“لدّوا” الشيخ وائل كان ….!!

“لدّوا” الشيخ وائل كان ….!!
توثيق: د.ماجدتوهان الزبيدي
حدثني الصديق يوسف العلاونة البارحة (السبت)20/5/2017 ،في محلّه التجاري ،فقال:
“شاءت الأقدار ان يعيش “وائل” يتيما من سن السابعة من عمره،الأمر الذي اثّرّ على تربيته وتحصيله الدراسي ،فخرج من الصف السادس ،واخذ يذرح مدينة اربد طولا وعرضا من مهنة لأخرى ،دون إستقرار في واحدة منها!إلى ان إلتفت من حولة شلّة من أقرانه ،سرعان ماحرفوه معهم لتعاطي التدخين وشرب الكحول والصياعة ، والتشبيح !
وشاءت الأقدار ان يلتفت للحدث اليتيم جارهم الشيخ ابو سفيان الذي يمتهن العطارة والسمانة والحجامة ومهن اخرى عديدة ،والمتزوج من ست نساء ،اربع منهن على ذمته حاليا ،فأخذ بيد وائل ووظفّه في احد محلاته ،ثم استطاع ان يقنعه بالإقلاع عن التدخين والشرب معا ،وصار يشركه معه في حلقات الدروس الدينية وفي مشاوير الدعوة التي يخرج فيها مجموعات من الشيوخ في أنحاء الوطن بعد تركهم لزوجاتهم واولادهم لشهر او يزيد احيانا ،ينامون في المساجد او عند من يدعوهم لذلك ،يأكلون ما تيسر لهم من طعام ،ويهدون هذا وذاك للعودة لتعاليم الدين الحنيف ،وللسلوكيات الصحيحة .
وكانت افتتاحية كل درس يلقيه الشيوخ تبدأ بالإستشهاد بماضي الشيخ وائل من مثل :”لدوّا (أنظروا)على الشيخ الصغير وائل :كان سكّير عربيد ملعون والدين ،صايعفايعضايع ،حشّيش دخان ،يشرب بالكندرة ،لايحرّم ولا يوفّر،قاطع طريق، لكنه إهتدى للطريق السليم ،صار يصلي وملتزم ،يطعم البسّة نصف عشاه ،ترك أمه ويخرج معنا في سبيل الله…”!!
كانت تلك الإسطوانة تجري في كل لقاء على مسمع من الشيخ وائل ،لكنه إعتقد ان ذلك لمرات معدودات فقط!وليس كل مرة او “كل مادق الكوز بالجرة”!إلى أن جاءت لحظة الحزم ،أو “زوبعة الحزم”كما يقولون ،وبات هذا الشيخ الوديع ك”النمر المتأهب”!! وذلك عندما دخل شيوخ الدعوة بمعية بطل مقالنا بيتا في قرية من قرى منطقة “الكورة” ،فإذا به بيت خالة الشيخ وائل !
تصدى للحديث الشيخ ابو سفيان ،فأفتتح الدعوة بقوله :”لدوا على الشيخ وائل ..هذا الوجه البريء ..كان سكير عربيد ملعون والدين، صايعفايعضايع ،حشّيش دخان ،يشرب بالكندرة ،لايحرّم ولا يوفّر،قاطع طريق، لكنه إهتدى للطريق السليم ،صار يصلي وملتزم ،يطعم البسّة نصف عشاه ،ترك أمه ويخرج معنا في سبيل الله…”!!
لم يكن الشيخ ابو سفيان وبقية الشيوخ يعلمون انهم في بيت زوج خالة الشيخ وائل!بعد ان سمع كل من في البيت حديث الشيخ ابو سفيان وخاصة خالته وبناتها الخمسة اللواتي لم يكن يعرفن أي شيء سيء عن اليتيم وائل!وما كان من هذا اليتيم سوى الوقوف أمام الجميع من دون إستئذان من أمير الرحلة الشيخ ابو مريم ،كأنه قد مسّ للتو ،والقول :”أنا لمّا كنت هامل سكير عربيد صايعفايع–كما تقولون- كان امري مستورا !!لايعرف بوضعي سوى خمسة أشخاص فقط !أما خلال هذا الأسبوع الذي خرجت معكم فيه فقد عرف أمري ألف مواطن ومواطنة!!ياجماعة خافوا الله الذي يحثّ على الستر !!والله من هذه اللحظة ما أنا ماشي معكم متر واحد!!أنا راجع عند أمي التي تركتها –ياويلي- لحالها من دون احد يناولها كاسة ميّه! آخ على أيامك ياوائل لمّا كنت تسكرّ حارات وشوارع بالشبرية وموس الكبّاس وأنت دايخ تغني ياظريف الطول”!!(21/5/2017)

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى