لنحافظ على #الاردن في عالم بقطب واحد
ا.د #حسين_محادين*
المجد والخلود في عليين لشهداء #غزة وكل #فلسطين والأمة العربية الاسلامية جمعاء.
( 1 )
من حق اي #متظاهر ان يعبر عن رايه السلمي حسب الدستور القوانين التي منحت المواطن حق التظاهر دون ان تتحول هذه التظاهرات المتكررة الى شروع واستغلال فئة قليلة متهورة من بينها وصلت الهتافات عند البعض منها التشكيك في وطنية وعروبة الاردنيين وهم ابناء دولة تدخل القرن الثاني من عمرها المديد.. وهي منذ نشأتها قدمت #الشهداء في فلسطين وغيرها مثلما قدمت كل اشكال الدعم لاهلنا المناضلين ضد #الاحتلال في كل #فلسطين ليس مِنة بل هي واجب اخوي واخلاقي يتوقع ان يكون مقدرا دون تخوين مرفوض.
( 2)
من الطبيعي ان تتمايز المصالح والرؤى السياسي بين بعض ابناء مجتمعنا الاردني من كل مكوناته، ولكن اللافت والمرفوض، ان يهتف البعض اثناء تمتعهم في حرية التعبير الوازن في بلدنا بأن كل الاردنيين مع اشخاص وقيادات مقدرة فعلا في غزة، او ان هذه المظاهرات كما قال قيادي سياسي في الحركة الاسلامية بالحرف”ان هذه مظاهرة من الاردنيين ومن حيّ نزال ” وهل يستقيم هذا الخطاب مع حقيقة الوحدة الوطنية التي نعيشها لانها فرض عين على كل منا.
(3)
ان اي سلوك او هتافات غير موفقة لا تخدم تكاتف الاردنيين-لاسمح الله- صمود وشموخ اهلنا في فلسطين لدى غالبية الشعب وبنية الدولة الاردنية وسيادتها الحاضنة لجميع مكوناتها، وهذا ما لا أتمنى استمراره عبر بعض تلك الهتافات التشكيكية كهذه التي ذكرت قبلا ، كما ان استمرارها ودون مجاملة انما تصادر وبالاكراه اللفظي والاعلامي المتكرر حرية الاخرين من اهلنا في حقهم ايضا في اختيار طرق التعبير واشكال الدعم لغزة فلسطين وفقا لارائهم نحو الذي يجري من ابادة همجية مدعومة من الدول الغربية الكبرى كما اثبت الحقائق الميدانية مثل 7 اكتوبر ، اذ لا يريد احد من ابناء الاردن الأمة الارحب ان تقود بعض تلك الهتافات الى تتحول ضد اهلنا في غزة الغراء وهم غرة الامة، خصوصا وان حرية التعبير والتي منحهم اياها الدستور والقوانيين الاردنية الامر الذي يتوجب فيه على الدولة ايقاف مثل تلك الهتافات المغرضة وقد تكون مدسوسة على نبل وكبر المظاهرات في عمان بكل اعتزاز رغم عدم وجود مثيلا لهذه المظاهرات في دول عربية اخرى ..وبالتالي لا يحق لاي كان اختطاف الموقف الشعبي والتشكيك به وفقا لانتماءته الحزبية المحدودة او الجماعية ضمن الكل المجتمعي ويتجرأ بمخالفته للدستور على الهتاف الذي ينخر وحدتنا الوطنيه من عمان الحبيبة وكأنه ممثلا عنهم متجاوزا ثوابت الدولة الاردنية كمظلة جامعة لنا مطلوب الحفاظ عليها التي كان ومازال خطابها السياسي في العالم متقدما بدعم لنضال اهلنا في كل فلسطين دون تبجح .
( 4)
كلنا مع غزة وفلسطين ضميرا وطرائق دعم وتعبير ، وقد نختلف سياسيا مع موقف الحكومة الاردنية ،ولكن علينا الوعي الناجز ان الاردن ليس محتلا لفلسطين بل الداعم التاريخي لها ، وانه دولة عربية ذات سياسات تخدم مصالحها ايضا، وليست ثورة او دولة كبرى -ليس انتقاصا منها ما عاذ الله- مثل روسيا، او امريكا.
( 4)
ان أمن الوطن والحفاظ عليه واجب ديني واخلاقي من شانه زيادة الدعم والحضور الدائم للحق الفلسطيني في التحرر اقليميا وعالميا في آن…لذا علينا الحذر الواعي وتقدير حجمنا وامكاناتنا الحقيقية مواطنيين واجهزة دولة نثق بقدراتها في ظل سيادة القطب العالمي الواحد، وليس بعيدا عن واقع الهيمنة الامريكية على مجلس الامن الذي ابطل ثلاث مرات مشاريع ايقاف اطلاق النار في حرب غزة وكذا الحال وقرارات الامم المتحدة منذ عقود. رحم الله شهداء غزة وفلسطين..
وحمى الله اردننا المغالب وكل اهلنا وحريات التعبير السلمي والاخلاقي فيه.
- قسم علم الاجتماع -جامعة مؤتة -الأردن.