِ، وقذفٍ ولعنٍ لبعضِهم ولبعض اللاعبين وللحكَّام، فهذا كارثة أخلاقية وامر مذموم ومحرم.
همسة لجمهور الأندية جميعها فلنتَّق اللهَ في كُلِّ أُمورِنا، ولْنَتَأَسَّ بِهَدْيِ وتعاليمِ دينِنَا، ولْنَسْتَفِدْ من الرِّياضَةِ بِجَمِيعِ أنواعِها المباحةِ، ولْتَكُنْ غايتُنا رضاءَ الله عنا ونصرة ديننا.
واحفظوا دينكم وألسنتكم وأوقاتكم وأولادكم عن كل ما يغضب الله عز وجل، نكون من المفلحين.
والله ولي التوفيق