لبنان وفلسطين.. الغياب عن «وارسو»

لبنان وفلسطين.. الغياب عن «وارسو»
عمر عياصرة

ببساطة ودون تعقيد اعلنت الجمهورية اللبنانية اعتذارها عن حضور قمة وارسو، ولم تكتف بذلك، بل قامت بتبرير الامر من خلال سببين واضحين وضوح الشمس.
السبب الاول: تواجد رئيس وزراء اسرائيل، بنيامين نتنياهو في القمة، والدولة اللبنانية لا زالت ترى اسرائيل دولة عدوة وغير معترف بها، لذلك من الانسجام مع الذات عدم الجلوس مع نتنياهو بالمجان المريح.
السبب الثاني لغياب لبنان عن لقاء وارسو، استند الى ان اللقاء سيناقش دور ايران في المنطقة وسيحشد ضدها، وحيث ان بيروت قررت التزام سياسة «النأي بالنفس» فالاجتماع يتنافى مع موقفها، لذلك لن تحضره.
السلطة الوطنية الفلسطينية، قررت ايضا عدم الحضور، ومبررها واضح، فمقاطعة اللقاء يأتي استمرارا لموقفها الرافض للوساطة الاميركية في عملية السلام، والذي تم اتخاذه بعد نقل سفارة واشنطن للقدس.
موقفان شجاعان، فرغم ان لبنان والفلسطينيين، من الاطراف الضعيفة في المعادلة الاقليمية، الا ان انهما يتخذان من القرارات ما تعجز عنه دول عربية كبيرة وثقيلة.
قد اتفهم، حضور الاردن ومصر لقمة وارسو، من جهة انهما موقعان لاتفاقية سلام مع اسرائيل، لكن ان تحضر دول لا زالت تعتبر اسرائيل غير شرعية، وتجلس بجانب نتنياهو فهذا غير متفهم ابدا.
غياب الفلسطينيين احرج دول الخليج العربي، فقد تمت اضافة ملف القضية الفلسطينية للاجتماع من اجل اخراجه من دائرته الضيقة، الا ان «رام الله» ضربت كل ذلك بعرض الحائط.
وارسو فشلت قبل ان تبدأ، لكن المؤسف فيها، انها تقدم تطبيعا مجانيا عربيا لن يستفيد منه الا نتنياهو، واكاد اجزم ان الاردن لا تعجبه «كل الطبخة» لكنه مضطر لعدم احداث ضجيج.
اغرب ما في حالة الاقليم والمنطقة التي نعيشها، ان العرب لم تعد قوتهم بدولهم الكبيرة، بل على العكس، اصبح العرب اكثر صمودا تجاه المؤامرات الخارجية من خلال ثبات الاطراف الضعيفة كلبنان والاردن وفلسطين.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى