
يرى #محللون #سياسيون أن اتفاق #وقف_إطلاق_النار في #غزة لم يكن ممكنًا لولا صمود #المقاومة_الفلسطينية ميدانيًا وفشل حكومة #الاحتلال في تحقيق أهدافها السياسية والعسكرية، ما دفعها إلى القبول باتفاق كانت ترفضه سابقًا، في ظل #تغيرات_إقليمية ودولية واضحة.
خطوة مهمة تعكس مرونة المقاومة
وقال المحلل السياسي إياد القرا، إن “الاتفاق يمثل خطوة مهمة ومرحلة كان لا بد منها، بعد فترة طويلة من المماطلة والتسويف من قبل رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، ورفضه المتكرر للمبادرات السابقة”.
وأكد القرا ، أن “الوصول إلى هذا الاتفاق يعكس مرونة المقاومة الفلسطينية، التي ذهبت إليه انطلاقًا من قاعدة وقف المجازر والإبادة التي يتعرض لها القطاع، خاصة في ظل الضغوط الدولية والأمريكية المتزايدة باتجاه التهدئة، حتى وإن تم ذلك عبر مراحل، وهو ما كانت تطرحه المقاومة منذ البداية”.
وأضاف أن “الاتفاق الحالي يُعدّ الأفضل في المرحلة الراهنة لوقف الحرب، وإن كان من السابق لأوانه الحكم على مآلاته النهائية، نظرًا لطبيعة الاحتلال القائمة على المراوغة في كل مرحلة تفاوضية”.
وشدد القرا على أن “المقاومة متمسكة بثلاثة مبادئ أساسية: تبادل الأسرى بشكل متزامن في المرحلة الأولى، وانسحاب الجيش الإسرائيلي من مناطق عدة في القطاع بالتوازي مع عمليات التسليم، والانسحاب الإسرائيلي الشامل من غزة ووقف دائم للحرب بنهاية المراحل المتفق عليها”.
وأشار إلى أن “هذه الأهداف، رغم اختلاف الصيغ التنفيذية، تبقى ثابتة في رؤية المقاومة، التي تتعامل مع الاتفاق بجدية وحرص على تثبيت وقف العدوان”.
فشل إسرائيلي وضغوط دولية
من جانبه، قال المحلل السياسي ماجد الزبدة، إن “اتفاق وقف إطلاق النار جاء بعد فشل حكومة نتنياهو في تحقيق أهداف الحرب وسحق المقاومة الفلسطينية، وفشل جيش الاحتلال في تحرير أسرى غزة بالقوة”.
وأضاف ، أن “توقيع الاتفاق اليوم يأتي في ظل فشل السردية الإسرائيلية للصراع، وارتفاع الدعم العالمي للحق الفلسطيني، وتزايد رفض سياسات الاحتلال وجرائمه في قطاع غزة”.
وأشار الزبدة إلى أن “إسرائيل اضطرت لتوقيع الاتفاق بعد ارتفاع الكلفة السياسية للحرب وغرق جيش الاحتلال في مستنقع غزة دون هدف سياسي واضح، مع انسحاب الإدارة الأمريكية من أي دور في هذا الفشل الإسرائيلي”.
وأوضح أن “تصاعد الضغوط الأمريكية على حكومة نتنياهو ودفعها لطاولة المفاوضات مع حركة حماس، يؤكد أن المقاومة لا تزال تمتلك قدرة ميدانية قوية، وأنها اللاعب الأساسي في الملف الفلسطيني، وأن أي أوهام إسرائيلية بوأدها أو تجاوزها لا أساس لها على الأرض”.
وتابع الزبدة: “بالنظر إلى تجربتنا السابقة مع الاحتلال، ننظر بتفاؤل حذر لهذا الاتفاق؛ فغزة بحاجة لالتقاط الأنفاس وملمة الجراح، لكنها تحتاج أيضًا لضمانات دولية تكبح الاحتلال وتمنع نتنياهو من استئناف الإبادة الجماعية بعد الإفراج عن جنوده الأسرى، الأمر الذي يتطلب حذرًا شديدًا من المقاومة خلال الفترة المقبلة”.
ويواصل جيش الاحتلال انسحابه التدريجي إلى شرق قطاع غزة وفقا لخطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، على أن يكمل انسحابه خلال 24 ساعة.
وذكرت القناة /12/ الإسرائيلية أن اللواء السابع النظامي انسحب من القطاع، كما قالت لاحقا إن اللواء 188 يغادر قطاع غزة.
وأكدت إذاعة الجيش أن القوات الإسرائيلية ستستكمل الانسحاب إلى الخط الأصفر بموجب الاتفاق خلال وقت قصير.
وأضافت أن لواء الاحتياط “عتصيوني” شرع في الانسحاب من خان يونس جنوبي القطاع.
وكانت /هيئة البث/ الإسرائيلية أوضحت أن خطوات تنفيذ الاتفاق تشمل انتهاء الحرب فور موافقة الحكومة الإسرائيلية التي صادقت على الاتفاق بعد تأجيلات عدة الليلة الماضية.
وخلفت حرب الإبادة التي شنتها دولة الاحتلال على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 نحو 67 ألفا و194 شهيدا، و169 ألفا و890 جريحا، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة أزهقت أرواح 460 فلسطينيا بينهم 154 طفلا.