لن يتراجع الفلسطينيون عن مقاطعة المنامة

لن يتراجع الفلسطينيون عن مقاطعة المنامة
عمر عياصرة

يقال إن ضغوطا تمارس على القيادة الفلسطينية من اجل تليين موقفهم تجاه مقاطعة ورشة البحرين، واعتقد جازما ان تلك المحاولات لن تزيد الفلسطينيين الا صمودا ورفضا لمؤتمر المنامة.
«اهل مكة ادرى بشعابها» نعم الفلسطينيون ادرى بما يحاك لهم، وهم الاخبر والاعرف بأن ورشة المنامة تشكل حلقة من حلقات تصفية القضية الفلسطينية.
كيف يشارك الفلسطينيون في مؤتمر «تسعيّر» فلسطين تمهيدا لبيعها «اسرائيل» بأموال عربية؟! لن يفعل الفلسطينيون ذلك، لأنه انتحار ونهاية لكل فلسطيني.
الفلسطينيون، يدركون، ان لا خيار امامهم الا الرفض والغياب عن حفلات بيع فلسطين، ففعل الترك بات فاعلا ومجديا ومحرجا لكل الاطراف.
كلنا يتذكر مؤتمر وارسو الذي اضحى لا قيمة له ولا وزن حين قرر الفلسطينيون الغياب عنه، وهنا تأتي قيمة «توافر او غياب» الشريك الفلسطيني.
يعيب البعض على السلطة استمرار التزامها باتفاقية اوسلو «التنسيق الامني»، ويطلبون منها تظهير موقفها الرافض لصفقة القرن بإنهاء تلك الالتزامات، وانه بغير ذلك تكون غير صادقة في مواقفها.
اعتقد ان الحكم السابق صحيح في جانب، وظالم في جانب آخر، لكننا مطالبون على اقل تقدير بدعم الموقف الفلسطيني الرافض «لمشروع واشنطن»، تاركين «مؤقتا» خلف ظهورنا التزام السلطة بأوسلو ومتعلقاتها.
وعلينا ان ندرك ان ابو مازن لم يذهب بعد، وربما لن يذهب الى هدم معبد السلطة وانهاء اوسلو، لكنه على اقل تقدير يظهر صلابة غير مسبوقة في تدشين استراتيجية «عدم توافر الشريك الفلسطيني».
فلنكن منصفين، ولنحاكم الظاهر، فالموقف الفلسطيني احوج ما يكون الى مساندة ومؤازرة بعيدة عن المواقف المسبقة، مواقف خالية من النكاية والخصومة.
قوة الفلسطيني اليوم بغيابه، وتلك نعمة من الله لا يعرف كلفتها الا الامريكي والاسرائيلي، وبدرجة اقل بعض العواصم العربية المهرولة للتطبيع وللضغط على الفلسطيني.
فليستمر غياب الفلسطينيين، واعتقد مرجحا ان احدا فلسطينيا «رسميا او شعبيا او اقصاديا» لن يحضر ورشة البحرين، وان غيابهم سيجعل الصفقة في مهب الإبطال والإضعاف.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى