ما الذي عاد به الصفدي من سوتشي
تعتبر زيارة وزير خارجيتنا، ايمن الصفدي، الى سوتشي، ولقائه نظيره الروسي هناك، من اهم الزيارات، وهي دليل على حجم القلق الاردني من تطورات محتملة في الجنوب السوري.
ما قيل في المؤتمر الصحفي المشترك مع لافروف لا يعبر عن كل شيء، فالتأكيد على الاستقرار في مناطق خفض التوتر، امر بدهي، لن يشي بمخطط الروس او الايرانيين القادم للجنوب.
قطعا، ان الصفدي لم يذهب عبثا، ولم يعد محملا “بلا شيء”، فهناك اسئلة طرحها على نظيره الروسي، وهناك اجابات مواربة، لكن قراءة ما بين السطور والنوايا هي المهمة لوزير خارجيتنا، واتمنى نجاحه بذلك.
هل ستصمد خطة خفض التوتر في الجنوب السوري، هل الروس واضحون معنا، كلها اسئلة مهمة في المرحلة المقبلة، ولا سيما ان هناك تصعيدا اسرائيليا ايرانيا قد تكون احدى ملاذاته الجنوب السوري.
رئيس الوزراء الاسرائيلي، بنيامين نتنياهو، سيزور روسيا ويلتقي بوتين، وهي زيارة مهمة وفارقة، ولعل الجميع يريد ان يعرف ما الخطوة التالية لنظام بشار وحلفائه.
علينا ان لا نفرط في الطمأنينة، فالأنباء المتواترة حول حشود عسكريّة ضخمة للحرس الجمهوريّ السوري والفرقة الرابعة، على طَريق دمشق الدوليّ باتِّجاه درعا، تشي بان ثمة افكار في دمشق قد تتجاوز مناطق خفض التوتر.
كل الاحتمالات قائمة، العسكري والسياسي، فقادم الايام سيشهد موقفا اميركيا من الاتفاق النووي الايراني، وقد نرى تدحرجا في التصعيد.
من هنا علينا ان نستعد بشكل كبير، واعتقد ان الدولة الاردنية تعرف خياراتها، لكن الاهم ان لا نغرق في امنياتنا على حساب التطورات المتسارعة، فعنصر المفاجأة قاتل ولا نريده في حساباتنا.