#مؤلفون كُثر..و #قراء قلائل..
ا.د حسين محادين
(1)
احترم #الحق #الدستوري لأي كان في ان إصدار مطبوع ما اولاً؛ولكني اقول ما مو هو آتِ.
تدهشُني اعداد التهان واللايكات التي يحصل عليها اي اعلان من قِبل اي من مؤلف ما أو دار نشر يعلن اي منهما عن صدور كتاب ما في اي من حقول الابداع والمعرفة التي أقدر عموما.
ويدهشني اكثر اعداد الذين ينوون حضور قراءة لاصدار كاستجابة منهم على اعلان فيسبوكي بخصوص اقامة حفل اشهار لكتاب حتى ولو مذكرات لسياسي جهبذ رغم انه متقاعد وكصاحب سلطة في وقت سابق؛ ولا انسى التذكير هنا،بحجم الفروق في اوزان ودقة اختيار صاحب هذه المذكرات للمتحدثين عن اصداره الرفاق السابقين من السياسين المتقاعدين تحديدا، وليس دقته مثلا في اختيار الأكاديميين الحقيقيين الذين يمكن ان يناقشوا محتوى واهمية مثل هذه الاصدرات بجراة علمية تُفيد كلِ من صاحب المذكرات ان كانت تشكل اضافة نوعية للمتلقين سواء من الحضور، او المشاهدين من المهتمين معاً.
والسؤال الواخز هنا؛ هل هذا هو واقع الحال الذي يتم في الاردن بمثل هذه المناسبات الانتقاقية في الزمان والمكان والمتحدثين عنها؛ ام ان كثيرا من مثل هذه الاستعرضات اللغوية والاطرائية المظللة للراي العام هي الاكثر سيادة في معظم هذه الاشهارات مع الاحترام..؟.
(2)
ترى.. هل يعلم القراء الصادقين، ما طبيعة وكم كلف الطباعة التي يدفعها وصعوبة توفيرها بالنسبة لبعض المؤلفين الحقيقيين لدور النشر والطباعة كسعر لألف نسخة غالبا وعلى سبيل المثال لا الحصر ، هؤلاء الذين اشير اليهم اغلبهم صامتون عن اولئك رغم انهم أصحاب مخطوطات/ او مشروع لاصدارات الجزلة التي تنفع او قد تضيف للمهتمين افكاراً تطبيقية، او آفاق معرفية ناجزة بنية تشخيصات صادمة للواقع الاردني الراهن بالعديد من جوانبه، ومن ضمنها توعية المتلقين والراي العام رغم قلة القراء منه، بأهمية استعدادهم للقادم في حقل هذا الاصدار النوعي او ذاك، وليس كما هي بعض الاصدارات التي هي مجرد اجترارات يُقذف جلها بوجهنا وصفحات وسائل التواصل الاجتماعي كنوع من عدوى الكتابة بغض النظر عن محتواها وقمتها التنويرية بالنسبة لبعض الطابعين لها والذين ساهم بعضهم وجراء اقبالنا كجمهور محدود على تعزيزهم عبر الحضور عندهم؛ والذي كان من نتائج هذا الحضور والمحاباة الضمنية لبعضهم ؛تدني منسوب الثقة والذائقة الثقافية والسياسية عموما في المجتمع الاردني الحبيب، سواء اكان المؤلفون سياسين اوكتابا اخرين.
اقول هؤلاء ساهموا بشكل ما ونتيجة جراء قرارات بعضهم في خطأ الاصدار وعبر شهوة الكتابة لدى بعضهم الاخر في ايصال الحالة الثقافية لواقع الوطن الى الحال المعيش حاليا الذي يعرفه الجميع. و مع هذا ؛ لعل المفارقة الأوجع انه، ورغم كثرة التذمر اللفظي الشائع من فقر الوطن للاصدرات العميقة والعملية لابل الجريئة في اشتباكها مع مشاكل وتحديات حياتنا اليومية ، الاوجع هو ما نشاهدة من تزاحم وازدحام بفقراء الثقافة والمواقف عند البدء بمثل باشعار او قراءة هذه الاصدرات،دون ان يغيب عنا تبرع بعض الكتاب والاعلاميين في عمل زفات اعلامية وحملات تسويق ضمني لبعض هذه الاشهارات /الاصدرات..
اخيرا ..من الملام على تراجع كثافة الاحساس بالوطن منجزاته ومستوى الكتابة ونوعية الاصدرات التي تتوالد وكان الثقافة والحقل الفكري مشاعاً مباحا لكل هاوِ او نازع للتذكير بشخصه عبر اصدار مدفوع الثمن لا على التجنيس..تساؤلات مفتوحة على التفكر والحوار الثقافي بالتي هي احسن وانفع.. فهل نحن فاعلون..؟.