سواليف
باتت اتفاقية ” #مونترو” حديث الساعة في #تركيا والعالم، بعدما قررت أنقرة أول أمس #إغلاق مضيقين يخضعان لسيطرتها بموجب الاتفاقية التي يعود تاريخها إلى العام 1936، حيث كانت تركيا طرفاً أساسياً فيها إلى جانب الاتحاد السوفيتي السابق وبريطانيا وست دولٍ أخرى، فما هو الهدف التركي من إغلاق مضيقي #البوسفور و #الدردنيل ؟ وكيف يؤثر ذلك على سير #العملية_العسكرية_الروسية المتواصلة في #أوكرانيا منذ نحو أسبوع؟
جنكيز أكتار، الأكاديمي التركي وأستاذ العلوم السياسية في “جامعة أثينا”، اعتبر أن “إغلاق تركيا للمضيقين بصفتها وصياً عليهما هو بمثابة خطوة رمزية للغاية وسيكون تأثيرها ضئيلاً على الهجوم الروسي المتواصل، خاصة مع وجود الأسطول الروسي المجهّز بالكامل في شبه جزيرة القرم”.
وقال أكتار : “لقد طبّقت أنقرة المادة 19 من اتفاقية مونترو وبموجب ذلك أغلقت المضيقين، وفي هذه الحالة يمكن فقط لتلك السفن الحربية المرتبطة بقواعد عسكرية على البحر الأسود العودة لقواعدها عبر المضيقين، لا الذهاب إلى المشاركة في القتال”.
إغلاق تركيا للمضيقين لن يؤثر على المسار الفعلي للعملية العسكرية الروسية المتواصلة على الأراضي الأوكرانية منذ 24 فبراير الماضي
وأضاف: “رغم إغلاق السلطات التركية لمضيقي البوسفور والدردنيل، لكن علينا أن نتذكر أن تركيا هي الدولة الوحيدة من بين الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي (الناتو) والتي لم تغلق مجالها الجوي أمام الطائرات الروسية”، في إشارة منه إلى أن أنقرة تحاول الوقوف على مسافةٍ واحدة من موسكو وكييف.
واتفق المحلل السياسي الروسي إكبال درة مع الأكاديمي التركي حول أن إغلاق تركيا للمضيقين لن يؤثر على المسار الفعلي للعملية العسكرية الروسية المتواصلة على الأراضي الأوكرانية منذ 24 فبراير الماضي.
وقال درة من موسكو إن “أنقرة لجأت لإغلاق مضيقي البوسفور والدردنيل على خلفية العملية العسكرية في أوكرانيا أولاً، ولأجل إظهار التزاماتها بالمعاهدات الدولية ثانياً، ومع ذلك كان لدى الحكومة التركية هدفٌ ثالث من إغلاق المضيقين”.
وكشف أن “الهدف الثالث والرئيسي لتركيا من إغلاق البوسفور والدردنيل هو تذكيرها لجميع أطراف النزاع الدائر حالياً بين موسكو وكييف بالدور المهم الذي يمكن أن تلعبه حال تطوّر مسار العمليات العسكرية في الفترة المقبلة”.
وتابع أن “أنقرة ربما أرادت أيضاً تذكير موسكو بالدخول كوسيط بينها وبين كييف، فهي لا تريد أن تتصاعد الحرب، لأنها إذا استمرت لوقتٍ أطول، سيتعين على أنقرة الوقوف مع جانبٍ واحد إما روسيا أو أوكرانيا. وفي هذه الحالة لا تستطيع تركيا تحمّل عواقب انحيازها لأحد الطرفين”.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد أعلن أول أمس الاثنين أن بلاده تدعم سيادة أوكرانيا على أراضيها الموحدة كاملة، وذلك على وقع استمرار الهجوم الروسي على أوكرانيا.
وقال أردوغان إن بلاده متمسكة باستخدام صلاحياتها بموجب اتفاقية “مونترو” فيما يتعلق بحركة السفن في المضائق بشكل يمنع من تصعيد الأزمة، وفق ما نقل عنه مراسل “العربية”.
كما أضاف: “لن نتنازل عن مصالحنا الوطنية مع مراعاة التوازنات الإقليمية والعالمية”، مشيراً إلى “مواصلة أنقرة دون انقطاع مبادراتها الدبلوماسية متعددة الأبعاد من أجل ضمان السلام والاستقرار بين روسيا وأوكرانيا”.
ولدى تركيا الحق في تنظيم حركة السفن والبواخر المدنية عبر مضيقي البوسفور والدردنيل في أوقات السلم، وذلك بموجب اتفاقية “مونترو” التي تمنحها أيضاً حق تقييد عبور السفن الحربية التي لا تنتمي للدولة المطلّة على البحر الأسود.
أما في أوقات الحرب، فيمكن للسلطات التركية، منع عبور السفن الحربية للدول المطلّة على البحر الأسود، والسماح لها فقط بالعودة إلى قواعدها العسكرية عبر مضيقي البوسفور والدردنيل. وهو ما حصل تماماً عند إقرارها بإغلاق المضيقين مساء الأحد الماضي، بموجب المادة 19 من هذه الاتفاقية.
وتسمح أنقرة، بموجب معاهدة “مونترو” لدول البحر الأسود، إرسال غوّاصاتها عبر البوسفور والدردنيل شريطة إرسالها لإشعارٍ مسبق. مع شروطٍ أخرى تتعلق بحجم حمولة البواخر وعددها.
وتحظى تركيا بموجب هذه الاتفاقية أيضاً، بسلطة اتخاذ قرار إغلاق المضيقين بمفردها إذا ما كانت في حالة حرب أو طرفاً في حربٍ أخرى أو وجدت أن هناك خطراً وشيكاً يمسّ بأمنها.