حكايتي مع وزارتي
كتبت .. م.ربى احمد العمري
المدير السابق لادارة مركز الملكة رانيا العبدالله لتكنولوجيا التعليم والمعلومات – وزارة التربية والتعليم
الحمد لله أقصى مبلغ الحمد.. والشكر لله من قَبل ومِن بَعدِ
عملت في #وزارة_التربية والتعليم ما يقارب الـ 28 عاما ًحرصت فيها على أداء مهام عملي بكل كفاءة وأمانه واخلاص وحب لوزارتي ولبلدي بشهادة كل من عملت بمعيتهم من زملاء ووزراء وخبراء ومنظمات دولية ومحلية وقامات تربوية وطنية أمينه وصادقه اعتز بها.
ثم تم انهاء خدماتي قسرا ً وأحلت على التقاعد بطريقه غريبه ومستهجنه … حيث قرر وزير التربية والتعليم د.عزمي محافظة ذلك في اول ساعه لمباشرته العمل في الوزارة ، كنت يوم الاحد 30-10 في مكتبه ابارك له … وتفاجأت بعد ذلك بأن كتاب احالتي تم توقيعه بنفس اليوم من مجلس الوزراء اعتبارا من 1-11 … وعلمت بأنه تم الحاق اسمي انا فقط بقائمه تقاعدات مرسله من قبل الوزير السابق معالي د.وجيه عويس قبل مغادرته باسبوع تقريبا ً .
هذه الطريقه وهذه السرعه في اتخاذ القرار أثارت تساؤلات واستنكار واستهجان كل من عرفني من داخل وخارج الوزارة …
- معظم زملائي من مدراء الادارات في الوزاره اقدم مني بالخدمة … فلماذا انا ؟؟
- مدة خدمتي 28 عاما في الوقت الذي يتم التمديد فيه لزملاء انهوا خدمة 30 عاما !!
- لماذا لم اكن ضمن القائمه المرسله من الوزير السابق !! ما دمت فعلا استحق ذلك !
- تخرجت الاولى على دفعتي بالهندسة الالكترونية واكملت دراسة الماجستير بتخصص علوم الحاسوب من جامعة العلوم والتكنولوجيا … تقاريري السنوية طوال الـ 28 عام ممتازه وملفي مليئ بكتب الشكر والتقدير ويخلو من اي ملاحظة او حتى توجيه !!
- شهاداتي وخبراتي العلمية والعمليه الفنية المتخصصه وتسلسلي الوظيفي في وزارة التربية والتعليم وبكافة المواقع المتعلقه بهذا الملف أهلتني لادارة هذا المركز بجداره وكفاءه .
- لم يوجه لي احد من المسؤولين في الوزاره اي انتقاد او ملاحظه او توجيه ولم يتم لفت نظري نـحو أي تقصير نهائيا طيلة مدة عملي في الادارة منذ 2018 بل على العكس .
- كيف تمكن د. عزمي محافظة من تقييمي من اول ساعه له في الوزاره … هل اعتمد على مدة وجوده في الوزارة قبل 4 سنوات ولمدة لا تزيد عن 5 اشهر !!
- هل تقييمي كان من خلال الامين العام للشؤون التعليمية … كيف وعلى أي أساس !! فكم كنت اتمنى ان يتابع عملنا ومشاريعنا وخططنا وانجازاتنا .
- اعمل ضمن فريق من الاساتذه والخبراء والمستشارين المختصين في مجال تكنولوجيا التعليم والمعلومات ، وشهدوا لي بالكفاءه ، لماذا لم تتم استشارتهم !!
- عدة مشاريع وبرامج تم تنفيذها من خلال شراكات مع مؤسسات ومنظمات وشركات محليه وعالميه وجميعها بلا استثناء استنكرت ما حصل معي وشهدت لي بالكفاءه والنزاهة .
- لماذا انا وحدي دون كل زملائي في الوزاره !!
- لماذا لم يتم تنبيهي او اخباري قبل ذلك وعلمت بالصدفه !
- لماذا لم ينتظر الوزير الحالي فقط ايام ليتم تقييمي مع باقي زملائي !!!
