ترى ما الذي تراءى لهم ؟ وأي الوجوه حضرت ؟ وأي الأمهات نودي إليها ولَم يُسعفها الموت العاجل من الحضور ؟ وكيف كانت رائحة البحر المالح وهي تلتهم برائتهم وأحلامهم وضحكاتهم الحلوة ؟ وكيف دافع هؤلاء عن ما تبقى لهم من حياة في وجه هذا الموت الأسود ؟وكيف بدت الدنيا في عيونهم في تلك اللحظة الفاجرة ؟
فُجعنا أمس ومعنا الملايين!!! لماذا كل هذا الموت دفعة واحدة ؟ وأي قلب يمكن له أن يتحمل هذه الفاجعة وأن ينبُض وهو يتجرع مرارة كل هذا الفقد !!! ترى ، ما الذي كان يجول في خاطرة هؤلاء الصغار وهم يمضون إلى يوم أخر ، في حياة كانت تنمو على مهل ، وكل ما فيها كان مُفعماً بالأمل والضحكات والمشاكسات والأمنيات البرئية ؟ ماذا صنع هؤلاء الأطفال لحظة أرتطام السيل الجارف ؟ وما الذي قفز إلى اذهانهم الطرية ؟ وأي نور لمع في عيونهم ، وأي رُعب إستولى عليهم في تلك اللحظة الغادرة ؟
النائب السايق م. سليم البطاينة