ليلة سقوط اوردوغان
صبيحة انقلاب تركيا
غصت مواقع التواصل بردود الفعل
فمنهم من ايّد
ومنهم من استنكر
ما جعلني افكر في هذا الخاطره
صديق لي
كتب على الفيس بوك داعما للانقلاب
وبعد ان فشل الانقلاب علقت على منشوره
معبرا عن فرحي بفشله
فكتب لي: ما سبب فرحك؟
فأجبته: السؤال المنطقي يجب ان يكون لك:
لماذا فرحت بالانقلاب!!!!
وهنا فكرت عميقا لماذا البعض لم يتعاطف مع اوردوغان؟؟؟
في حين ان اغلبية العرب تعاطفوا مع تشافيز
وفيدل كاسترو لمناهضتهم للصهيونية
ويعتبرونهم ابطال قوميين
على الرغم بانهم ليسوا بمسلمين
ونرى ايضا ان قلوب الكثير ترقص فرحا
وترتعش للاعب مسلم
دخل الملعب فقرأ الفاتحه ومسح بها وجهه
أو سجد شكرا لله لهدف سجله في مرمى الخصم
كل ما في الأمر أنهم تعاطفوا معه لانه مسلم
مع العلم انه ربما لا يعرف من الدين
الا تلك السجدة
او لا يحفظ من القرآن الا الفاتحه
لا بل و تجد الكثير تعاطفوا مع رونالدو البرتغالي
لبيعه الكرة الذهبية دعما لأبناء غزه
لا بل ربما فقط لانه يعالج بعض الاطفال المرضى
بغض النظر عن جنسيتهم على حسابه الخاص
لماذا يفرح الكثير لممثل اردني شق طريقه في الدراما المصرية
او ممثل مسلم شارك بدور ( ولو ثانوي) في فيلم عالمي؟
لماذا نفتخر بمسلم او عربي
سجل براءة اختراع باسمه
او لمع في احدى المجالات او الجامعات؟
لا اعرف لماذا نفتخر بكل ما ذكرت سابقا ونتعاطف معهم
ولا نتعاطف مع اوردوغان
الذي حقق الكثير في تركيا!!!
لو لم يفعل شيء الا انه أعاد الآذان ليصدح في كل أرجاء تركيا بعد أن مُنع الآذان عُقود من السنين فقط ،فهذا سبب لنيله احترام الجميع
لو انه لم ينجز شيئا الا انه
رفع حظر ارتداء الحجاب في البرلمان والبلديات والجامعات والكليات ودور القضاء والأماكن العامة بعد أن منع الحجاب عقود من السنين،فهذا يكفي ليكسب قلوب المسلمين
لو انه لم يفعل شيئا الا انه استغل كل فرصه
لاظهار هوية تركيا المسلمه
وللتعبير عن حبه للمسلمين والاسلام،
فهذا يكفي لجعل القلوب ترقص فرحا لمجرد سماع اسم اوردوغان
لو لم يفعل شيئا الا انه بذل كل جهده للتملص من علمانية تركيا فأعاد تدريس القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف في المدارس الحكومية بعد أن منع ذلك أتاتورك سنوات عن تركيا
فهذا يكفي لكسب تعاطف الجميع
ماذا سيحدث لو نجح الانقلاب؟
هل ستستمر تركيا في شق طريقها المليئ
بالعقبات والتحديات الخارجية والداخلية
نحو تثبيت المزيد من معالم الاسلام في تركيا؟
انا لست محللا سياسيا
ولكن الامور لا تحتاج الى خبير استراتيجي
لمعرفة أن مشروع الشرق الاوسط الجديد قيد التنفيذ
وان الشوكة الوحيدة التي تقف في وجه المشروع بقوتها العسكرية والاقتصادية هي تركيا
لا اعرف بماذا فكر الانقلابيون وما هي الانجازات التي كانوا يخططون لها
وما هي الجوانب التي دفعتهم للتخطيط لهذا الانقلاب
فلم يترك لهم اوردوغان شيئا لينجزوه
الا بداية النزول من قمة المنحنى
ليس لهم ذريعة الا حماية العلمانية التي
رسّخ دعائمها اتاتورك
وانتهكها اوردوغان
واختم بموقف الرسول صل الله عليه وسلم
والصحابه الكرام من الحرب بين الروم والفرس في ذلك الزمان
حيث ان المسلمون فرحوا بانتصار الروم وهم اهل كتاب
على الفرس عباد النار
لان الروم اقرب للحق واهل كتاب
الا نفرح نحن بصمود اوردوغان المسلم؟؟؟؟
بالله عليكم يا قوم أليس فيكم الرشيد؟؟؟
اوردوغان ليس معصوما
ليؤسس مجتمعا اسلاميا مثاليا
وليس بسلطاني لأدين بولائي له
كل ما في الامر انه مسلم
وانّ بلاده بلاد اسلام
( سعره بسعر لاعب مسلم او ممثل مسلم او حتى بسعر واحد صاحب مبدأ بغض النظر عن دينه)
ألا يكفي ذلك لاتعاطف معه وافرح لفشل الانقلاب!!!!
ليلة سقوط اوردوغان ستكون كليلة سقوط السلطان عبدالحميد
ستندثر بعدها كل ملامح الاسلام في تركيا
اللهم احمي الاردن وتركيا وسائر بلاد المسلمين
ع.ش