- طريقة وآلية اتخاذ القرار توحي بأنها عقوبه … لماذا ,,, لا أعلم لغاية الان !
- ما هو الأمر الخطير الذي اضطرهم لذلك !! أتساءل أنا وكل من يعرفني !
- هل يعقل ان يكون السبب خلافي معهم على تشكيلة رؤساء الاقسام في ادارتي ورفضي الرضوخ لرغباتهم واجنداتهم في التمييز بين الاشخاص وفق معايير غير عادله واصراري على الاعتماد على الكفاءة والخبره في العمل !!!
- هل يعقل ان يكون السبب هو ان مصلحة العمل عندي فوق اي اعتبار دون الميل لاي جهات او شركات معينه !!
- هل يعقل ان يكون السبب هو استقامتي وكما يقولون حدتي في الحق !!
اتحدى اي منهم ان يذكر سبب مقنع لمثل هذا القرار غير اسبابهم الشخصيه … اتحدى ان يكون لدى اي منهم حجه مقنعه للاساءه لي وحرماني من اكمال مسيرتي كما باقي زملائي .
للاسف تم قطع الطريق علي وعلى فريق عمل متجانس مؤهل في المركز عملت على تدريبه وتأهيله وكنت اعمل معهم بكل توافق وانسجام وتميز ونجاح … خطط طموحه ومدروسه ومقره من خبراء بدأ تنفيذها …. مشاريع وبرامج كبيره ونوعيه انجزت ومنها ما هو مميز على مستوى المنطقه بل ان بعضها يعرض كتجارب ناجحه عالميا … واخرى قيد التفيذ … بيئة عمل مميزه في المركز تم توفيرها …. كل ذلك رغم التحديات التي هم اولها.
لا اشك نهائيا في امكانيات وكفاءة وخبرة من تم تكليفه مكاني من متقاعدي مؤسساتنا العسكريه التي نعتز بها … ولكن كم سيحتاج من الوقت لمعرفة تفاصيل التربية والتعليم واحتياجاتها وما يناسبها !!!
من حقي ان اسأل ما هو السبب الخفي لاقصائي بهذه الطريقه وانا في اوج عطائي ولم انهي مدة خدمتي !!
لم تكن الاساءه لشخصي انا فقط … بل كانت لكل مخلص امين مجد في عمله … كانت اساءه للوزارة عندما تتساءل المنظمات الدوليه التي نعمل معها وتشهد بكفائتنا ما الذي يحدث في الاردن ولماذا تتخلص من الكفاءات … هل الحديث عن تمكين المرأه ودعمها ينسجم مع هكذا قرارات … هل الحديث عن خطط التطوير والتحديث ينسجم مع هكذا قرارات …
لم تكن الاساءه لشخصي انا فقط بل طالت ايضا بعض مؤسساتنا الأمنيه … حيث انهم يتهامسون عندما لا يجدون سببا مقنعا بأن ذلك قد تم بتوجيهات من الجهات الامنية ( الدائره كما يسمونها ) … لماذا !! … هل يعقل ان هذه المؤسسات التي وجدت لحماية الوطن ودعم كل مجد مخلص أمين شريف فيها ان تتدخل وخاصة اننا كما هم نعمل بكل حب وانتماء لوطننا الغالي … فلماذا هي شماعتهم للاساءه لمن يريدون !!
كثرت التساؤلات حتى ان البعض تنبأ بأن مثل هكذا قرار قد يكون بأوامر ( من فوق ) كما يقولون … فانا وللامانه قد عملت بمعية 8 وزراء للتربية والتعليم ولم اجد منهم ومن ( اللي فوق ) الا كل الدعم والتحفيز …. لماذا نثير مثل هكذا تساؤلات !!
للاسف ما حصل معي ما هو الا قرارات شخصيه من اشخاص لا يحتملون وجود امثالي ممن لا يطيعونهم طاعه عمياء في كل قراراتهم وتوجهاتهم .
﴿ مَا عِندَكُمْ يَنفَدُ ۖ وَمَا عِندَ اللَّهِ بَاقٍ ۗ وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